اخبار

اللواء/ طارق الفامي يكتب : ” الأزمة اليمنية”

فى البداية دعونا نقول ماذا كان اليمن وماذا أصبح اليوم ؟؟
كان يلقب باليمن السعيد وأن أول من أطلق عليه هذا الإسم هى اليونان فى العصور القديمة فيلكس آربيا أو هابى آربيا أى العربى السعيد ثم أطلق العرب عليه اليمن السعيد حيث كان مفترق طرق للتجاره و الثقافه فى العصور القديمة أى كان اليمن مناره إقتصادية و ثقافيه .
أما الأن وبعد ثورات الربيع العربي و الفوضى الخلاقة التى دعى إليها الغرب وسقوط الربيع العربي على اليمن أصبح هناك صراعات مذهبيه عقائديه فقد كان اليمنيون متعايشون مذهبيا فيما بينهم عبر قرون عديده من الزمان بالرغم من بعض الإحتكاكات بين أتباع المذهبين فاليمن به مذهبين هما المذهب الزيدي وهو طائفه شيعيه لاتوجد إلا فى اليمن ولكنه قريب من المذهب السني والمذهب الآخر وهو الشافعى المعروف بالوسطية و الإعتدال وكان الرئيس علي عبدالله صالح رحمة الله عليه يتبع هذا المذهب الزيدي الذى إنبثق منه جماعة الحوثيين نسبه الى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي عام ١٩٩٢ ( والذى قتل على يد القوات اليمنيه عام ٢٠٠٤ ) .
ومن هنا تدخلت إيران فمازال حلم الإمبراطورية الفارسية يداعب جفون إيران وذلك بتصدير الفكر الشيعى الى المنطقة العربية ونسجت علاقه مع جماعة الحوثي المتمرده فى صعده شمال اليمن ودعمها ماليا و عسكريا بعد تبنى الجماعه لفكر إيران الطائفي الدخيل على اليمن فتحول المشهد فى اليمن إلى صراع سياسي والسيطرة على حكم البلاد بدعم من إيران مما جعل الصراع الأن بين مذهبين متشددين للسيطرة على السلطه فى اليمن فتحول المذهب الشافعي الى السلفيه الوهابيه والمذهب الزيدى الى الإثنى عشرى أى تحول المشهد إلى صراع سياسي بأدوات طائفيه بل وتجاوز هذا وأصبح صراع حول النفوذ والأمن فى الإقليم ( صراع خليجى — إيرانى ) .
وأصبح الصراع داخلي على السلطه بدون أى مشروع وطنى وصراع أقليمى بين السعودية و دول الخليج ضد إيران لفرض السيطرة على الأقليم فأصبح اليمن صراع بالوكالة بين السعودية ودول الخليج وإيران وأصبح شكل الصراع في اليمن يتمثل فى جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المرحوم على عبد الله صالح والمدعومه من إيران والقوات الحكومية المواليه للرئيس عبد ربه منصور هادي والمدعومة من السعوديه و الإمارات العربية و البحرين و الكويت و مصر و السودان و الأردن و المغرب وقد تم إستبعاد قطر نظراً لدورها فى دعم الإرهاب وولائها لإيران .
وحولت إيران جماعة الحوثي الى ذراع لها فى جنوب الجزيره العربيه لأطماعها التوسعيه والسيطرة على مضيق باب المندب وقد مولت إيران شبكات الإرهاب فى دول الخليج مثل السعودية و الكويت و البحرين و أيضاً جماعة الحوثي فى اليمن .
وفى الثانى من ديسمبر ٢٠١٧ حدث تحول فى الصراع بعد أن أعلن المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس المرحوم على عبد الله صالح تخليه عن الحوثيين ودعا إلى تحسين العلاقات بدول التحالف العربى و قوات الشرعيه بقيادة عبد ربه منصور هادي .
وهنا يجب أن نقف عند هذا البطل المرحوم على عبد الله صالح الذى نزل من كبريائه ليدعم قيمه و مبادئه العربية للحفاظ على اليمن وشعبه موحد وعودته إلى القومية العربية فهو أحق أن نقدره ونجله ونعطيه حقه رحمة الله عليه .
فقد عرف حقيقة الحوثيين الإرهابية والتابعه لإيران ذات الحلم الفارسي التوسعى فقد حاول هذا الرجل الحفاظ على بلاده ولكن الحوثيين التابعين لإيران قاموا بإغتيال المرحوم على عبد الله صالح برصاصه فى الرأس يوم ٤ ديسمبر ٢٠١٧ وإعتقال عدد كبير من قيادات المؤتمر الشعبي التابع للمرحوم على عبد الله صالح وبهذا أصبح الحوثيين منفردين فى المعركة ضد قوات التحالف العربى وقوات الشرعيه بقيادة عبد ربه منصور هادي .
فالإرهاب ليس بجديد على إيران ففى القرن الحادي عشر أسس حسن الصباح الإيرانى جماعة الحشاشين أو الوهامون أو القتله المأجورين وهى جماعه متطرفه تخلط بين الدين و السياسية وذات قوه عسكريه وقد عمل حسن الصباح على نشر المذهب الإسماعيلي فى إيران واسس له كيان مستقل شبه دوله هو و أتباعه لمحاربه معارضيه من العباسيين وغيرهم وإستطاع أن ينتزع قلعة آلاموت الموجوده فى شمال إيران على جبل البرز والتى ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالى ٦ آلاف قدم وإستطاع أن يمتد بهذا الفكر حتى وصل إلى سوريا واسس قاعده أخرى هناك و إتبعت هذه الجماعة سياسة الإغتيالات لأعدائها من السياسيين و القاده و الشخصيات البارزة بدلا من خوض الحروب وسقوط آلاف القتلى فى خوض الحروب والمعارك وكانوا يقتلون كل من يعارضهم من السياسيين والحكام والقضاه وأيضاً الخليفه العباسي المسترشد و الراشد وغيرهم وذاع صيتهم فى أوروبا وسموهم جماعة القاتل المحترف وكان بعض الحكام فى أوروبا يتعاملون معهم ويستأجرونهم للقضاء على معارضيهم من السياسيين وإنتهت الجماعه بغزو التتار فى نهاية القرن الثالث عشر ودخولهم قلعة آلاموت وقتل كل من فيها كما إستطاع الأمير بيبرس القضاء على قاعدتهم فى سوريا وإنتهت بذلك هذه الجماعة الإرهابية الإيرانية هكذا هى إيران الإرهابية بأطماعها التوسعيه واذرعها فى اليمن الحوثى وفى لبنان جماعة حزب الله وفى فلسطين حركة حماس بالإضافة إلى ميليشيات عسكريه منتشره فى أفغانستان و باكستان و العراق كما تتدخل إيران عسكريا فى الملف السورى مما أطال زمن الحرب فى سوريا .
ولكن فى رأي بأن الصراع اليمنى المذهبى حتى الأن مازال منحصرا بين طرفى الصراع بينما باقى اليمنيين بعيدين عن هذه الصراعات بل ويرجون لبلادهم التوحد وإعلاء قيم المواطنة والعيش السلمى لأن هذه الصراعات تنعكس سلباً على الإستقرار السياسى و الإجتماعى و الإقتصادى لليمن خاصه وأن المدنيين هم من يدفعون ثمن هذا الصراع من دمائهم على أيدى طرفى الصراع .
وأيضاً فى رأي أن الفرصه مازالت سانحه لحل هذه الأزمه وخاصه وأن طرفى الصراع مقتنعون بأنه ليس هناك حل لهذه الحرب الدائره فى اليمن إلا عن طريق المحادثات وهذا ما أكده مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث بأن طرفى الصراع راغبون فى عقد لقاءات تشاوريه فى المرحلة القادمة بين الحكومة و الحوثيين وهذا مايجب أن ندعمه ونعمل عليه ليعود اليمن مره أخرى اليمن السعيد .
كما أدعوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في اليمن ولا يقف مشاهد فقط بل يجب أن يقوم المجتمع الدولي بدوره تجاه هذه الأزمه اليمنيه . ( طارق الفامي ) .

زر الذهاب إلى الأعلى