مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور بقلم المهندس/ طارق بدراوى ** مدينة شبين الكوم **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة شبين الكوم **
شبين الكوم مدينة مصرية وهي عاصمة محافظة المنوفية وعاصمة مركز شبين الكوم أيضا وتبعد عن القاهرة بمسافة حوالي 75 كم وكانت شبين الكوم قرية صغيرة في أواخر العصر الفرعوني وفي العصر القبطي كان إسمها أتبربيش ثم حرفت إلى سبنتي ومعناها فرع النيل إشارة إلى بحر شبين المار بها ثم أضيفت إليها الكوم وتعنى باليونانية القرية ثم عرفت بعد ذلك بإسم شبين الكوم وقد أطلق عليها هيرودت أثريشيس وسماها الرومان أفرود نيوبوليس وتعني مدينة الزهراء وفي العصر اللملوكي كانت شبين الكوم من قرى المنوفية حيث عرفت أيضا بإسم شبين السري تلك التسمية التي صاحبتها أيضاً حتى مطلع العصر العثماني وقد بلغت مساحتها في أواخر العصر المملوكي حوالي 3121 فدانا وكانت شبين الكوم واقعة بين قرى المصيلحة التي جاورتها جنوبا وشرقا وطنبدي ومنية خاقان سابقا حي ميت خاقان حاليا من الشمال وألماي التي جاورتها غربا وقرية شنوان جنوبا وكانت قريبة من منوف الواقعة جنوبها وتصل إليها ترعة القرينين حيث تتفرع إلى فرعين أحدهما يسمى بحر شبين التي كانت تصلها بمدينة أبيار والتي حالياً هي قرية بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية وتقع مدينة شبين الكوم حاليا في وسط محافظة المنوفية ويحد مركز شبين الكوم من الشمال مركزا بركة السبع وتلا ومن الجنوب مركزا الباجور ومنوف ومن الشرق مركز قويسنا ومن الغرب مركز الشهداء ومن الطريف أنه توجد حاليا قرية صغيرة في مدينه شبين الكوم تحمل من صفات إيطاليا الكثير مما دفع أهلها لإطلاق إسم ميلانو شبين الكوم عليها ليس فقط بسبب شكل العمارة والشوارع والميادين بها لكن حتي فيما يتعلق بصفات سكانها وطباعهم المتاثرة بشكل كبير بالشعب الإيطالي بحسب ما نشرته الصفحة الخاصة بالقرية علي موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك بعنوان شبين الكوم إيطاليا ……
وتقع محافظة المنوفية فى وسط الدلتا بين فرعي النيل دمياط ورشيد وهي على شكل مثلث رأسه في الجنوب و قاعدته فى الشمال وتمتد المحافظة غرب فرع رشيد لتضم مدينة السادات أيضا الواقعة في طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى والذى يعتبر إمتدادا وظهيرا صحراويا لها والمتنفس الوحيد لها للتوسع العمراني جهة الغرب وهي ثاني مدن الجيل الأول من المدن الجديدة التي قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بإنشائها بعد مدينة العاشر من رمضان في عام 1976م لتصبح مجتمعا عمرانيا جديدا يرتكز على النشاطين الصناعي والزراعي بجانب التوطن السكاني وتشغل موقعاً وسطا بين القاهرة والإسكندرية وتحاذي دلتا النيل وذلك جعلها مركزا للصناعات الثقيلة والهامة والتي ستؤدي مستقبلاً لخلق مجتمع حضري كبير وتشتهر المدينة أيضاً بكثرة المساحات الخضراء الواسعة بها وذلك جعلها مقصداً لراغبي سياحة اليوم الواحد وقد تم ربطها بدلتا النيل بواسطة طريق إقليمي تم إنشاؤه منذ عدة سنوات وتم زراعة الأشجار علي جانبيه بما يمثل حزام أخضر للمدينة كما تم فصل كليات جامعة المنوفية المتواجدة بها وضمها إلي جامعة السادات التي أنشئت بموجب قرار جمهوري صادر بتاريخ يوم 25 مارس عام 2013م ويبلغ عدد كلياتها 6 كليات هي كلية التربية الرياضية وكلية السياحة والفنادق وكلية الطب البيطرى وكلية التجارة وكلية الحقوق وكلية التربية إلي جانب معهدين بحثيين للدراسات العليا وهما معهد بحوث الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية ومعهد الدراسات والبحوث البيئية هذا وتبلغ مساحة محافظة المنوفية الكلية 2543 كم مربع يغطي القطاع الريفي منها 1773 كم مربع بنسبة 70 % ويحدها من الشمال محافظة الغربية ومن الجنوب محافظة الجيزة ومن الشرق محافظة القليوبية ومن الغرب محافظة البحيرة …..
وتاريخيا فقد نزل علماء الحملة الفرنسية شبين الكوم ووصفوها بقولهم قرية كبيرة على ترعة واسعة تسمى القرينين على بعد فرسخين ونصف فرسخ من منوف وكان في شبين الكوم أخطاط ودروب بشكل ملحوظ عن المعتاد في القرى الأخرى حيث نستطيع أن نجد في الوثائق أخطاطا مثل خط السوق الكبير وخط قيسارية العطارين ودروب مثل درب الجزارين ودرب البابل وكان في شبين الكوم أنشطة صناعية وتجارية رغم إعتمادها على الزراعة أساساً في ذلك الوقت فكان فيها معاصر للسيرجة وطواحين ومصابغ كما كان فيها تجارة ملح النطرون وقد صارت شبين الكوم قاعدة خط من أخطاط المنوفية في مطلع القرن التاسع عشر ثم صارت قاعدة المنوفية منذ عام 1826م في عهد محمد على باشا …..
ومن المعالم الإ سلامية بمدينة شبين الكوم المسجد العباسي وقد أنشأه الخديوي عباس حلمي الثاني بن الخديوي توفيق بن الخديوي إسماعيل بن القائد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا وذلك في عام 1329هجرية الموافق عام 1911م والذى في عهده إهتمت نظارة الأوقاف التي أصبحت وزارة الأوقاف بعد ذلك بحفظ الآثار وترميم المساجد القديمة وإنشاء مساجد جديدة ويوجد كتاب أعلي باب روضة المنبر نصه عز لمولانا خديوى مصر عباس حلمي الثاني سنة 1329 هجرية ويقع المسجد بالجهة البحرية بمدينة شبين الكوم بجوار مستشفي الهلال التابع لفرع هيئة التأمين الصحي بالمنوفية وفي مواجهة المحكمة الإبتدائية والمسجد مستطيل الشكل يتوسطه صحن ذو أرضية منخفضة ويعلوه شخشيخة ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة وبه منبر خشبي غاية في الروعة ومحراب بوسط جدار القبلة وبداخل المسجد 15 عمودا من الرخام الأصلي ذات قاعدة مربعة مشطوفة الجوانب و8 دعامات حجرية ضخمة وبواجهات المسجد الأربعة عدد 15 شباك سفلي مستطيلة الشكل ويعلوها أيضا بواجهات المسجد الأربعة عدد 30 قنديلية علوية ذات عقود مفصصة ومن التحف المعمارية المنقولة بالمسجد دكة المبلغ وكرسي المقريء وهي تحف غاية في الروعة والجمال ودقة الصناعة كما أن هذا المسجد يتميز بمئذنته ذات القطاع المربع في حطتها الأولي ثم يتحول إلي القطاع الدائرى في الحطة الثانية ويفصل بين الحطتين شرفة مربعة مقرنصة ويعلو الحطة الثانية شرفة مقرنصة مثمنة الشكل تعلوها حطة دائرية قصيرة يعلوها رأس المئذنة ذو الشكل البصلي …..
ومن المعالم المشهورة أيضا في مدينة شبين الكوم مسجد سيدي خميس ويقع أمام محطة السكك الحديدية الرئيسية وهو معلم اثرى إسلامي هام كما يوجد بالمدينة عدد من الكنائس والأديرة الأثرية ومنها كنيسة مارجرجس وكنيسة السيدة مريم العذراء وكنيسة الأنبا صرابامون بالبتانون ودير الملاك بقرية حنين التابعة للوحدة المحلية باصطباري بمركز شبين الكوم ويوجد فندق خاص بالدير لنزلائه كما يوجد عدد من القصور الأثرية بالمدينة منها قصر خليل الجزار وهو مبنى الجامعة حاليا وبه المقر الرئيسي للجامعة وقصر عبد العزيز باشا فهمي بكفر المصيلحة ومدرسة شبين الكوم الثانوية بنات بشارع المنتزة ومدرسة المساعي المشكورة الثانوية للبنين وبالإضافة إلي ذلك توجد العديد من القرى السياحية بالمدينة منها قرية فينيسيا ويعمل بها حوالي 300 عامل وموظف ومرشد سياحي وتحتوى على شاليهات للإقامة وقاعتي أفراح وبها عشرون غرفة وخمسة وأربعون سريرا وقد إفتتحت عام 1995م وقرية موفي مون على طريق شبين الكوم قويسنا وقرية موفي ستار بشارع الإستاد الرياضي أمام قصر الثقافة بشبين الكوم وقرية العلياء بشارع المنتزة بشبين الكوم وقرية الفرسان بشبين الكوم كما توجد مجموعة من الحدائق بالمدينة منها حديقة الطفل بكفر المصيلحة وقد ساهمت في إنشائها هيئة تنشيط السياحة إلي جانب حديقة الطفل بشبين الكوم وحديقة الخالدين وبها تماثيل للعديد من رجال مصر العظماء والحديقة المتحفية بشبين الكوم وتضم آثارا فرعونية وإسلامية متنقلة كما توجد بالمدينة أماكن ومزارات سياحية أخرى هامة منها مكتبة سوزان مبارك بشبين الكوم والتي شيدت على أحدث طراز وتقع في وسط المدينة على الكورنيش إلي جانب قصر ثقافة شبين الكوم والذى يضم فرقة المنوفية للفنون الشعبية والتي تشارك كل عام في فعاليات مهرجان ألوان مصرية والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة وتقوم بتقديم العديد من التابلوهات الحركية والغنائية المستمدة من تراث محافظة المنوفية مثل تابلوه الفرح والمولد ورقصة العصا الفلاحي وفرقة المنوفية للفنون الشعبية هي أحد أقوى فرق الفنون الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة ويقوم بتدريبها الشاب الواعد رامي جوهر ويقود الفريق الموسيقي المصاحب لها الفنان أشرف عبد الرؤوف كما يقوم قصر ثقافة شبين الكوم بتنظيم مسابقات لإكتشاف المواهب في مجالات الشعر والأدب والكتابة والرسم والغناء والتمثيل والعزف الموسيقي ويتم عمل إحتفاليات لتسليم الجوائز للفائزين بالمراكز الأولي والمشاركين في تلك المسابقات ويقوم أيضا قصر الثقافة بتنظيم إحتفاليات في المناسبات القومية مثل ذكرى إنتصارات حرب أكتوبر عام 1973م وذكرى إفتتاح قناة السويس الجديدة وغيرها من المناسبات القومية الهامة كما تعقد به ندوات ونقاشات حوارية حول أهم قضايا الساعة في مصر والعالم مثل ظاهرة التطرف والإرهاب وسبل تنمية الإقتصاد المصرى وتنمية الصادرات والحد من الواردات وخلافه …..
ومن معالم مدينة شبين الكوم جامعة المنوفية وكلياتها المختلفة ومنشآتها ومدنها الجامعية الهامة والتي شيدت على أحدث طراز للجامعات في العالم وبها قاعات ومعامل ومستشفيات وملاعب وتعد ثروة قومية كبيرة والتي أنشئت بموجب القرار الجمهوري رقم 93 لسنة 1976م لتلبية الطلب المتزايد علي التعليم العالي والتعاون مع الجامعات المصرية الأخرى من أجل تقديم خدمات التعليم الجامعي في مصر ولقد بدأت الجامعة بأربع كليات فقط هي الزراعة والهندسة والتربية والهندسة الإلكترونية وكانت تضم حوالي عدد 9560 طالبا وطالبة و عدد 214 عضو هيئة تدريس وعدد 372 هيئة معاونة ويقع المقر الرئيسى للجامعة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية وفي الوقت الحالي تضم الجامعة 13 كلية ومعهد واحد بعد إنفصال كليات فرع الجامعة بمدينة السادات والتي أصبحت جامعة مدينة السادات الآن وهذه الكليات هي كلية الزراعة وكلية الهندسة وكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف وكلية التربية وكلية العلوم وكلية التجارة وكلية الطب وكلية الآداب وكلية الحقوق وكلية الإقتصاد المنزلي وكلية التمريض وكلية الحاسبات والمعلومات وكلية التربية النوعية بأشمون كما تشمل الجامعة واحدا من أهم المعاهد البحثية المتميزة وهو معهد الكبد القومي وهو المعهد المتخصص الوحيد في الشرق الأوسط والذى يقدم خدمات علاجية لدول العالم أجمع وهو مزار للوفود الطبية والرسمية علي مدار العام وجدير بالذكر أن الكليات الأربعة التي بدأت بها جامعة المنوفية كانت موجودة قبل إنشاء الجامعة ولكنها كانت تتبع جامعات أخرى خارج المنوفية ولما أنشئت جامعة المنوفية تم ضمها إلي الجامعة الوليدة ثم أنشئت تباعا الكليات الأخرى وكان آخرها وأحدثها كلية الحاسبات والمعلومات والتي أنشئت في عام 2001م …..
ومن أهم الشخصيات السياسية والأعلام والمشاهير الذين ينتمون لمحافظة المنوفية عبد العزيز فهمي باشا أول رئيس لمحكمة النقض وأحد واضعي دستور عام 1923م والرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وعبد الخالق الشناوى باشا وزير الأشغال الأسبق والمهندس أحمد سلطان وزير الكهرباء الأسبق والأربعة ينتمون إلي قرية كفر المصيلحة والإمام محمد الشنواني شيخ الجامع الأزهر الشريف الأسبق وأحمد سميح طلعت وزير العدل الأسبق والدكتور حمدي البنبي وزير البترول الأسبق والثلاثة ينتمون إلي قرية شنوان والدكتور ناجى شتلة وزير التموين الأسبق واللواء محمد عبد الحليم موسي وزير الداخلية الأسبق وينتميان إلي قرية ميت خاقان واللواء زكي مصطفي بدر وزير الداخلية الأسبق ونجله الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الحالي وينتميان إلي منشاة عصام وعبد اللطيف محمود باشا وزير الزراعة الأسبق وينتمي إلي مدينة شبين الكوم والرئيس الأسبق محمد أنور السادات وينتمي إلي قرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا والمشير محمد عبد الغني الجمسى وزير الحربية الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973م وينتمي إلي قرية البتانون والدكتور صلاح حامد محافظ البنك المركزى ووزير المالية الأسبق وينتمي إلي قرية ألماى والكاتب الروائي الكبير عبد الرحمن الشرقاوي وهو من كبار الكتاب والمجددين في العصر الحديث وينتمي إلي قرية الدلاتون والشيخ محمود علي البنا قارئ القرآن الكريم الشهير وينتمي إلي قرية شبرا باص .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى