اخبار

معالم مصر التاريخية علي مر العصوربقلم المهندس/ طارق بدراوى** مدينة كفر الشيخ **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة كفر الشيخ **
كفر الشيخ مدينة مصرية وهي عاصمة محافظة كفر الشيخ التي تقع في أقصى شمال الجمهورية وتطل على البحر المتوسط بإمتداد ساحلي يبلغ طوله 100 كم والذى يحدها شمالا ويحدها غربا فرع نيل رشيد بطول 85 كم حتى مصبه في البحر المتوسط وشرقا محافظة الدقهلية وجنوبا محافظة الغربية ومدينة كفر الشيخ أيضا عاصمة مركز كفر الشيخ وهي تقع في جنوب المركز الذي يقع أيضا في جنوب محافظة كفر الشيخ المشهورة بالزراعة وخصوصاً الأرز وفي جنوب مدينة كفر الشيخ توجد ضاحية سخا التي أصبحت مع التوسع العمراني للمدينة الأم قريبة جدا منها وتداخلت معها أما في الشرق فتوجد قريتا القنطرة البيضاء والصوالحة المدينة ويفصل بين مدينة كفر الشيخ وبينهما مجرى مائي صغير يسمى ترعة ميت يزيد أما عن جهتي الشمال والغرب فتوجد أراضي زراعية محمية بموجب قانون حماية الأراضي الخضراء وتبعد مدينة كفر الشيخ 35 كم عن شمالي مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية وتبلغ المساحة الكلية للمحافظة حوالي 3,748 كم2 والمساحة المأهولة منها حوالي 3,748 كم2 وتحتل مدينة كفر الشيخ المرتبة الرابعة في ترتيب مدن دلتا النيل بعد طنطا والمنصورة والمحلة الكبرى وقد بلغ عدد سكان مدينة كفر الشيخ في التعداد الذي أقامه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 147.5 ألف نسمة وكانت الزيادة لجنس الإناث بواقع 2% عن جنس الذكور هذا وترتبط المدينة بشبكة طرق معبدة وتنتشر بها شوارع رئيسية يكثر بها النشاط التجارى بشكل خاص والأحياء في كفر الشيخ تكون إما أحياء مقسمة تقسيما نظامياً للشوارع وهو الشكل السائد في المدينة الأم أو أحياء عشوائية ترتبط بشبكة من الطرق المعقدة خاصة في القرى حولها والتي لم يتبق منها إلا عدد قليل …..
وتعود تسمية المدينة بكفر الشيخ إلي قصة مفادها أنه قد أتى رجل إسمه طلحة التلمساني إلي كفر الشيخ الحالية وكانت تسمي دنيقون قادما من بلاد المغرب العربي وإستقر في تلك القرية الصغيرة سنة 600 هجرية والتي عاش بها 31 سنة وعندما توفي سنة 631 هجرية دفن بها ولإعتقاد سكان تلك المنطقة ببركته أسس له أهل تلك القرية الصغيرة ضريح وحيث أنه في العربية كلمة كفر تعني القَرية الصغيرة الدائرية فمنذ ذلك الوقت إشتهرت قرية دنيقون بإسم كفرالشيخ طلحة وفي عصر الملك فؤاد الأول ملك مصر أقام الملك بها قصرا له كنوع من أنواع الإستجمام بإعتبارها بعيدة عن المدن كما كانت له فيها أطيان زراعية كبيرة المساحة فسماها الفؤادية نسبة إلي إسمه وإستمرت على تلك التسمية طوال فترة حكمه وحكم ولده الملك فاروق وعند قيام ثورة يوليو عام 1952م قررمجلس قيادة الثورة إرجاع إسم كفر الشيخ إلى المدينة من دون كلمة طلحة كنوع من أنواع الإختصارهذا وتكتظ المدينة بالكثير من الأشراف الهاشميين والأمويين القادمين من المغرب الأقصى والذي إستوطنوا تلك البلدة وماحولها …..
وبمدينة كفر الشيخ مجموعة من المساجد الهامة منها مسجد طلحة التلمساني وجامع أباظة وجامع الملك وجامع إبن تيمية وجامع الإسراء وجامع عباد الرحمن وجامع الفلاحين وجامع الفتح أو الإستاد وجامع الخياط وجامع أبو العزائم وجامع سيدي قطب وجامع الشيخة زهرة قبطان كما يوجد بها عدد من الكنائس منها كنيسة القديسة العذراء مريم بسخا والكنيسة الإنجيلية وكنيسة القديسة دميانة والأربعين عذراء وكنيسة القديس مارجرجس كما توجد في مدينة كفر الشيخ عدة حدائق منها حديقة الحيوان التابعة للإدارة العامة لحدائق الحيوان وهي إحدى هيئات وزارة الزراعة إلي جانب حديقة أخرى تسمي حديقة صنعاء غنية بالمسطحات الخضراء وملاهي وألعاب الأطفال والتي يقضي فيها الكثير من سكان المدينة والمدن والقرى المجاورة فيها أجازاتهم كما يوجد بالمدينة ستاد كبير تم تطويره مؤخرا تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة يشمل ملعبا لكرة القدم وصالة مغطاة بها ملعب يصلح لممارسة كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وقد تم تزويد الإستاد بالأدوات والأجهزة الرياضية اللازمة ……
وبالإضافة إلي ماسبق يوجد بمدينة كفر الشيخ قصر الملك فؤاد وهذا القصر كان يقيم فيه الملك أثناء حضوره إلى كفر الشيخ هو وأسرته وهو مبني على الطراز الأوربى الإيطالى الفرنسى وتم انشاؤه عام 1934م والقصر مكون من طابقين ويعتبر تحفة عمرانية حضارية وقد صدر مؤخرا قرار بتحويله إلى أثر وإعتباره مزارا سياحيا وتحويله الى متحف للتاريخ تعرض فيه المقتنيات والمجوهرات الملكية فى العصور المختلفة ولهذا القصر ملحقات هى محطة السكة الحديد الملكية التى كانت خاصة بالملك وأسرته وتقع خلف القصر بالإضافة إلى المطبخ وصهاريج المياه ومبنى ماكينة رفع المياه وكان الملك يؤدي فيه شعائر الصلاة أثناء وجوده بمدينة كفر الشيخ وقد ترك الملك أيضا فى مدينة كفر الشيخ المبنى الذي كان مخصصا لإدارة أملاك الخاصة الملكية ثم تم إستغلاله بعد ذلك كمقر لتفتيش أوقاف كفر الشيخ وفى عام 1961م تم استغلال هذا المبنى ليكون مقرا لديوان عام محافظة كفر الشيخ بعد إنفصالها عن محافظة الغربية وتحويلها إلي محافظة مستقلة فى ظل عملية إعادة هيكلة نظام الحكم المحلى في مصر التي جرت في العام المذكور وفي عام 1964م إنتقلت المحافظة إلى مبناها الجديد وتم تسليم هذا المبنى الى مديرية التربية والتعليم بمدينة كفر الشيخ ثم تقرر بعد ذلك تحويل هذا المبنى ليكون مقرا لمركز الدراسات الوطنية الذي يعتبر الاول من نوعه على مستوي الجمهورية ويضم هذا المركز حاليا مركز النيل للإعلام وجريدة كفر الشيخ والصندوق الإجتماعى للتنمية وقاعة ضخمة للمؤتمرات فى أعلى المبنى …… 
وبخصوص مسجد وضريح سيدي طلحة أبي سعيد التلمساني بمدينة كفرالشيخ فهو يعد أقدم مساجد المحافظة بعد مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق وصاحب المسجد والضريح هو العارف بالله سيدي طلحة بن سيدي مدين بن سيدي شعيب التلمساني بن سيدي محمد أبو الحسن بن سيدي علي بن محمد عبد الجواد بن سيدي علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إبن عم المصطفى صلى الله عليه وسلم وزوج إبنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وسيدي طلحة هو خال سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه صاحب المقام والمسجد المشهور في طنطا عاصمة محافظة الغربية وقد قدم سيدي طلحة إلى مصر عندما جرت العادة على إجتماع العلماء والأولياء لأداء صلاة العيد في مسجد عمرو بن العاص وقد جاء التلمساني من بلاد المغرب في النصف الأخير من القرن السادس الهجري وإنتقل إلى هذه المنطقة سنة 600 هجرية وأقام بها ولم يغادرها وتوفي ودفن بها وقد بدأت قصة بناء هذا المسجد عندما قدم سلطان البلاد إلي سيدى طلحة حسب الروايات للتبرك به فقال له سيدي طلحة إرجع إلى بيتك وستجد إبنتك تقف على قدميها فوعده ببناء مسجد ومقام له في المكان الذى زاره فيه ثم عاد السلطان إلي داره فوجد نبوءة الشيخ قد تحققت ووجد إبنته تقف على قدميها فعاد إليه وبنى له المقام ثم تم إعادة وتوسعة بناء المسجد على يد الحاج محمد عبدالعال أحد الأثرياء بمدينة كفرالشيخ ثم تمت التوسعة الأخيرة على يد محافظ كفرالشيخ المرحوم صبري القاضي عام 1992م ويزور ضريح سيدي طلحة العديد من الوفود الأجنبية من جميع البلدان العربية للتبرك به وزيارة ضريحه الذي يفتح كل يوم جمعة للمحبين والمريدين ….. 
ومن الأعلام والمشاهير الذين ينتسبون إلي محافظة كفر الشيخ العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي وله مؤلفات قيمة في الفقة والتوحيد والتفسير أشهرها كتاب الجوهرة وله قصيدة محفوظة في المتحف البريطاني بلندن والشيخ طلحة أبي سعيد بن مدين التلمساني والزعيم سعد زغلول باشا والإمام الأكبر الشيخ محمد النشرتي المالكي ثالث شيوخ الأزهر الشريف والامام الأكبر الشيخ عبد الباقي القليني المالكي رابع شيوخ الأزهر الشريف والعلامه الشيخ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي المالكي تلميذ أبي البركات سيدي أحمد الدردير شيخ المالكية في عصره والإمام الأكبر الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر الأسبق إبن قرية السالمية والأستاذ الدكتور خالد عبد المنعم زبيدة أستاذ الرياضيات الحديثة والتربية والدكتور محمد عبد الخالق مكتشف العلاج الحديث للبلهارسيا إبن قرية السالمية والشيخ عبد الله محمد دراز وكان شيخ المعهد الديني بدمياط وكان أستاذا للدكتور طه حسين والشيخ عبد المجيد عبد الله دراز وكان أستاذا بكلية الشريعة والقانون وله كثير من المؤلفات والشيخ محمد عبد اللطيف دراز الذى قاد الأزهر في ثورة عام 1919م وخطب على منبر الأزهر والكنيسة القبطية وكان وكيل الأزهر ومؤسس جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية وفضيلة الشيخ أحمد المحلاوي الداعية الإسلامي المعروف والمرحوم الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز والذى عمل مدرساُ للتفسير بكلية دار العلوم ومدرسا لفلسفة الأخلاق بكلية اللغة العربية وكان ممثلا دوليا للأزهر الشريف والدكتور عبد المنعم النمر وكان نائبا لشيخ الأزهر الشريف ثم إختير وزيرا للأوقاف عام 1979م في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومن أشهر مؤلفاته الإسلام والشيوعية والإسلام والغرب والشيعة والمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة والدكتور عبد الرحمن النجار وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والدكتور عبد المعطى بيومى العالم الكبير بجامعة الأزهر والقارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع والمبتهل الشيخ محمد محمد الحملي وفضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع قارىء القرآن الكريم المعروف والمرحوم الدكتور أحمد زويل الذى ولد بدمنهور ثم إنتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق في طفولته ونشأ وترعرع بها والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م وعبد الرحمن البيلى وزير المالية الأسبق والسيد المنشاوى أبو التعاونيات في مصر وعبد العاطي عبد المجيد الشباسي من كبار علماء الأزهر الشريف والذى ولد عام 1919م وكان من أوائل دفعته وصاحب النهضة التعليمية بمدينة سيدى سالم والمتوفى عام 2001م والشاعر والكاتب فاروق جويدة والدكتور جلال رجب أستاذ القانون الدولي والأديب والكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية السابق والسيد أحمد العماوى وزير القوى العاملة والهجرة الأسبق والفريق مجدي حتاتة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق والمستشار عبد الفتاح السيد غلوش محافظ بنى سويف الأسبق والأديب والروائي الكبير خيري شلبي وهو من أبناء قرية شباس عمير بمركز قلين ومحمد عبد الفتاح القصاص من علماء النبات وهو متخصص في التصحر ومحمد فريد خميس صاحب شركة النساجون الشرقيون ومحمد مسعد ياقوت الكاتب والإعلامي المعروف والمخرج إسماعيل عبد الحافظ والكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة والشحات مبروك بطل العالم 10 مرات في رياضة كمال الأجسام وحسام غالى لاعب منتخب مصر لكرة القدم ولاعب النادى الأهلى وعبد الحميد بسيوني لاعب منتخب مصر السابق في كرة القدم والمدرب حاليا والفنان الراحل مصطفى متولي والفنان الراحل محمد رشدي والفنان الراحل كرم مطاوع والممثل الشاب علاء مرسي …..
ومن معالم مدينة كفر الشيخ الحديثة جامعة كفر الشيخ والتي تأسست كفرع لجامعة طنطا عام 1983م وتحولت إلى جامعة مستقلة عام 2006م حيث تم صدور القرار الجمهوري رقم 129 بتأسيس جامعة كفر الشيخ وفصل إدارة فرع كفر الشيخ عن جامعة طنطا و بدأ العمل في جامعة كفر الشيخ كجامعة مستقلة إعتبارا من العام الدراسي 2006م / 2007م وعين الأستاذ الدكتور فوزي علي تركي أول رئيس للجامعة. وضمت الجامعة ثماني كليات وهي كلية الزراعة وكلية التجارة وكلية الهندسة وكلية الطب البيطري وكلية الآداب وكلية التربية وكلية التربية النوعية وكلية التربية الرياضية وبعد ذلك أصدر السيد رئيس الجمهورية القرار رقم 123 لسنة 2009م بتاريخ 22 أبريل عام 2009م بإنشاء كلية العلوم ليصبح العدد الكلي للكليات بالجامعة تسع كليات وتتميز جامعة كفرالشيخ بميزة الموقع الجغرافى الممتاز في أكبر محافظة زراعية من حيث محصول الأرز مما يجعل من كلية الزراعة جامعة كفرالشيخ التي تأسست عام 1969م وكانت تابعة لجامعة طنطا فيما سبق رائدة في مجال المحاصيل الزراعية وخاصة الأرز إلى جانب مركز البحوث الزراعية والذى يعتبر من أكبر المراكز الزراعية على مستوى الشرق الأوسط وقد توالي بعد ذلك إنشاء العديد من الكليات خلال الفترة من عام 2012م حتي عام 2014م حيث تم إفتتاح كلية الصيدلة والتصنيع الدوائي وكلية طب الفم والأسنان وكلية الطب البشري وكلية علوم الثروة السمكية وكلية التمريض وكلية العلاج الطبيعي ومما هو جدير بالذكر أنه قد تم تخصيص مساحة أرض كبيرة تقع علي بعد 1 كم من مبني محافظة كفر الشيخ علي طريق سخا كفر الشيخ أقيمت عليها منشآت الجامعة وتشمل مبني الإدارة ومباني الكليات المختلفة طبقا لأحدث نظم البناء والتشييد في العالم وبإستخدام أحدث الخامات والمواد في التشطيبات الداخلية والخارجية مع الحرص علي توفير مسطحات خضراء شاسعة تفصل بين المباني المختلفة وتوفير الأماكن اللازمة لإنتظار السيارات والخدمات اللازمة لكل من الأساتذة والطلاب بالجامعة 

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى