مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصوريكتبها: المهندس” طارق بدراوى”* منارة اﻹسكندرية **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** منارة اﻹسكندرية **
منارة الإسكندرية تعد أحد عجائب الدنيا السبع القديمة والتي تم بناؤها كلها قبل الميلاد وتلك العجائب هي هرم الجيزة الأكبر وحدائق بابل المعلقة وتمثال أبولو رودس العملاق وتمثال زيوس وهيكل أرتيميس وضريح موسلوس ونلاحظ أن المتبقي منها هو هرم الجيزة الأكبر فقط وهو أول ماتم بناؤه منها حيث يعود تاريخ بنائه إلى مايقرب من 2600 عام قبل الميلاد وكان آخر ماتم بناؤه منها هو تمثال أبولو رودس العملاق وكان هو أيضا أولها زوالا بسبب زلزال قوى في عام 225 قبل الميلاد وجدير بالذكر أيضأ أنه فيما عدا هرم الجيزة الأكبر والذى شيده الفراعنة في عهد الملك خوفو في عهد الأسرة القديمة مابين عام 2581 قبل الميلاد وعام 2561 قبل الميلاد وحدائق بابل المعلقة التي بنيت في عهد الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني بين عام 605 قبل الميلاد وعام 562 قبل الميلاد فإن العجائب الخمسة الأخرى قد شيدها اليونانيون فيما بين عام 550 قبل الميلاد وعام 280 قبل الميلاد أي في خلال فترة زمنية بلغت 270 سنة تقريبا …..
ولايفوتنا أن نذكر أنه في عام 1999م أجريت مسابقة لإختيار ماتم تسميته بعجائب الدنيا السبع الجديدة على أن تكون قد بنيت قبل تاريخ المسابقة ولاتزال صامدة لم تتهدم قبل انتهاء التصويت بالمسابقة والذى تم تحديده بتاريخ معين من جانب القائمين على تنظيمها وجاءت نتيجة المسابقة معلنة أن ماتم اختياره من جانب المتسابقين وحصل على أعلى الأصوات هو هرم تشيتشن ايتزا ببلدة يوكاتان بالمكسيك وتمثال المسيح الفادى بالعاصمة البرازيلية القديمة ريودى جانيرو وسور الصين العظيم بالصين ومدينة ماتشو بيتشو القديمة ببلدة كوزكو ببيرو بأمريكا الجنوبية ومدينة البتراء بالأردن ومبني الكولوزيوم بالعاصمة الإيطالية روما وضريح تاج محل ببلدة أجرا بالهند وأيضا لايفوتنا أن نقول إن ماتلا هذه المنشآت في نتيجة التصويت كان منها معبد الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا وقصر الحمراء بمدينة غرناطة بأسبانيا وبرج ايفل بالعاصمة الفرنسية باريس وتمثال الحرية القائم بمدخل ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأميريكية ودار أوبرا سيدني بأستراليا ومتحف أيا صوفيا بإسطنبول بتركيا والذى كان في الأصل كنيسة بناها الإمبراطور البيزنطي جستنيان تكريما لزوجته أيا صوفيا ثم تحولت إلى مسجد بعدما دخل العثمانيون إسطنبول بقيادة محمد الفاتح وكانت تسمي حينئذ القسطنطينية وأخيرا تحولت إلي متحف بعد إلغاء الخلافة العثمانية علي يد مصطفي كمال أتاتورك …..
وقد بدأ بناء منارة الإسكندرية عام 280 قبل الميﻻد في عهد بطليموس الثاني خليفة بطليموس الأول خليفة الإسكندر الأكبر مؤسس الإسكندرية وذلك علي يد المعمارى اﻹغريقي سوستراتوس فوق شبه جزيرة فاروس بشاطئ اﻹسكندرية والتي بنيت مكانها قلعة قايتباى بعد ذلك في عهد السلطان المملوكي اﻷشرف قايتباى عام 1477م والتي مازالت قائمة حتي اﻵن وتعد من أهم معالم الإسكندرية ومزاراتها السياحية حيث دمرت المنارة بسبب زلزال تعرضت له اﻹسكندرية عام 1323م في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قﻻوون ويظن أن الحجارة التي بنيت بها قلعة قايتباى من بقايا الحجارة التي كانت مبنية بها المنارة وتعد منارة اﻹسكندرية أحد عجائب الدنيا السبع القديمة كما تقدم وكانت قاعدة المنارة مربعة الشكل بها حوالي 300 غرفة لزوم سكن الفنيين الفائمين علي تشغيل المنارة وأسرهم يعلوها دور أول مثمن اﻷضﻻع فدور ثاني دائرى الشكل ثم تأتي قمة المنارة ويستقر عليها الفانوس الذى كان يعد مصدر اﻹضاءة ﻹرشاد السفن يعلوه تمثال ﻹيزيس ربة المنارة وكان إرتفاع المنارة بالكامل 120 مترا ويظن أن الصعود للمنارة كان يتم عبر منحدر حلزوني وأن الوقود الﻻزم لتشغيل فانوس المنارة كان يتم رفعه بواسطة نظام هيدروليكي إبتكره علماء هذا العصر .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى