مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصوريكتبها: المهندس “طارق بدراوى” ** مدينة ميت غمر **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة ميت غمر **
ميت غمر مدينة مصرية تتبع محافظة الدقهلية والمدينة هي عاصمة مركز ميت غمرأحد مراكز محافظة الدقهلية وتقع شرق دلتا النيل على ركن يرتكز على منحنى من الضفة الشرقية لفرع دمياط في أقصى جنوب محافظة الدقهلية على بعد 45 كم تقريبا من مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وتتصل بثلاث محافظات فتبعد عن الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية مسافة 25 كم وعن بنها عاصمة محافظة القليوبية مسافة 30 كم وعن طنطا عاصمة محافظة الغربية 30 كم وتبعد حوالي 90 كم من القاهرة في إتجاه الشمال كما تطل علي ترعة الرياح التوفيقي من الشرق وعلي فرع النيل الدمياطي من الغرب وقد بلغ عدد سكانها إلى ما يقرب من650 ألف نسمة وفقاً لتعداد عام 2006م وتصل الكثافة السكانية بها إلى 2،35 نسمه لكل كيلو متر مربع ويضم مركز ميت غمر عدد 15 وحده محلية وكان إسمها الأصلي منية غمر ووردت في نزهة المشتاق حيث قال وهي قرية لها سوق ومتاجر ودخل وخرج قائم ووردت في قوانين إبن مماتي وفي تحفة الإرشاد وفي تاج العروس مضاف إليها منية حماد فقيل منيتي عمر وحماد من أعمال الشرقية ثم حرف إسمها من منية إلي ميت فوردت سنة 1228 هجرية بإسمها الحالي ميت غمر وفي سنة 1871م أصبحت تسمي المدينة ميت غمر والمركز مركز ميت غمر …..
وتبلغ مساحة الأرض الزراعية بمركز ميت غمر حوالي 50 ألف فدان وتشتهر بزراعة الذرة والقطن والأرز والقمح وهي مدينة جاذبة للسكان لما تتمتع به من أنشطة ومجالات مختلفة تتيح الكثير من فرص العمل وتتميز ميت غمر بصناعات الألومنيوم وتشكيل المعادن والطوب الطفلى وتجارة الحديد وفي المجال الصحي تتواجد بميت غمر العديد من المستشفيات أهمها مستشفى ميت غمر العام بدقادوس ومستشفي الحميات ومستشفى المبرة ومستشفى طيبة التخصصى ومستشفى الفيروز التخصصى ومستشفي جلالة ومستشفى الشفاء التخصصى ومستشفى تبارك للأطفال ومستشفى الصفا التخصصى ومستشفى الحرية ومستشفى الأبرار التخصصي ومستشفى عزبة على محمد التخصصى ومستشفى الكلى والمسالك البولية ومستشفى الأورام بميت غمرواللتان تم إنشاؤما إعتمادا على أموال المتبرعين من أهل المدينة …..
ومن أهم الشوارع بميت غمر شارع بورسعيد ويعد من أكبر الشوارع المعمورة بالمدينة ويمتد طوليا مبتدئا بتقاطعه مع شارع أحمد عرابي ثم يأخذ في الإلتفاف صانعا نصف دائرة ليتقاطع مع شارع الحرية في ميدان فاطمة الزهراء ويمتلئ الشارع بالمحال التجارية والمقاهي والمكاتب وبعض الشركات الهامة متنوعة النشاط وثاني الشوارع الهامة بالمدينة شارع أحمد عرابى وهو يعتبر الشارع الرئيسى بالنسبة للمدينة وبه الكثير من الأماكن الهامة ويطلق عليه إسم شارع البحر ويوجد به قسم الشرطة والسنترال الرئيسي والنادي الإجتماعي ووحدة الجوازات وكذلك دار المناسبات وبنك القاهرة وبنك مصر ومكتب العمل والتأمينات الاجتماعية وثالث الشوارع الهامة شارع الجيش وهو شارع صغير نسبيا إلا أن له أهمية كبيرة في المدينة حيث يوجد به الكثير من المصالح الحكومية والمحال التجارية والعيادات الطبية والأبنية السكنية العريقة وبالإضافة إلي الشوارع السابقة يوجد شارع مكة المكرمة وهو واحد من أهم الشوارع التجارية والحيوية بميت غمر …..
ومن أهم معالم ميت غمر الكوبري المسمي بكوبرى زفتي الذى يربط بين مدينتي ميت غمر وزفتى حيث ترتبط المدينتان تاريخيا منذ القدم وقد بني هذا الجسر في مطلع القرن العشرين الماضي في عصر الإحتلال الإنجليزي لمصرعام 1906م ويعد من أقدم الكباري المعدنية في مصر ويبلغ طوله حوالي 417 متر والجدير بالذكر أن الكوبري كان هدفا للطيران الإسرائيلي في حرب عام 1973م إلا إنه قد تم إحباط عملية الهجوم علي الكوبرى وتم إسقاط الطائرة التي كانت مكلفة بتلك المهمة وهذا الكوبري من النوع القابل للفتح لمرور السفن الشراعية إلا أنه في الوقت الحالي تم إيقاف هذه العملية بصفة نهائية نظرا لإختفاء هذا النوع من السفن وللحفاظ على سلامة الكوبري الذي يزيد عمره علي المائة عام وقد تم بناء الكوبري عن طريق نقل أجزائه المعدنية مفككة عبرالنيل وتم تركيب أجزائه في المكان الموجود فيه ولم ينقل كاملا وقد قام بتنفيذ الكوبرى شركة فرنسية متخصصة في أعمال الكبارى المعدنية هي شركة الإنشاءات الفرنسية ديديه و بييه Daydé & Pillé ومقرها باريس ومن المعالم أيضا المرتبطة بمدينتي ميت غمر وزفتي قناطر زفتى المعروفة بإسم قناطر دهتورة أو الخمسين عين وهوعدد عيون القناطر وقد تم إنشاؤها في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حيث وضع الخديوي آخر حجر في البناء يوم 7 مارس من العام 1903م وكان الهدف منها التحكم في وتنظيم عملية تصريف مياه الرى اللازمة لرى الأراضي الزراعية في منطقة شرق وسط الدلتا ومنطقة شرق الدلتا وما زالت هذه القناطر تحتفظ بطابعها الجميل وبعض إستراحات الأجانب المنتشرة في مدخلها و المبنية علي الطراز الأوروبي وقد أعيد تجديد القناطر عام 1954م كما تقرر في أواخر عام 2013م إعادة تأهيلها بتكلفة قدرها 150 مليون جنيه وعمل التدعيم الإنشائي لجسمها بدلا من إعادة بنائها الأمر الذى تبلغ تكلفته المبدئية حوالي 500 مليون جنيه وهي تعتبر من الآثار المعمارية الفريدة على مستوى مصر …..
ومن أهم معالم ميت غمر والتي تنفرد بها عن أى مدينة أخرى في مصر وجود فرع لجامعة الأزهر الذى يشمل مجموعة من كليات هذه الجامعة العريقة ويوجد في قرية تفهنا الأشراف والتي تعد القرية الوحيدة التي بها جامعة أزهرية كانت أو عامة على مستوى جمهورية مصر العربية وقرية تفهنا الأشراف قرية مصرية تقع في أطراف مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية يفصل بينها وبين القاهرة 120 كيلومتر وكانت قبل عام 1984م تعيش في ظلمات الفقر والجهل والمرض وبعد عام 1984م عاشت تجربة من أروع تجارب التنمية القائمة على إستثمار فريضة الزكاة وكل تعاليم الإسلام المتعلقة بالتكافل والإنفاق لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك قوة تأثير الإسلام وضرورته لحياة الأمم والشعوب إذ خلال سنوات قليلة تبدلت تماما معالم القرية البائسة سابقا حيث أقيم بها معهد ثانوي أزهري للبنين ومعهد ثانوي أزهري للبنات ومحطة للسكة الحديد وتم توفيروسائل مواصلات لنقل الطلاب من القرى الأخرى إلى المعاهد الدينية بالقرية مجانا كما تم رصف جميع طرق القرية وتشجير شوارعها وتشييد سنترال آلي بالقرية ومصنع أعلاف كبير ومجزر آلي للدواجن وفرع لجامعة الأزهر للبنين وفرع لجامعة الأزهر للبنات ومدينتين جامعيتين للطلاب والطالبات المغتربين والمغتربات ومستشفى طبي متكامل ومجمع إسلامي للخدمات ومطابخ لتقديم وجبات غذائية للطلاب ومشاغل لعمل أزياء الطلاب وورش نجارة لعمل أثاثات الإنشاءات وبيت مال للمسلمين يخدم القرية والقرى المجاورة وهذه بعض الإنجازات في إطار سلسلة من المشروعات التي تتزايد عاما بعد عام والتي تعد من ثمرات البذل سواء المالي أو البدني الذي يقوم به أبناء القرية ويقول المرحوم المهندس صلاح عطية رئيس مجلس إدارة المركز الإسلامي بتفهنا الأشراف والمؤسس الفعلي للتجربة عن بدايتها إنه بعد صلاة عصر يوم الجمعة 3 ربيع ثان عام 1404 هجرية الموافق 6 يناير عام 1984م حدث اجتماع عام لأبناء القرية حيث ترأس الإجتماع عمدة القرية الحاج محمد فكري القرموطي وتحدثت وأخي المهندس صلاح خضر وأعلنا عن فكرة إنشاء مركز إسلامي متكامل بالبلدة يشارك في إنشائه كل أبناء قرية تفهنا الأشراف وتم الإتفاق على أن تكون القرية عائلة واحدة لها قيادة جماعية واحدة وتسمى بعائلة الأشراف وأن يتم إختيار 20 رجل يمثلون قيادة القرية تحت قيادة عمدة القرية برضا الجميع وأن يتولى المركز الإسلامي تنفيذ ما يتم الإتفاق عليه من مشروعات خيرية وذلك من خلال لجان عمل إحداها للتعليم والأخرى للزراعة ولجنة للشباب ولجنة للصحة ولجنة للمصالحات ولجنة للزكاة ثم كانت مرحلة التنفيذ بعد ذلك وركزنا على أهمية جمع الزكاة كخطوة أولى لمعالجة الفقر وكانت هذه هي البداية التي إنطلقنا منها إلي أن حققنا ماحققناه من إنجازات بفض الله تعالي …..
ومن الناحية الثقافية يوجد بمدينة ميت غمر قصر ثقافة نعمان عاشور وهو مبنى صغير تقام فيه اللقاءات الأدبية الأسبوعية كما تقام فيه ندوات دينية وورش عمل لرعاية الموهوبين في فنون الرسم والموسيقي والشعر والأدب ويعد من أقدم قصور الثقافة بالمحافظة كما يوجد بمدينة ميت غمرمبني المحكمة الكبري وتقع في أول المدينة على مقربة من طريق بنها المنصورة في شارع 26 يوليو وهي مجمع محاكم كما توجد محكمة أخرى للبندر تقع في شارع أحمد عرابي بجوار قسم الشرطة مباشرة ومن المعالم الإسلامية بالمدينة مسجد الغمري وهو من المساجد العتيقة في المدينة وهو من أهم المعالم السياحية بالدقهلية وزاوية الأمير حماد وهي من الآثار الإسلامية في المدينة ومن أقدم الاثار السياحية الإسلامية بها ومن الآثار القبطية بالمدينة الكنيسة الإنجيلية بشارع مدرسة الصديق بجوار نقطة ميت غمر وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس الأثرية بشارع الأسمر وهى من المعالم القبطية المشهورة ذلك إلي جانب كنيسة السيدة العذراء الأثرية التي تعد معلما واضحا ويأتى لزيارتها الكثير من المصريين والأجانب لكونها معلم قبطى أثرى هام على مستوى مصر كلها …… 
ومن أهم قرى ميت غمر قرية دقادوس وتقع في الجهة الشمالية الغربية منها ويطلق على هذه القرية حى ثاني ميت غمر نظرا لإرتباطها الشديد بالمدينة الأم حيث تعتبر إمتداد عمراني لها ولا يفصل بينهما سوى شريط قطار السكه الحديد ويوجد بها مستشفى ميت غمر العام بشارع سكة دقادوس وهي أيضا مسقط رأس الإمام محمد متولي الشعراوي وأيضا يوجد بها كنيسه السيدة العذراء مريم ومسجد الباز والجامع الكبير أو جامع الأربعين الذي أعاد بناؤه الشيخ محمد متولي الشعراوي ويوجد أيضا بها كليه التربية النوعية بميت غمر وهي توجد في شارع المعاهدة بدقادوس وأيضا يوجد بها محاكم الأسرة لكل من بندر ومركز ميت غمر خلف مدرسة الزراعة وقد سميت بهذا الإسم نسبة إلى الإمبراطور الرومانى دقلديانوس والذي قيل إنه كان له فيها قصر كبير وفي روايات أخرى فهي قد سميت بهذا الإسم نسبة إلى الإسم القبطي تيثيؤطوكوس الذي كانت تحمله قديما نتيجة لوجود كنيسة السيدة العذراء مريم بها وتحرف مع مرور الزمن إلى دقادوس ويقال إنها سميت بهذا الإسم كتحريف للكلمة الرومانية ديكا دوساى أى البلدة ذات المعابد العشرة وتوجد بقرية دقادوس صناعات كثيرة أشهرها صناعة الطوب الطفلى ومن أكبر الشركات بها شركات شداد والشافعى والعويسى والشريف هذا ومن أكبر عائلات المركز عائلات عبد ربه ومحرم شداد وزغلول والشافعى والعويسى وسند ودحروج …..
ومن الأعلام والمشاهير الذين ينتسبون إلي ميت غمر فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي والمهندس صلاح عطية والإعلامية الراحلة همت مصطفى والكاتب الصحفى مجدي مهنا والكاتب الصحفي خالد فؤاد والاعلامية منى الشاذلي والمستشار أحمد سعد البرعى نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار مرتضى منصور وصلاح نصر رئيس المخابرات العامة المصرية الأسبق والفنان القدير يحيى الفخراني والفنان حمدي شرف الدين والفنان خالد عجاج والكاتب نعمان عاشور والإعلامي أسامة الشيخ رئيس الإذاعة والتلفزبون الأسبق واللواء يحيى الشعراوي بالمخابرات الحربية .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى