مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها: المهندس” طارق بدراوى” ** مدينة طنطا /3 **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة طنطا /3 **
تناولنا في المقالين السابقين التعريف بمدينة طنطا وتاريخها وتعرفنا علي أهم الأنشطة بها وتميز موقعها في وسط الدلتا وتعرفنا علي الخدمات المتوافرة بها وأهم شوارعها واسماء الأعلام والمشاهير الذين أنجبتهم محافظة الغربية ويتبقي لنا التعرف علي أهم المعالم والآثار التي توجد بها حيث يوجد بمدينة طنطا عدد كبير من المعالم الأثرية الإسلامية والقبطية ومن أهم الاثار الإسلامية مجموعة من المساجد والأسبلة مثل مسجد السيد أحمد البدوى ومسجد سيدى مسعود ومسجد سيدى الحامولى ومسجد سيدى الرفاعى ومسجد سيدى عبد الرحيم ومسجد سيدى محمد البهى ومسجد التحرير ومسجد عز ومسجد عوارة ومسجد الخادم الكبير ومسجد الشيخة صباح والمسجد العمرى ومسجد السلام ومسجد النور ومسجد الدماطى إلي جانب سبيل على بك الكبير والسبيل الأحمدى ومن أهم الآثار القبطية نجد كنيسة مارى جرجس وسوف نلقي الضوء علي بعض من تلك المعالم والآثار في السطور القادمة وذلك علي النحو التالي :-
— مسجد السيد أحمد البدوى أو المسجد الأحمدي وهو أكبر مساجد مدينة طنطا ومحافظة الغربية بوجه عام وكذلك فهو يعد أشهر مساجد منطقة الدلتا وبلغت مساحته بعد إعادة بنائه في القرن الرابع عشر الهجرى الماضي حوالي 6300 متر مربع وهو مربع الشكل وعبارة عن صحن تحيط به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة وفي الجهة الغربية للمسجد كان يوجد ثلاثة أضرحة أكبرها ضريح السيد البدوي وهو الضريح الوحيد المتبقي منها الآن وللمسجد سبعة أبواب أربعة منها بالجهة الغربية وباب واحد بكل من الجهات الثلاث الأخرى وعلى الباب القبلي لوحة تشير إلى تاريخ عمارة المسجد عام 1320 هجرية وقد بدأ هذا المسجد الشهير في القرن السابع الهجري كزاوية صغيرة للطريقة الأحمدية وأصبح الآن أكبر وأشهر مساجد محافظة الغربية في مصر ولم يقتصر دوره على إقامة الشعائر والصلوات فقط بل تحول إلى مؤسسة تعليمية مرموقة على غرار الجامعة الأزهرية فهو مسجد طنطا الكبير وفي عصر السلطان المملوكي الأشرف قايتباى أقام مئذنة وقبة علي ضريح المسجد وفي القرن الثاني عشر الهجري أقام علي بك الكبير مسجدا بجوار الضريح وأقيمت به ثلاثة أضرحة للسيد البدوى وتلميذه عبدالعال والشيخ مجاهد إمام المسجد كما شيد مقصورة نحاسية لضريح السيد البدوي وهي الموجودة حتى الآن وكذلك أنشأ سبيلا في مواجهة المسجد وكتابا لتعليم الأطفال اليتامى وأوقف علي بك الكبير أرضا زراعية وعقارات للإنفاق على المسجد والعلماء والفقراء وطلاب العلم وأتباع الطريقة الأحمدية وتحول المسجد الأحمدي إلى معهد للعلوم الإسلامية خلال القرن الثاني عشر الهجري على غرار الجامع الأزهر وكان عدد طلابه أكثر من 2000 طالب وله شيخ كشيخ الأزهر وبلغ قمة مجده وإزدهاره خلال القرن الرابع عشر الهجرى وقد تم تجديد المسجد الأحمدي سنة 2008م وبلغت تكاليف عمارته 17 مليون جنيه وقد أجريت له عمارات وتوسعات سابقة في عصر عباس باشا الأول ومحمد سعيد باشا والخديوى إسماعيل والخديوى عباس حلمي الثاني والملك فؤاد وقد عقدت فيه جلسة لمجلس شورى النواب سنة 1876م في عهد الخديوى إسماعيل وفي مسجد السيد البدوي مجموعة من آثاره منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار وبها ألف حبة وصنعت من خشب العود والعنبر وتفوح منها رائحة المسك وأيضا عمامته ولثامه وعصاه الخشبية والمسجد الأحمدي تحفة معمارية وقيمة أثرية بهندسته الرائعة وزخارفه الهندسية والنباتية ومشغولاته الخشبية والنحاسية ولوحاته الخطية المنتشرة على منبره ومحرابه ونوافذه وأبوابه وجدرانه وقبابه وقد سافر للمسجد الأحمدي بطنطا العديد من أبرز المشايخ إما مدرسا أو طالبا مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عبد الفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ محمد أبو زهرة والشيخ محمد عبده كما عرف قراؤه بجمال الصوت وإتقان فنون التجويد ومن أشهرهم القارئ الشيخ مصطفي إسماعيل والقارئ الشيخ محمود خليل الحصري والقارئ الشيخ محمود علي البنا والقارىء الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي والقارئ الشيخ راغب مصطفى غلوش والقارئ و المنشد الشيخ سيد النقشبندي
— سبيل على بك الكبير وهو من أهم معالم مدينة طنطا الأثرية وأنشأه على بك الكبير أحد أمراء مصر في عصر المماليك والذي كان لدية طموح الإستقلال بمصر عن الدولة العثمانية في الفترة مابين عام 1183 هجرية وعام 1185 هجرية ويقع السبيل الآن في شارع الجلاء بمدينة طنطا بالحديقة المتحفية ويتميز بالطراز الإسلامي في البناء ويظهر ذلك أيضا في النقوش والزخارف الإسلامية على السبيل وكذلك نوافذ وأبواب السبيل وقد تعرض سبيل على بك الكبير للحرق والسرقة أيام ثورة 25 يناير عام 2011م وأصدر محافظ الغربية الأمر بتطويره وترميمه وإصلاحه وتطوير المنطقة المحيطة به بإعتباره أحد معالم مدينة طنطا الأثرية ولموقعه المتميز بشارع الجلاء أحد أكبر شوارع مدينة طنطا
— متحف طنطا ويقع في أول شارع محب المتفرع من شارع البحر وهو أحد معالم مدينة طنطا الأثرية حيث تتميز طنطا بتاريخها العريق، فقد كانت مدينة هامة من مدن مصر الفرعونية كما ظلت تقوم بدور مهم في تاريخ مصر طوال العصور المختلفة نتيجة لموقعها الإستراتيجي في وسط الدلتا وكانت البداية الأولى لمتحف طنطا في عام 1913م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني حيث خصصت قاعة في مجلس مدينة طنطا لعرض بعض الآثار وفي عام 1957م تم نقل المتحف إلى مدخل سينما البلدية وفي عام 1981م بدأت هيئة الآثار عملية إنشاء المتحف الحالي الذي جرى افتتاحه في عام 1990م وهو يتكون من خمسة طوابق وتعرض آثاره في أربع طوابق منها ففي الطابق الأول تعرض الآثار الإسلامية وفي الطابق الثاني تعرض المخطوطات وغيرها والطابق الثالث تم تخصيصه لعرض الآثار المصرية في العصرين اليوناني والروماني وكذلك الآثار القبطية أما الطابق الرابع فيحتوي علي الآثار المصرية القديمة بالإضافة إلي الطابق الخامس والذى يحوي المكاتب الإدارية ومخزنا وقاعة للمؤتمرات ويجد زائر المتحف بيتا للهدايا في المدخل الرئيسي له وبوجه عام يحوي المتحف قطعا فنية ومعمارية تمثل حضارة مصر في العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية ولا يعد المتحف متحفا إقليميا حيث تمثل بعض الآثار المعروضة نتاج التنقيبات الأثرية التي جرت في المواقع الأثرية بالمحافظة بالإضافة إلى آثار من محافظات ومتاحف أخرى بقصد إثراء وتنويع مجموعة الاثار المعروضة به 
— مسرح طنطا ويقع في ميدان الجمهورية بأول شارع البحر وهو يعد واحدا من أهم وأكبر المسارح في مصر وله قيمة ثقافية كبري لا تقدر وهو أحد ثلاثة مسارح تم تصميمها علي الطراز الإيطالي هو ومسرح الأوبرا القديم بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية وكان الهدف الأساسي من إنشائه أن يكون مركزا رئيسيا لنشر الثقافة وهو يحتوي علي مقصورة ملكية كانت خاصة بالملك فاروق وخشبة المسرح التي يصل إرتفاعها الي ثلاثين مترا وهذا المسرح شهد العديد من المناسبات التاريخية ووقف عليه فطاحل السياسة والفنون فقد خطب عليه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وغنت عليه سيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم ووقف علي خشبته الفنان القدير يوسف بك وهبي والذي أبدي اعجابه الشديد به وقال لو كان بإمكاني أن أنقل هذا الصرح الي القاهرة لفعلت وكذلك قد اقيمت عليه العديد من العروض المسرحية لشباب الجامعات الذين حصلوا على جوائز كثيرة في العديد من المسرحيات مثل مسرحية المخرج الشاب محمد عبد العزيز الدنيا روايا هزلية والعديد من العروض المسرحية الأخرى الرائعة

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى