مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها:المهندس” طارق بدراوى”** محمية طابا **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** محمية طابا **
محمية طابا محمية طبيعية تقع بمدينة طابا بجنوب سيناء بمصر تلك المدينة الصغيرة التي تقع على رأس خليج العقبة والتي إكتسبت شهرة عالمية نتيجة الخلاف الذى حدث بشأنها بين الجانب المصرى والجانب الإسرائيلي عند آخر مرحلة من مراحل إنسحاب إسرائيل من سيناء في شهر أبريل عام 1982م تنفيذا لإتفاقية السلام المبرمة بين البلدين في شهر مارس عام 1979م وكان ذلك الخلاف بخصوص مكان العلامة رقم 91 من علامات الحدود بين البلدين الأمر الذى يترتب عليه حرمان مصر من مساحة من أراضيها وهو الأمر الذى تم حسمه عن طريق التحكيم الدولي لصالح مصر وبالفعل تم رفع العلم المصرى علي المنطقة المتنازع عليها في شهر مارس عام 1989م وفد تم إعلان المحمية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 316 لعام 1998م وتبلغ مساحتها حوالي 3600 كم مربع وتعتبر محمية طابا من الأماكن المفضلة لدى السياح نظرا لما تحتويه من كهوف وممرات جبلية وعيون مياه ووديان مع تنوع البيئات بها سواء النباتية أو الحيوانية التي تشمل حيوانات فقارية وحيوانات لافقارية أغلبها مهدد بالإنقراض متمثلة في بعض أنواع من الثدييات والطيور والزواحف النادرة …..
ومن أشهرالوديان بالمحمية وادى وتير والذى تم إنشاء عدد من الحوائط والسدود به لإعاقة السيول التي يتعرض لها الوادى في كل عام وتتسبب في خسائر فادحة بالإضافة إلى الإستفادة من مياه السيول عن طريق إنشاء بحيرات صناعية للإستفادة من تلك المياه فى المشروعات التنموية وإستخدامها للوفاء بإحتياجات التجمعات البدوية بجنوب سيناء من المياه اللازمة للشرب والنظافة بعد معالجتها ومن الوديان المشهورة أيضا في المحمية الوادى الملون أو الأخدود الملون وهو عبارة عن متاهة من الصخور الرملية المصبوغة بالألوان الأصفر والأرجواني والأحمر والذهبي ويصل إرتفاعها في بعض الأماكن ما بين 40 إلى 80 متر ويعد أحد العجائب الطبيعية في محمية طابا بسيناء ويقع على بعد 90 كم من شمال دهب فيما تعد نويبع هي المدينة الآقرب له حيث يقع على بعد حوالى 3 كم منها ويتكون الوادى من صخور ملونة على شكل منحدرات تشبه مجرى نهر جاف ويبلغ طوله حوالي 800 متر وقد تشكل هذا الوادي بفعل مياه الأمطار والسيول الشتوية وعروق الأملاح المعدنية التي حفرت لها قنوات وسط الجبال بعد أن ظلت تتدفق لمئات السنين ويرجع سبب تسمية الوادي الملون بهذا الإسم بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه مع عروق الأملاح المعدنية التي ترسم خطوطا على أحجاره الرملية والجيرية وتضفي عليها ألوانًا قرمزية وبرتقالية وفضية وذهبية وأرجوانية وحمراء وصفراء كما توجد بعض الوديان الأخرى بالمحمية منها وادى الصوانة ووادى نخيل ووادى زنجة ……
كما تتميز المحمية بوجود واحة بها تسمي واحة عين خضرة وتقع تلك الواحة في قلب صحراء جنوب سيناءعلى بعد 70 كيلو مترا في الطريق من سانت كاترين إلى نويبع وهي عبارة عن واحة خضراء في وسط بحر من الرمال بمحمية طابا ويوجد بها عين طبيعية نقية ويعود ظهور العين إلى التقاطع بين الحجر الرملي حيث حقبة الحياة القديمة وقاطع تحت أرضي مشكلا حوضا أرضيا به ماء ويمكن زيارة الأخدود الأبيض بالقرب من العين ونظرا لوجود الماء بالواحة والعديد من النباتات الرعوية فالنشاط الرئيسي لسكانها هو رعي الأغنام كما توجد مجموعة أخرى من عيون المياه العذبة بالمحمية منها عين أم أحمد بوادي الصوانا وعين فورتاجا بوادي وتير كما توجد بطابا مجموعة من الهضاب يصل إرتفاعها إلى أكثر من 1000 متر ……
وتتكون محمية طابا أساساً من الحجر الرملي الذي ينتمي إلى العصر الوسيط كما تضم الحجر النوبي والبحري من العصر الكريتاوى أما الأحجار النارية فترجع إلى عصر الكمبرى وتضم المنطقة بعض العيون الطبيعية التي تتكون حولها الحدائق النباتية التي يأوي إليها البدو وتتميز محمية طابا بتنوعها الغنى بالحيوانات والنباتات النادرة والمعرضة لخطر الإنقراض حيث يوجد بها حوالي 25 نوعاً من الثدييات مثل الغزال والوعل النوبي والوبر وحوالي 50 نوع من الطيور المقيمة مثل بعض أنواع الجوارح أولها الصقور والصقر صياد ماهر إعتاد على صيد فرائسه ليقتات عليها الأمر الذي دفع الكثيرين للإستفادة من هذه الميزة لتدريبه على الصيد وفي بعض الدول يربى الصقر على أنه حيوان أليف يعتمد عليه في جلب القوت من الأرانب وبعض الطيور وللصقور عدة أنواع منها الصقر الحر وصقرالشاهين والصقر الوكري ويتراوح طول الصقر بين 25 و 70 سنتمترا ويبلغ وزنها 2 كيلو جرام وإناث الصقور أكبر من الذكور في جميع الأنواع وتبني الصقور أعشاشها في الشعاب الصخرية أو في الأشجار أو على الأرض وتبني الأعشاش عموما من العصي لكن بعض الصقور تبني الأعشاش من الأغصان الصغيرة والأعشاب ومواد نباتية أخرى وصغار الصقور جميعها بيضاء وضعيفة بدون والديها وثاني الجوارح بالمحمية الحدأة وهي من الطيور الجارحة متوسطة الحجم التي قل عددها جدا علي مستوى العالم ولديها ذيل متشعب صغير وريشها غامق مائل للحمرة ومنقارها لونه أسود وساقيها صفراوان ومخالبها سوداء وثالث الجوارح النسور ومنها النسر أبو دقن وهو طائر من الجوارح من آكلي اللحوم كبير الحجم ويترواح طوله بين 100 و 115 سم وعلى عكس معظم النسور فهو لايأتي أصلع الرأس والنسر الذهبى وهو أيضا من الجوارح آكلة اللحوم وتحصل علي غذائها بالإعتماد على رشاقتها وسرعتها ومخالبها القوية وفرائسها متعددة منها الأرانب البرية والمراميط وسناجب الأرض وعدد من الثدييات متوسطة الحجم مثل الثعالب والقطط البرية وجديان الماعز الجبلي والوعول والأيائل وكذلك فإنها تقتات على الجيفة في حالة ندرة الفرائس وعلى حيوانات أخرى قليلا ما تفترسها مثل بعض أنواع الزواحف والطيور وخاصةً الأنواع الضخمة من الأخيرة مثل التم والكركي والغربان والنوارس الكبرى سوداء الظهر هذا وتعيش النسوربالمحمية علي قمم الجبال ومن طيور المحمية أيضا طائر الحبارى وهو طائر مهدد بالإنقراض ويتغذى علي مايتوافر من غذاء نباتي أوحيواني فهو يأكل النباتات ويصطاد اللافقاريات والفقاريات الصغيرة مثل السحالي والقوارض الصغيرة كما يوجد بالمحمية نوع من الطيور المصرية النادرة التي لها تاريخ وهو طائر الرخمة المصرية ويطلق عليها أيضا إسم فراخ الفرعون لسببين الأول كونها تشبه إلى حد ما الدجاج الأبيض اللون بريشها المميز أما مايختص بالفرعون فربما لأن هذا الطائر تم إعتباره أحد أقدم الآلهة في جنوبي مصر القديمة وهو الآلهة نخبيت والتي كانت تعتبر حامية الفرعون ومصر وكانت تظهر دوما بجناحيها الممتدان دلالة على الحماية كما أشاروا إليها في العصر الفرعوني على أنها أم الأمهات والتي وجدت منذ البداية وخالقة العالم و ظهر هذا الطائر دوما خلف تاج الفرعون بعد توحيد مصر وإعتبر بالإضافة إلى الآلهة وادجيت أنهما تشاركتا موقع الآلهة الحامية للفرعون ومصر في التاج المزدوج الملكي الجديد والذي إرتداه جميع الفراعنة بعد توحيد قطرى مصر الشمالي والجنوبي علي يد الملك مينا …..
وإلي جانب ماسبق يوجد بالمحمية 24 نوع من الزواحف كالثعابين والسحالي وخلافه أما بالنسبة للنباتات فيوجد بالمحمية حوالي 480 نوع من الأنواع النادرة منها البعيثران والرتم والرمث وأشجار الطلح والمحمية تتميز بوجود المواقع الأثرية التي يصل تاريخها إلى حوالي 5000 سنة والتي تم حفظ ماتم إكتشافه بها بمتحف طابا والذى يشمل ثلاث قاعات تحتوي علي أكثر من 700 قطعة أثرية تعد أرشيفا صامتا يحكي قصة حياة شعب جنوب سيناء بداية من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث ويفتح المتحف أبوابه للزائرين من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الرابعة مساءا وأسعار تذاكر الدخول 16 جنيها للأجانب و جنيه واحد للمصريين كما يمكن لزائر طابا التعرف على التراث التقليدي للبدو المقيمين بالمنطقة وكذلك القيام برحلات سفارى سواء بالسيارات أو الموتوسيكلات بالمنطقة مع ضرورة إصطحاب دليل من أبناء المنطقة يكون علي دراية كافية بمسالك ودروب الصحراء .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى