مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها: المهندس” طارق بدراوى ” ** مدينة رأس غارب **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة رأس غارب **
رأس غارب مدينة مصرية تتبع محافظة البحر الأحمر إدرايا وهي عاصمة مركز رأس غارب ايضا وتعد ثاني مدن المحافظة من حيث عدد السكان والأهمية بعد مدينة الغردقة عاصمة المحافظة وتقع علي الساحل الغربي لخليج السويس وتبعد عنها مسافة 150 كيلو متر إلى جهة الشمال كما تبعد حوالي 120 كيلو متر عن مدينة السويس إلي جهة الجنوب أى انها تقع في منتصف المسافة تقريبا بين مدينتي السويس والغردقة ويحدها من الشرق خليج السويس ومن الغرب الصحراء الشرقية ومحافظتي بني سويف والمنيا ومن الشمال محافظة السويس ومن الجنوب مركز الغردقة ويعتمد إقتصادها بجانب السياحة على إستخراج البترول حيث توجد عدة منصات بحرية لإستخراج البترول بجوارها تقع في خليج السويس وقد أطلق على مدينة رأس غارب هذا الإسم نسبة إلى جبل غارب الذي يطل على المدينة من الغرب ويبلغ إرتفاعه 1750 مترا والغارب عموما هو أعلى الشيء ولم يكن هناك أى معالم في رأس غارب من قبل سوى الفنار الذي أنشئ عام 1871م في عهد الخديوى إسماعيل والذى كان واحدا من العديد من الفنارات التي تم تشييدها في ذلك العصر علي طول ساحل البحر الأحمر بعد إفتتاح قناة السويس في شهر نوفمبر عام 1869م لتنظيم حركة الملاحة للسفن القادمة من أو المتجهة إلي قناة السويس وأيضا من أجل تحديد العلامات الملاحية علي جزر البحر الأحمر الشمالية حتي لاتتعرض السفن لأخطار الإصطدام بالشعاب المرجانية المنتشرة في هذه المنطقة حيث عقد الخديوى إسماعيل إجتماعا مع كبار رجال الدولة عقب حفر قناة السويس لتحديد نطاق الفنارات وتم إختيار النقط لإقامة كل فنار بمعرفة المهندسين من البحارة وغيرهم وصدر أمر من الخديوى إسماعيل إلى شركة قناة السويس بإقامة تلك الفنارات وبعد الإنتهاء من تشييده تم تنظيم حفل كبير بمناسبة إفتتاحه حضره الخديوى إسماعيل وعدد من كبار رجال الدولة حينذاك .
وقد صمم فنار رأس غارب المهندس المعمارى الشهير الفرنسي جوستاف إيفل الذي تخصص في تصميم وتنفيذ المنشآت المعدنية حول العالم حيث أقام البرج المعروف بإسمه برج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس وتمثال الحرية الموجود بمدخل ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأميريكية وكذلك كوبرى أبو العلا بالقاهرة والكوبرى المعدني المعلق بحديقة الحيوان بالجيزة ومن الطريف أن العامة أطلقوا علي هذا الفنار إسم إيفل رأس غارب تشبيها له ببرج إيفل بباريس وفنار رأس غارب عبارة عن جسم أسطوانى الشكل به ثلاث فتحات رأسية لتوفير عناصر التهوية والإضاءة من جميع الجهات ويتم الدخول إلى جسم الفنار عن طريق باب حديدى يؤدى إلى سلم أسطوانى للصعود إلى قمة الفنار وينتهى السلم الحديدى إلى هذه القمة وهى دائرية الشكل حيث يستقر بها مصدر الإضاءة فى الفنار والذى يطلق شعاع متقطع عبارة عن 4 ومضات من النور ثم ظلام لمدة 30 ثانية وذلك للتمييز بين الفنارات المختلفة وحيث أن كل فنار له شعاع يميزه عن الفنارات الأخرى ويصل هذا الشعاع المتقطع إلي مسافة مداها يصل إلي 55 كيلو مترا ويحيط بقمة الفنار شرفة دائرية من الحديد وقد تم تشييد برج الفنار على 3 محاور مقامة على سوست وذلك لمقاومة أى إهتزازات أرضية محتملة بالمنطقة ويبلغ إرتفاعه نحو 50 مترا من سطح الأرض أى ما يقارب مبنى بإرتفاع عدد 16 طابقا وخامة تصنيعه بالكامل من الحديد الأحمر ويحيط بالفنار بناء دائرى مبنى من الأحجار الصابونية والكلسية وهى من الأحجار المتواجدة فى تلك البيئة الجبلية ويشمل هذا البناء الدائرى مجموعة من الغرف المجهزة لساكنى الفنار من الفنيين القائمين على تشغيله ومنها غرفة مأمور الفنار وغرف للماكينات والمعدات وغرفة الطعام وغرف للحراسة ويتوسط البناء الدائرى برج الفنار .
وفى شهر أغسطس عام 2016م تم إيفاد لجنة لمعاينة الفنار لتسجيله ضمن الآثار الإسلامية المصرية حيث أنه من المقرر أن يصدر قرار تسجيله ضمن الآثار الإسلامية وذلك بعد موافقة وزير الآثار على تسجيله ومن جانب آخر يطالب شباب مدينة رأس غارب بفتح الفنار كمزار سياحى وأن يتم دخوله بتذاكر حيث أنه من ضمن الإنشاءات التى لها تاريخ مؤكدين أنه يكفى أن ذلك الفنار أنشأه المهندس الذى أنشأ برج إيفل بباريس كما أنه كان من أهم الفنارات التى تم إنشاؤها بعد حفر قناة السويس لتنظيم حركة الملاحة البحرية ولذا فمن المتوقع أنه سيصبح من أهم المزارات السياحية فى منطقة البحر الأحمر .
ويعيش في مدينة رأس غارب حوالي 100 ألف نسمة يعمل معظمهم في قطاع البترول والخدمات المساندة له حيث يعتبر العمل في قطاع البترول هو المصدر الأساسي للدخل في المدينة وأغلب سكان محافظة البحر الأحمر بما فيها رأس غارب والغردقة هم من قبائل العرينات وجهينة وبني عطية والرشايدة وعبس والقزايزة وعربان الرشندية والعزايزية والبجة والعبابدة والحويطات والنوبين وقبائل البراهمة والسادة الأشراف وتعتبر رأس غارب من أكبر المدن في مصر إنتاجا للبترول فهو يستخرج من آبارها منذ عهد الملك فاروق وتحديدا منذ عام 1938م حيث تم حينذاك حفر أول بئر بترول بها عن طريق شركه آبار الزيوت الإنجليزية المصرية ذات المسئولية المحدودة وهي إحدى فروع شركة شل العالمية التي إكتشفت حقل بترول بالغردقة عام 1911م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وحقول بترول سيناء عام 1949م ثم توالت الإكتشافات بها بعد ذلك وتقدر كمية البترول الذى يتم إنتاجه من حقول رأس غارب بحوالي ثلث إنتاج مصر من البترول ويعمل بها حاليا العديد من شركات البترول الوطنية والأجنبية والمشتركة والخاصة ويقيم ويعمل بها في مجال إستخراج البترول خبراء ومهندسون عالميون كما يوجد بالمدينة ثروات معدنية هامة وتتمثل في أكثر من 200 محجر تنتج العديد من الخامات منها الرخام والكاولين ورمل الزجاج والكوارتز والفلسبار .
ويتبع مدينة رأس غارب عدد 2 من أقدم الأديرة المسيحية فى العالم وهما من المزارات السياحية التى تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم أولهما دير الأنبا بولا ويقع على بعد 85 كيلو متر شمال مدينة رأس غارب بين مجموعة من الجبال والهضاب العالية التي تحيط به ويعد من أقدم الأديرة المصرية وقد تم إنشاؤه في أواخر القرن الرابع الميلادى وأوائل القرن الخامس الميلادى ‏ويقول الأقباط إنه يوجد في‏ ‏البقعة‏ ‏التي عبر منها ‏العبرانيون ‏مع نبي الله ‏موسى كليم الله ‏إلى‏ ‏البحر‏ ‏الأحمر‏ ‏عند‏ ‏خروجهم‏ ‏من‏ ‏أرض‏ ‏مصر ويفتح دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر أبوابه للمصريين والأجانب للزيارات وتنشيط السياحة وتم ترميم كنائس الدير على أيدي فنانين ومرممين عالميين وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار حيث أنه يضم عدد ‏4 كنائس أثرية يعود تاريخها إلي القرن الرابع الميلادي وهي الكنيسة الأثرية التى كان يسكنها الأنبا بولا لمدة 70 سنة لم يرَه فيها أحد ونصف هذه الكنيسة منحوت فى الصخر وغطيت حوائطها برسومات وكنيسة أبو سيفين والتي أعاد بناءها المعلم الجوهرى فى أواخر القرى الثامن الميلادى وكنيسة الملاك وبها الكثير من القباب ويبلغ عددها 12 قبة كعدد تلاميذ السيد المسيح ويرجع تاريخها إلى عام 1777م ويتم الإحتفال بعيد الأنبا بولا يوم 10 فبراير من كل عام حيث يحضر في هذا اليوم الكثير من الزوار إلي الدير كما يحضر العيد بعض الآباء والأساقفة من أبناء الدير ويشتركون فى الصلوات والتسابيح والقداسات التى تقام بهذه المناسبة حيث بدأت الحياة الرهبانية في هذا المكان بعد أن عرفت سيرة الأنبا بولا بواسطة الأنبا أنطونيوس وذهب إليه الكثير من الذين سمعوا السيرة حيث أقاموا القلالي وبنوا السور حماية للدير وذلك في المكان الذي عاش فيه الأنبا بولا وقال بستميان الرحالة إنه قد رأى الدير حينما زار مصر حوالي سنة 400م في أوائل القرن الخامس الميلادى مما يؤكد أنه موجود قبل هذا التاريخ .
وثاني الأديرة في منطقة رأس غارب هو دير الأنبا أنطونيوس والذي يعتبرة الأقباط المصريون أول الرهبان في العالم وأب لجميع الرهبان ويقع الدير علي سفح جبل الجلالة القبلي بالصحراء الشرقية بمصر ويمكن الوصول إليه عن طريق السويس ومنها إلى رأس غارب ثم غرباً في الصحراء عند العين السخنة أو من بنى سويف شرقا عبر الطريق الصحراوى بني سويف الزعفرانة كما يمكن الوصول إليه من القاهرة عن طريق حلوان إلى الكريمات ثم إلي الزعفرانة وحيث يقع الدير قبل الزعفرانة بحوالي 48 كيلو متر ثم الإتجاه إلي المدق الموصل إلي الدير مسافة حوالي 17 كيلو متر ومساحة الدير الأصلية تبلغ 18 فدانا أضيفت لها 350 فدانا أخرى ضمن ملكية الدير بعد حل مشكلة كان متنازع عليها بخصوص هذه المساحة كما تم تخصيص 150 فدانا أخرى لتكون غابة شجرية تابعة للدير ومن هذا الدير تم إختيار عدد 9 ممن تولوا منصب البابا في مصر منهم البابا رقم 91 غبريال السادس والبابا رقم 110 كيرلس الرابع والبابا رقم 115 يوساب الثاني وغيرهم كما خرج من هذا الدير العديد من المطارنة والرهبان المشاهير منهم الأنبا مرقس الأنطوني والأنبا باسيليوس مطران القدس السابق والأنبا كيرلس مطران أثيوبيا والأنبا أبانوب أسقف عام المقطم وغيرهم .
ومن أهم المدن التابعة لمركز رأس غارب مدينة الزعفرانة والتي تقع شمال مدينة رأس غارب علي ساحل البحر الأحمر وهي تعد من أهم المناطق النفطية في محافظة البحر الأحمر لإحتوائها على آبار نفطية كثيرة على الرغم من أن المدينة الرئيسية تعتبر صغيرة المساحة وتتميز مدينة الزعفرانة بوجود عدد كبير من القرى السياحية المطلة على ساحل البحر الأحمر مباشرة مما يجعلها من أهم المناطق السياحية بعد مدينة الغردقة التي تبعد عنها حوالي 350 كيلو متر ومما يميزها أيضا وجود محطة توربينات الرياح التي تنتج ما يقارب من 230 ميجاوات وكانت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة قد إتفقت على إنشاء مزرعة عملاقة لتوليد الكهرباء من الرياح بطاقة 120 ألف كيلو وات بتمويل من الحكومة اليابانية حيث تعد منطقة البحر الأحمر من أفضل المناطق لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح مما سيكون له تأثرات إيجابية عديدة من حيث توفير كميات كبيرة من الوقود والغاز والتي تلزم لتوليد الكهرباء من المحطات الحرارية التقليدية وتتميز مدينة أيضا بوجود عدد كبير من المواد الخام الهامة لتنمية الصناعات المحلية في مصر مثل الفوسفات والمنجنيز اللذان يظهران بوضوح في التراكيب الصخرية لشاطئ المدينة الواقع على البحر الأحمر .
وتشتهر الزعفرانة بحادثة شهيرة سميت حادثة الزعفرانة وهي حادثة وقعت يوم 9 سبتمبر عام 1969م حينما قامت إسرائيل بإنزال سرية دبابات تي 55 السوفينية من مخلفات حرب يونيو عام 1967م بأطقمها في منطقة أبو الدرج على ساحل البحر الأحمر في نقطة خالية تماما من الحراسة ثم إتجهت جنوبا إلى الزعفرانة مدمرة كل الأهداف والسيارات المدنية التي إعترضت طريقها مستغلة خلو المنطقة تماما من أى قوات عسكرية مصرية سوى بعض نقاط المراقـبة ونقطة تمركز بحرية بها لنشي طوربيد مصريين حرصت على تدميرهما قبل بداية الإنزال بواسطة الضفادع البشرية وقامت السرية بسرقة رادار سوفيتي متقدم بعد أن فكته حيث كان موقع هذا الرادار يتعرض للقصف الجوى من جانب سلاح الطيران الإسرائيلي فإقترح أحد القادة المحليين إنشاء رادار هيكلي مكانه وإحاطته بكل المظاهر التي توحي بأنه رادار حقيقي من حيث تأمينه وحراسته وعدد وتحركات العاملين به مع نقل الرادار الحقيقي إلي مكان آخر قريب من موقع الرادار الهيكلي مع تخفيف الحراسة عليه وعدم إحاطته بأى مظهر من مظاهر الحياة فيتعرض بذلك الرادار الهيكلي للقصف بدلا من الرادار الحقيقي ولكن لم تنطل هذه الحيلة علي الجانب الإسرائيلي حيث أن الرادار الفعلي تصدر منه موجات كهرو مغناطيسية عند تشغيله تم رصدها من جانبهم وتحديد موقعه فكان أن هاجموا الرادار الفعلي وقاموا بقتل أفراد الحراسة القليلين الذين كانوا موجودين وقت الإغارة علي الرادار وقاموا بفكه وتحميله علي طائرة هليوكبتر وعادوا من حيث أتوا وقد نجحت الإغارة دعائيا على الرغم من أنها لم يكن لها مردود عسكري مؤثر إلا أن رد فعل الإغارة كان عميقا في القيادة العامة لتحديد مسئولية عدم إكتشاف قوة الإغارة أثناء وجودها على الشاطئ الشرقي للخليج قبل تنفيذ العملية وكذلك مسئولية عدم إتخاذ إجراء إيجابي قوي لمواجهة القوة بعد نزولها على الشاطئ الغربي وبقائها 6 ساعات خاصة أن إسرائيل إستغلت هذه الإغارة إعلاميا بطريقة مثيرة تحمل الكثير من السخرية بالقوات المسلحة المصرية بعد أن سجلت لها فيلما عرضته على الشعب الإسرائيلي كما شاهده العالم كله في رسالة واضحة أن جبهة القتال في القناة والبحر الأحمر مستباحة أمام إسرائيل ترتع فيها كيفما تشاء دون أى تعرض لها من الجانب المصرى علاوة علي إحراج مصر أمام الإتحاد السوفيتي الذى يمدها بالسلاح فمعني وقوع محطة رادار سوفيتية في أيدى إسرائيل هو وصولها إلي أيدى الولايات المتحدة الأميريكية ومن ثم كشف أسرار السلاح السوفيتي أمامها والذى سيترتب عليه التفكير طويلا من الجانب السوفيتي قبل إمداد مصر بأى سلاح متقدم خوفا من وقوعه في أيدى إسرائيل ونقله إلي حليفتها الولايات المتحدة الأميريكية وكشف أسراره في وقت كانت مصر في أمس الحاجة لمدها بأسلحة متطورة كي تخوض معركة تحرير سيناء وإستعادتها للوطن الأم وفي هذا اليوم كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يصاحبه الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة واللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي خلف الفريق عبد المنعم رياض إثر إستشهاده في يوم 9 مارس عام 1969م صاعدا من منصب رئيس هيئة العمليات يحضرون مناورة حية لفرقة مدرعة حين وصلت أخبار نزول إسرائيلي برمائي على شاطئ خليج السويس في منطقة الزعفرانة حيث كانت إسرائيل قد أعلنت بفرقعة إعلامية مدوية أن قواتها الآن على أرض أفريقيا وأنها لم تواجه البتة أى مقاومة مصرية فكان أن أمر الرئيس عبد الناصر من فوره اللواء أحمد إسماعيل علي بالتوجه لموقع الحدث وإدارة المواجهة من هناك على الطبيعة لكن اللواء أحمد إسماعيل فضل العودة إلي القاهرة مخالفا أوامر قائده مقدرا أنه سيكون قادرا بشكل أفضل من خلال غرفة العمليات علي متابعة وإدارة الموقف عنه من الزعفرانة فكان أن إستشاط الرئيس عبد الناصر غضبا من تصرف اللواء أحمد إسماعيل علي فأمر بعزله في التو واللحظة ومعه قائد البحرية اللواء فؤاد ذكري والذي لم يقم بتحريك قطعة بحرية واحدة تعترض الإنزال وعين بدلا منهما الفريق محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية حينذاك رئيسا للأركان واللواء بحرى محمود عبد الرحمن فهمي قائدا للقوات البحرية ومن شدة الإنفعال أصيب يومها بأزمة قلبية حادة وقد ظل كل من اللواء أحمد إسماعيل علي واللواء بحرى فؤاد ذكرى في الإستيداع حتي تم تعيين الأول في منصب مدير المخابرات العامة المصرية في شهر مايو عام 1971م بعد تولي الرئيس الراحل أنور السادات الحكم بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في يوم 28 سبتمبر عام 1970م ثم تم تعيينه بعد ذلك وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة المصرية في أواخر شهر أكتوبر عام 1972م خلال فترة التحضير لحرب أكتوبر عام 1973م والتي حصل بعدها علي رتبة المشير في يوم 19 فبراير عام 1974م أثناء جلسة مجلس الشعب المصرى التي تم عقدها في هذا اليوم وتم خلالها تكريم أبطال حرب أكتوبر عام 1973م كما أنه قد تم إعادة الثاني ليتولي منصب قائد القوات البحرية في شهر أكتوبر عام 1972م في نفس اليوم الذى تولي فيه الفريق اول أحمد إسماعيل علي منصبه ثم يتم تكريمه هو الآخر ويمنح رتبة الفريق بعد حرب أكتوبر عام 1973م .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى