مقالات

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها :المهندس “طارق بدراوى”** مدينة السويس **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** مدينة السويس **
السويس مدينة مصرية وهي عاصمة محافظة السويس وتقع على رأس خليج السويس وهي أكبر المدن المصرية المطلة على البحر الأحمر وقد سميت قناة السويس على إسمها وكانت تسمى قديما القلزم وهي تقع شرق دلتا نهر النيل على المدخل الجنوبي لقناة السويس ويحدها شمالا محافظة الإسماعيلية وشرقا محافظة جنوب سيناء وغربا محافظة القاهرة وتبلغ مساحة محافظة السويس حوالي 255 كيلو متر مربع وبمحافظة السويس 4 موانئ وهي ميناء بور توفيق وميناء الأدبية وميناء الزيتيات وميناء السخنة حيث مصفاة بترول ومصانع بتروكيماويات ترتبط بالقاهرة ثم بالبحر الأبيض المتوسط عبر خط أنابيب سوميد وقد لقبت السويس بمدينة الغريب نسبة إلى سيدي الغريب المدفون فيها وكان من أعلام الصوفية كما أنه لابد وأن يحضر في الأذهان اليوم توافد الغرباء عليها من صعايدة وعرب وأبناء المحافظات الأخرى ليستطونوا بها ويقيموا إقامة كاملة فيها بحثا عن فرصة عمل خاصة في فترة حفر القناة وقد ضربت السويس وسكانها القليلون الذين كانوا متواجدين بها أثناء حرب أكتوبر عام 1973م أروع الأمثلة في البطولة والفداء عندما صمدوا أمام القوات المدرعة للجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر عام 1973م التي كان يقودها الجنرال إبراهام أدان والتي حاولت دخول المدينة وإحتلالها في المرحلة الأخيرة من الحرب مما أدى إلي فشل تلك المحاولة وخسارة القوات الإسرائيلية للعديد من الدبابات والمعدات والضباط والجنود وحيث كان يقود رجال المقاومة الشعبية في السويس الداعية الإسلامي الشهير الشيخ حافظ سلامة والذى كان قد نجح في إقناع قيادة القوات المسلحة المصرية بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والإستشهاد في سبيل الله وأهمية المعركة القادمة والحاسمة مع إسرائيل عقب هزيمة عام 1967م وفي اثناء مرحلة الإستعداد لحرب عام 1973م وقد نجحت تلك القوافل نجاحا كبيرا فصدر قرار بتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها وقد قال عنه اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني في حرب أكتوبر عام 1973م إنه كان صاحب الفضل الأول في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة لدرجة أن جميع الضباط والجنود كانوا يعدونه أبا روحيا لهم في تلك الأيام العصيبة …..
ومن الناحية التاريخية والجغرافية كان من الطبيعي أن تكون لمصر في جميع العصور مدينة عند الطرف الشمالي لخليج السويس ففي العصر الفرعوني كانت هذه المدينة هي سيكوت ومحلها الآن تل المسخوطة على بعد 17 كم غرب مدينة الإسماعيلية وقد أطلق عليها الإغريق إسم هيروبوليس إو إيرو في العهدين الروماني والبيزنطي وتدل الأبحاث الجيولوجية على أن خليج السويس كان يمتد في العصر الفرعوني حتى بحيرة التمساح ثم إنحسرت مياهه جنوبا إلى البحيرات المرة وأن فرعَي النيل البيلوزي والتانيسي كانا يمران بهذه المنطقة ويخترقان برزخ السويس بحيث يمر الأول بالقرب من محطة التينة الحالية على بعد 25 كم جنوب مدينة بورسعيد الحالية والثاني يمر عند النقطة المعروفة بالكيلو 9 على قناة السويس وكانا يصبان في البحر الأبيض المتوسط، الأول عند بيلوز والثاني عند فم أم فرج وكلا المصبين شرقي مدينة بورسعيد.
وعندما إنحسرت مياه الخليج نحو الجنوب خلفت وراءها سلسلة من البرك والبطاح التي كانت تملؤها المياه الضحلة. فصارت هيروبوليس من دون ميناء على البحر الأحمر ففقدت جزءا من صفتها التجارية وأهميتها الملاحية ولم تحتفظ إلا بأهميتها الإستراتيجية كجزء من القلاع التي كانت تكون سور مصر الشرقي وتمتد عبر البرزخ شمالي سيناء إلى غزة …..
وفي العصر البطلمي نشأ ميناء جديد على الرأس الجديد لخليج السويس سمى أرسينوي أو كليوباتريس وكان هذا الميناء ناحية السيرابيوم التي تقع شمال البحيرات المرة حاليا ثم إستمر إنحسار خليج السويس نحو الجنوب مرة أخرى وإنفصلت البحيرات المرة عن الخليج فنشأ ميناء البحر الأحمر الجديد الذي سمي كليزما في العصر الروماني وهو الذي حرف العرب إسمه إلى القلزم وسموا به كذلك البحر الأحمر فكان يسمي بحر القلزم وفي القرن العاشر الميلادي نشأت ضاحية جديدة جنوبي القلزم سميت بالسويس وبعد فترة وجيزة ضمت تلك الضاحية إليها القلزم القديمة وحلت محلها وأصبحت ميناء مصر الأول على البحر الأحمر ….
وكانت تقطن مدينة السويس قبل الفتح الإسلامي جماعة من الناس تشتغل غالبا بالصيد والقرصنة ولكن السويس لم تلبث أن شهدت نشاطا واسعا وإنتعشت انتعاشا واضحا في العصر الإسلامي وكان أول ما إشتهرت به السويس في ميدان النشاط الإقتصادي في العصر الإسلامي هو بناء السفن ويظهر أن بناء السفن كان له شأن عظيم في مصر في فجر الإسلام خاصة في العصر الأموي وقد ألقت البرديات شعاعا من النور على صناعة السفن في مصر عندئذٍ وأظهرت مهارة الملاحين المصريين في ركوب البحر فضلا عن تقدير الحكومة الإسلامية المركزية لتلك المهارة وعملها على إستغلالها والإستفادة منها وثمة حقيقة مهمة هي أن البرديات التي إكتشفت حديثا في كوم أشقاو والتي ترجع إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أشارت صراحة إلى أن صناعة السفن إزدهرت في مصر في ثلاثة مراكز هي الروضة بالقاهرة حاليا والسويس حاليا القلزم سابقا والإسكندرية وهذا يعني أن منطقة السويس كان لها أهميتها الكبرى في صناعة السفن وأنها كانت من ضمن أهم 3 مراكز كبرى في مصر الإسلامية في مجال بناء السفن التجارية وغير التجارية كذلك ظهر لمنطقة السويس أهمية إقتصادية خاصة في العصور الوسطى هي غنى وثراء تلك المنطقة بالثروة المعدنية مثل الذهب والزمرد فضلا عن الأخشاب ومن المعروف أن أشجار السنط كانت تنمو بكثرة في شبه جزيرة سيناء وحول السويس وقد إهتم السلطان صلاح الدين الأيوبي بتلك الأشجار لأهمية أخشابها في بناء السفن في وقت إشتدت فيه الحروب البرية والبحرية ضد الصليبيين في الشام ومصر وفي حوض البحر المتوسط عموما وفي عصر المماليك ظلت القوافل تحمل أخشاب شجر السنط بإنتظام بين السويس والقاهرة مما أضفى على منطقة السويس أهمية إقتصادية خاصة وفي عصر المماليك في عام 1505م قاد المعلم حسن شاهبندر تجار القلزم أسطول تجاري لقتال البرتغاليين أمام الساحل الغربي للهند وفي عصر العثمانيين في عام 921 هجرية الموافق عام 1516م اقلعت حملة مصرية عثمانية من السويس تحت إمرة سلمان الرومي وحسين تركي لقتال البرتغاليين وكانت بداية ضم اليمن للدولة العثمانية وفي عام 1541م هاجمها أسطول برتغالي بقيادة إستفاو داجاما الحاكم البرتغالي للهند والإبن الثاني المستكشف الجغرافي لفاسكو داجاما والذى كان وراء إكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وأمام قوة الأسطول العثماني المرابط بالسويس إضطر داجاما للإنسحاب ومر أثناء انسحابه على ميناء الطور بسيناء فقام بتدميره ثم أسرع عائدا إلى قاعدته الحديثة في ميناء مصوع وميناء أرقيقو المجاور له بأريتريا المعاصرة ثم مالبث أن أخلاهما وترك العتاد و130 مقاتل و400 من العبيد لإمبراطور الحبشة المحاصر من الدول المسلمة المجاورة وأقلع إلى الهند في يوم 9 يوليو عام 1541م وفي عهد اسرة محمد علي باشا اهتم عباس باشا الأول بتمهيد ورصف وتأمين الطريق البرى بين القاهرة والسويس ثم كانت السويس هي أول مدينة في منطقة القناة يصلها خط سكك حديدية وقد إفتتح خط السويس الحديدي في يوم أول ديسمبر عام 1856م في عهد محمد سعيد باشا وكانت مدينة السويس بذلك هي أول مدينة في منطقة القناة ترتبط بالقاهرة بخط حديدي وقد بلغ طوله 125 كم وكان الزمن المقرر لقطع هذه المسافة سبع ساعات ولكن كثيرا ما كانت القاطرات تتعطل وسط الصحراء ويمتد التأخير يوما أو بعض يوم وقد أوقف تشغيل خط القاهرة السويس سنة 1869م بعد أن أكملت الحكومة خط القاهرة الإسماعيلية السويس إذ مدت الحكومة خطا من الزقازيق إلى الإسماعيلية سنة 1868م في عهد المدى إسماعيل ثم مدت في العام نفسه خطا من الإسماعيلية من قرية نفيشة إلى السويس وظل خط القاهرة السويس الحديدي الصحراوي موقوفا إستخدامه حتى أعيد تشغيله سنة 1930م في عهد الملك فؤاد الأول فالسويس الحديثة إذن هي سليلة القلزم أو كليزما البيزنطية وكليزما وريثة أرسينوي البطلمية وأرسينوي هي الأخرى وريثة هيروبوليس أو سيكوت الفرعونية وتعد مدينة السويس مثلا لهجرة المدن إلى مواقع جديدة تمكنها من أداء وظيفتها التي يؤهلها لها الموقع الجغرافي الذي تحتله وأيا ما كان إسم مدينة السويس فهي ميناء مصر على الطرف الشمالي لخليج السويس لأنها أقرب نقطة إلى البحر الأحمر يسهل الإتصال منها مباشرة بقلب الحياة المصرية النابض فالسويس تمتاز عن موانئ البحر الأحمر الجنوبية بأن الطريق من البحر إلى النيل لا يخترق أودية وجبالا بركانية وعرة كما أن المدن عند قنا أو قفط والتي بينها وبين المنطقة الجنوبية من البحر الاحمر طرق برية تعتبر مدن بعيدة نسبيا تضرب في أعماق الصعيد وتعد منعزلة نسبيا عن الدلتا التي تزدهر فيها تجارة البحر الأبيض المتوسط …..
والموقع الجغرافي لرأس خليج السويس وقربه من نهر النيل يهنيء رأس الخليج لنشأة مدينة ذات وظيفة محدودة هي التحكم في تجارة البحر الأحمر وما وراءه سواء كانت بلاد بونت أو فارس أو الهند وبلاد الشرق الأقصى فإذا ما إستطاعت هذه المدينة أن تتصل بالنيل بطريق مائي تضاعفت أهمية الموقع الجغرافي ووظيفته كما عظمت أهمية المدينة إذ تتلاقى عندها تجارة الشرق والغرب أما موقع المدينة فتحدده علاقة اليابسة بالماء أي نقطة إنتهاء الماء من طرف خليج السويس الشمالي ونقطة بدء اليابسة فعندما كان طرف الخليج عند مدخل وادي الطميلات في العصر الفرعوني كانت سيكوت هي الثغر والمخزن التجاري إضافة إلى كونها إحدى قلاع سور مصر الشرقي وكذلك كانت هيروبوليس أو إيرو في العصرين الإغريقي والروماني وعندما إنحسر الخليج نحو الجنوب تغير الموضع فأصبحت أرسينوي عند طرف البحيرات المرة ولما إزداد إنحساره تغير الموضع مرة أخرى فاصبحت كليزما أو القلزم وأخيرا إستقر الموضع عند السويس الحالية وقد تحالفت عوامل الموقع الجغرافي والموضع والوظيفة على ربط مصير هذه المدينة التي تحركت عبر التاريخ فوق خمسين كم من قرب الإسماعيلية شمالا حتى السويس الحالية بالقناة الصناعية التي وصلت خليج السويس بالنيل أو أحد فروعه في بعض فترات متفاوتة من تاريخ مصر وكان تتويج ذلك كله إطلاق إسم السويس على القناة التي تصل البحرين المتوسط والأحمر وصولا مباشرا فخلد ذلك إسمها …..
وتحتل مدينة السويس الأصلية رقعة من الأرض تمتد فوق 1700م طولا و500م عرضا فوق لسان البحر أو شبه جزيرة تقع بين البحر وقمة الخليج الضحلة وتتجمع أكثر أحياء السويس القديمة شمال خط السكة الحديد الذي يصل بين السويس وبور توفيق أما الإمتداد الحديث للمدينة فهو بين هذا الخط والزيتية حيث توجد مصانع تكرير النفط ومصنع السماد على جبهة بحرية تطل على الميناء وتمتاز السويس القديمة بشوارعها الضيقة ومبانيها ذات الطابع المملوكي وهذه المدينة تتميز تماما عن مدينة القلزم ولا سيما في العصر التركي فقد خشي الأتراك من تهديد الأساطيل الأجنبية فأنشأوا أسطولا يحمي السويس ويحمي موانئ البحر الأحمر التركية الأخرى وعدت السويس موقعا حربيا يرابط فيه الجند لحماية مدخل مصر الشرقي وهذا يعيد إلى أذهاننا أهمية سيكوت وهيروبوليس في التاريخ القديم ومن ثم كان بناء الطابية وهي قلعة حصينة فوق أحد التلال وتشرِف على البحر كما أقيم فيها دار للصناعة تسمي الترسانة لترميم السفن وبنائها وبعد ذلك تبدأ نهضة السويس الحالية بشق القناة وإنشاء ميناء بور توفيق وتوسيع الحوض ليستقبل السفن القادمة من والمبحرة إلى الشرق الأقصى وأيضا إنشاء حوض لإصلاح السفن وكانت السويس قد ظلت مدينة صغيرة هادئة نسبيا حتى القرن التاسع عشر الميلادى تقوم بوظيفة الميناء الذي يربط مصر بالأراضي المقدسة والشرق عموما وكان عدد سكانها عام 1860م يتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف نسمة وما أن حفرت قناة السويس حتى دخلت المدينة عهدا جديدا من تاريخها الحافل فزاد نمو العمران فيها وإزداد عدد سكانها بمعدلات سريعة وليس أدل على ذلك من تتبع أعداد السكان في المدينة من واقع التعداد الرسمي ودراسة إتجاهات نموها فقد تزايد عدد سكانها تباعا ففي عام 1882م كان 11.316 نسمة وفي عام 1937م أصبح 49.686 نسمة وفي عام 1960م أصبح 120.360 نسمة وكان في مقدمة الأسباب التي عاقت نمو مدينة السويس في البداية ندرة المياه العذبة بها إذ كان الماء ينقَل إليها على ظهور الجمال من عيون موسى التي تقع على مسافة 16 كم إلى الجنوب الشرقي من السويس وكانت مكاتب شركات الملاحة البحرية والفنادق الأجنبية في السويس تعتمد في خدمة موظفيها ونزلائها على المكثفات لتحويل ماء البحر إلى ماء عذب ولما أُنشئ الخط الحديدي بين القاهرة والسويس تولت الحكومة المصرية نقل الماء من القاهرة إلى السويس في صهاريج وكانت الحكومة تبيع الماء للأهالي لذلك يعد حفر ترعة السويس الحلوة أحد العوامل المهمة التي أدت إلى تطور المدينة ونمو العمران فيها والواقع أن مشروع حفر هذه الترعة إرتبط إرتباطا وثيقا بمشروع القناة نفسها بل إن شركة قناة السويس رأت أن يكون حفر هذه الترعة سابقا لحفر القناة، حتى لا تتعثر عمليات الحفْر كما حدَث في السنوات الأربع الأولى لتنفيذ مشروع حفْر القناة في النصف الشمالي من برزخ السويس بين بورسعيد وبحيرة التمساح وقد عرفت هذه الترعة العذبة بإسم ترعة الإسماعيلية نسبة إلى الخديوى إسماعيل الذى حفرت في عهده وعدل مخرجها لتنبثق من النيل مباشرة عند شبرا على بعد سبعة كيلومترات شمال القاهرة وتجري بعد ذلك نحو الشمال الشرقي مع حافة الصحراء حتى بلدة العباسة في وادي الطميلات ثم تنحدر شرقا مخترقة هذا الوادي حتى مدينة الإسماعيلية وقبيل مدينة الإسماعيلية تتفرع الترعة إلى فرعين فرع يتجه شمالا إلى بورسعيد والآخر يخترق الصحراء جنوبا إلى مدينة السويس ليغذيها بالمياه العذبة وينتهي إلى خليجها ويبلغ طول ترعة الإسماعيلية من النيل إلى بحيرة التمساح 136 كم ويقدر طول فرع بورسعيد بنحو 90 كم أما فرع السويس فيبلغ طوله 87 كم وتعد هذه الترعة من أطول الترع في العالم وصنفت ضمن أكبر مشاريع الرى علي مستوى العالم ……
وما أن وصلت مياه النيل العذبة إلى منطقة برزخ السويس وشق خلال البرزخ قناة تصِل البحر المتوسط بالبحر الأحمر حتى إنقلبت الحياة البشرية في منطقة البرزخ رأسا على عقب وتحول الجمود والخمول والرتابة إلى حياة صاخبة سريعة الإيقاع وإن لم تكن هذه الحياة من صنع قناة السويس بقدر ما هي من صنع مياه النيل التي وصلت إلى البرزخ ويصور علي مبارك أهمية ترعة الإسماعيلية وأثرها في تطور مدينة السويس في الخطط التوفيقية بقوله ومن أكبر أسباب عمارة مدينة السويس وصول مياه النيل إليها من ترعة الإسماعيلية التي أنشئت في عهد الخديوي إسماعيل وجعل فمها من بولاق مصر بالقاهرة ومصبها في البحر الأحمر عند مدينة السويس فجرت هناك مياه النيل صيفا وشتاءا فتبدل بذلك جدب تلك المنطقة خصبا وأحيا كثيرا من أراضيها. فوجدنا هناك حدائق ذات بهجة فقد زرِع على جانب الترعة القمح والشعير والبرسيم وأنواع كثيرة من الخضر وفي عام 1865م بني في ميناء السويس حوض بور إبراهيم ليحل محل مرفأ السويس القديم الذي كان قد أهمل منذ عهد بعيد حتى أصبح من أشد المرافئ خطرا على السفن والملاحة وكان مرفأ السويس القديم محدودا بالجسر الذي يمر فوقه الخط الحديدي بين السويس وحوض بور إبراهيم وكانت المساحة الواقعة إلى الشرق والمحصورة بين هذا الجسر وقناة السويس أرضا منخفضة تغطيها المياه وقت المد وتنحسر عنها وقت الجزر وتشقها قناة صغيرة قليلة العمق تصل منها المراكب والسفن إلى رصيف مرفأ السويس القديم حيث محطة الحجاج والبضائع القديمة وجمرك السويس القديم ودار الترسانة القديمة …..
وتزايدت حركة الملاحة في ميناء السويس تدريجيا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادى وأوائل القرن العشرين الماضي لا سيما خلال الحرب العالمية الأولى فإزداد عدد السفن القادمة إلى الميناء كما إزدادت حمولتها فأصبح حوض بور إبراهيم عاجزا عن مواجَهة هذه الحركة وكانت الشركة المصرية الإنجليزية للنفط قد أنشأت معملا للتكرير في منطقة الزيتية في السويس وكانت سفنها لا تستطيع دخول مرفأ بور إبراهيم لتفريغ شحنتها إلا سفينة عقب أخرى وكثيراً ما كان غاطس هذه السفن يصل إلى أرض الحوض وقت الجزر فيترتب على هذا أخطار جسيمة للميناء وللسفن الموجودة فيه وإتجهت النية إلى تعميق ميناء السويس لكي يصل عمق المياه في أحواضه إلى تسعة أمتار على الأقل وقت الجزر ولكن إتضح أن إجراء أي تعديل لحوض بور إبراهيم من شأنه تقليل المساحة المائية للميناء من دون فائدة تذكر للملاحة فإستقر الرأي على إرجاء تحسين ميناء بور إبراهيم وبناء أحواض جديدة وتوفير كل المستحدثات الفنية المتعلقة بتسهيل الملاحة في الخليج المتسع الواقع إلى الشمال من بور إبراهيم وتقرر إنشاء ميناء السويس الجديد في الخليج الواقع بين مرفأ بور إبراهيم ومنطقة الزيتية ليحده من الشرق الخط الحديدي بين السويس وبور توفيق ويمتد من الشمال الغربي حتى يصل إلى معمل التكرير في الزيتية وبدأ العمل في الميناء الجديد في شهر يوليو عام 1918م في عهد الملك فؤاد الأول وقد مدت مصلحة السكة الحديد خطوطا حديدية من حي الأربعين إلى معمل تكرير الزيتية ومعمل التكرير الحكومي الذي أنشئ فيما بعد وكانت هذه الخطوط تستخدم في نقل مشتقات النفط إلى داخل البلاد وقد إستعيض عن ذلك بخط أنابيب ينقل المشتقات الثقيلة إلى معمل تكرير مسطرد الذي أنشئ لاحقا إلى الشمال من مدينة القاهرة …..
وقـد بـدأت السويس في الوقت الحـاضر نهضة جديدة بإنشاء عدد من الصناعات المهمة ولا سيما صناعات تكرير النفط ومشتقاته وبذلك تعود السويس لتؤدي دورا جديدا في تاريخها فهي ليست قلعة مصر عند قمة خليج السويس فحسب ولا هي ميناء للعبور فقط بل هي ثغر كبير يشرِف على إحدى صناعات مصر المهمة وهي الصناعات النفطية ودار للصناعة ومنطلق نحو موانئ البحر الأحمر أو البحيرة العربية الكبرى ومبتدأ رحلة الحاج إلى الأراضي المقدسة كما أنها تعد بداية الطريق نحو بلاد الهند وبلاد جنوب شرق آسيا وكوريا واليابان …..
وقد إزدادت أهمية السويس بعد إفتتاح القناة البحرية زيادة كبيرة وقد ضمت الحكومة المصرية زيلع وبربرة إلى أملاك مصر في سنة 1875م وكانتا من أملاك تركيا وتابعتين للواء الحديدة في اليمن وقد صدر الفرمان مؤرخا في أول يوليو عام 1875من السلطان العثماني عبد العزيز خان إلى خديوي مصر إسماعيل باشا بالتنازل عن زيلع وملحقاتها مقابل زيادة الجزية السنوية التي تدفعها مصر إلى تركيا وأصبحت سفن الأسطول المصري في البحر الأحمر تمارس نشاطها في منطقة شاسعة تبدأ من السويس شمالا إلى سواحل خليج عدن جنوبا …..
ويعد يوم 24 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به السويس في مل عام بمناسبة ذكري المقاومة الشعبية في صد العدوان الإسرائيلي على المدينة في حرب أكتوبر عام 1973م كما تعد مدينة السويس هي الشرارة الأولى لثورة 25 يناير عام 2011م التي أدت لتنحي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وقد سقط أول شهيد في الثورة المصرية في حي الأربعين في السويس ويعتبر البعض أنه لولا إشتباكات حي الأربعين بالسويس لما إستمرت الثورة ولاهذت الأمور اتجاها آخر …..
ومن أشهر معالم مدينة السويس مسجد الولي سيدي عبد الله الغريب ويقول أهل السويس إن إسمه الحقيقي هو أبو يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد وكان قائدا عسكريا عرف بالتقوى والزهد والورع وحضر للسويس على رأس فرقة عسكرية لمحاربة قطاع الطرق من القرامطة الذين قطعوا طريق الحج وهددوا أمن المسافرين وعندما علم بذلك عبد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب قام بإرسال حملة عسكرية بقيادة أبي يوسف بن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عماد وتقدم نحو بلبيس ومنها الي القلزم السويس حاليا عام 320 هجرية وإلتقي مع القرامطة في معركة حاسمة عند القلزم وإستشهد في المعركه ليلة الجمعه 17 من ذي القعدة عام 320 هجرية ودفن فى الضريح الذى أقامة السوايسة له الآن مع أربعة من مشايخ الصوفية الذين كانوا معه في المعركة وهم الشيخ عمر والشيخ أبو النور والشيخ حسين والشيخ الجنيد وقد تم تسميته عبد الله الغريب وهي كنية الشهرة التي أطلقها أهل السويس عليه مرجعين ذلك إلى أنه عبد من عباد الله حضر فى مهمة تتعلق بتأمين طريق حجاج البيت الحرام وأن البشر كلهم عبيد الله لذا فهو عبد الله أما لفظ الغريب فلكونه ليس من أبناء السويس وإنما ترجع أصوله إلى المغرب ويطلق علي المنطقة التي يوجد بها مسجد وضريح سيدي عبد الله الغريب إسم حي الغريب وهو من أشهر وأقدم الأحياء في السويس ويتبارك أهل المدينة بهذا الولي الصالح ويطلقون عليه حامي السويس الغريب وكان أهل المدينة أثناء الحروب والثورات التى مرت بها وحتى فى مباريات كرة القدم ينادون حامي السويس ياغريب تبركا به ويعتقد بعض المؤرخين أن سيدي الغريب هو السبب وراء تسمية القلزم بالسويس وذلك لأنه كان ينادي على الناس أثناء معركته مع القرامطة ويقول أقدموا سواسية ترهبون أعداء الله …..
وقد أصبح قبر القائد الفاطمي بعد وفاته مزارا لحجاج بيت الله الحرام وبه بئر للسقاية ومن عجائب هذا المكان أنه في حرب عام 1973م وعندما حاصر اليهود المدينة وقطعوا عنها المياه الحلوة من ترعة الإسماعيلية لإجبار المدينة على الإستسلام تفجر فيها أحد الأبار القديمة لتروي أهل السويس وأبطال المقاومة الشعبية أثناء الحصار وقد قام الخديوي عباس حلمي الثاني ببناء مسجد علي قبر البطل الفاطمي ثم قامت حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتجديد المسجد وتوسعة الميدان ونقلت في المسجد الجديد رفات الولي الصالح عبد الله الغريب وزملائه المشايخ الأربعة وقد عثر في قبره أثناء توسيع المسجد علي لوحة رخامية كتب عليها آية الكرسي بسم الله الرحمن الرحيم اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم صدق الله العظيم هذا قبر أبي يوسف يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عماد …..
ويتناقل أهل السويس قصة عجيبة لا تعلم مدى صحتها عن نقل رفات سيدي الغريب أثناء توسعة المسجد حيث يؤكدون أنه عند البحث عن الرفات لم يجدوا أي شيء مما دفع البعض للتشكيك في قصة سيدي الغريب وإعتبروها حكايه خرافية ليس لها أساس من الصحة إلا أن القائد الفاطمي جاء في المنام في رؤيا للشيخ حافظ سلامة وأخبره أنهم يحفرون في المكان الخطأ ودله علي المكان الصحيح وبالفعل أخبر الحاج حافظ القائمين علي العمل بالمكان الصحيح كما شاهد في الرؤيا وحفروا ووجدوا جثمانه كما هو لم يتحلل وبجواره قدمه التي قطعت أثناء المعركة كما كان يحكي أهل السويس وقد إعتبر السوايسة يوم العثور على الرفات يوم عيد لهم مؤكدين أن التراب الذي خرج من حفر قبره به كانت رائحته كالمسك لكونه شهر في سبيل الله ….
ومن المساجد الشهيرة أيضا بالسويس مسجد سيدي الأربعين وهو ولي آخر يقدره السوايسة ويعتبرون ضريحة من أهم ملامح تاريخ المدينة وترجع قصه مسجد سيدي الأربعين إلى أربعين وليا صالحا قدموا للسويس من مدن شمال أفريقيا المغرب والجزائر وتونس وعندما توفي آخرهم دفن في ضريح بناه أهل السويس له ويقول أهل السويس إن الأولياء الأربعين قدموا إلى المدينة مع بدء حفر قناة السويس وكانوا رجالا صالحين ومجاهدين قاوموا نظام السخرة وهونوا كثيرا علي العمال العاملين في الحفر وعلموهم الكثير من أمور الدين والدنيا فإلتف الناس من حولهم إلى أن ماتوا واحدا تلو الآخر وأطلق الأهالي على آخرهم لقب الأربعين ودفنوا جميعا فى مكان واحد فبنى أهل السويس لهم ضريحا فوق مقبرتهم الجماعية ومسجدا فى مطلع القرن العشرين الماضي بالتبرعات الذاتية في عام 1910م في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني وتم تجديد وتطوير المسجد والميدان المطل عليه بعد ذلك في عهد الثوره ليصبحا علي صورتهما الحالية مسجد وميدان سيدي الأربعين وقد سمى الحي المتواجد به المسجد والميدان بإسم حي الأربعين ….
ومن معالم مدينة السويس أيضا الموانيء الأربعة بها وأولها ميناء بور توفيق وهو أحد الموانئ المصرية التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر ويقع على ساحل البحر الأحمر بالمدخل الجنوبي لقناة السويس وتمتد حدود الميناء من منطقة رأس مسلة إلي رأس السادات علي خليج السويس ويرجع تاريخ إنشاء هذا الميناء إلى عام 1903م بمساحة أرضية قدرها 314 ألف متر مربع وطول الممر الملاحي له 1000 متر وعمقه 12 مترا وتبلغ المساحة المائية للميناء 158 كيلو متر مربع ويتضمن الميناء 13 رصيفا تصل إجمالي أطوالها إلى 2070 متر وعمق يتراوح بين 5.8 متر إلى 7 أمتار كما يشتمل الميناء على مخازن وساحات بإجمالي مساحة 44 ألف متر مربع أما عن الطاقة الاستيعابية للميناء فتبلغ 1.5 مليون راكب و1.5 مليون طن بضائع سنويا ويداوم الميناء العمل 24 ساعة يوميا في ثلاث ورديات وبهذا الميناء صالة سفر ووصول ركاب حيث توجد خطوط ملاحية منتظمة بينه وبين مينائي جدة وضبا السعوديين ويستخدمه البعض في السفر بحرا إلي السعودية لأداء العمرة وأيضا الكثير من المصريين العاملين بالسعودية ودول الخليج في سفرهم إلي عملهم أو عند العودة إلي أرض الوطن لقضاء أجازاتهم السنوية مصطحبين سياراتهم وأيضا يستخدمه الكثير من أبناء السعودية ودول الخليج عندما يفدون إلي مصر خاصة في فصل الصيف للسياحة والتسوق مصطحبين سياراتهم وحافلاتهم …..
والميناء الثاني بالسويس هو ميناء الأدبية وهو أيضا أحد الموانئ المصرية التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر ويقع على الشاطئ الغربي لخليج السويس وعلى مسافة حوالى 17 كيلو متر من مدينة السويس وهو يتكون من تسعة أرصفة تبلغ أطوالها حوالى 1840 متر وغاطس يتراوح بين 8 أمتار إلي 13 متر وتبلغ المساحة المائية للميناء 158 كيلو متر مربع وهى مساحة مشتركة بين ميناء الأدبية وبين ميناء السويس وبين ميناء حوض البترول كما تبلغ المساحة الأرضية للميناء 0.8 كيلو متر مربع والطاقة التصميمية الإستيعابية القصوى له 7.93 مليون طن بضائع سنويا أما الميناء الثالث بالسويس فهو ميناء الزيتيات وتبلغ المساحة الأرضية له 854 ألف متر مربع ويعمل الميناء علي مدار 24 ساعة يوميا وهذا الميناء يتم به إستقبال شحنات البوتاجاز والغاز الطبيعي والبترول اللازمة لمصر والقادمة من السعودية ودول الخليج ورابع موانيء السويس هو ميناء السخنة ويتبع أيضا الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر وهو يقع على الساحل الغربي لخليج السويس وعلى مسافة 43 كم جنوب مدينة السويس ويستوعب الميناء حاليا أكثر من 350 ألف حاوية وتبلغ مساحته الكلية 24.92 كيلو متر مربع منها مساحة مائية قدرها 3.4 كيلو متر مربع ومساحة أرضية قدرها 21.52 كيلو متر مربع كما يشمل منطقة جمركية مساحتها حوالي 1 كيلو متر مربع ويبلغ أقصى طول للميناء 7 كيلو متر وأكبر عرض للميناء 5.5 كيلو متر هذا ومن المتوقع أن يصل حجم الإستثمارات في الميناء إلى نحو 2.2 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة وذلك مع بدء تشغيل العديد من المشروعات في الميناء والتي تصل إستثماراتها إلى نحو 860 مليون دولار ومن بينها مصفاة لتكرير السكر والوقود النباتي ومصنع لإنتاج الأمونيا إلي جانب إنشاء أحواض وأرصفة جديدة طبقا للمخطط المعتمد للميناء وإستغلال الساحات الخلفية والأرصفة في الأنشطة الإستثمارية المختلفة ….. 
وقد تم إنشاء جامعة حكومية بمدينة السويس بصدور القرار الجمهوري رقم 193 لسنة 2012م بتاريخ 22 أغسطس عام 2012م بعد أن كانت هناك مجموعة من الكليات موجودة بالسويس تتبع جامعة قناة السويس وبذلك فهي تعد من أحدث الجامعات التي تم إنشاؤها في مصر وتضم الجامعة حاليا سبع كليات وهي كلية هندسة البترول والتعدين والتي أنشئت كمعهد عالي للبترول والتعدين سنة 1961م وكلية التربية والتي أنشئت عام 1981م وكلية التعليم الصناعي:والتي أنشئت سنة 1995م وكلية التجارة والتي أنشئت سنة 1997م و كلية العلوم والتي أنشئت سنة 2007م وكلية الثروة السمكية والتي أنشئت سنة 2009م وكلية الآداب والعلوم الإنسانيه والتى أنشئت سنة 2015م وتخطط الجامعة لإنشاء كليات جديدة مستقبليا هى كليات اللغات والحقوق والحاسبات والمعلومات وكذلك كلية للطب البشرى وكلية للصيدلة وكلية لطب الأسنان وكلية للتمريض بهدف إنشاء مجمع طبي متكامل تابع للجامعة كما أن الجامعة تنظر من منطلق المسئولية القومية بشأن تعمير سيناء فقامت بإفتتاح فصول لكلية التربية بطور سيناء لتكون نواة لكليات جديدة كخطوة لإنشاء فرع للجامعة بجنوب سيناء بمدينة الطور وقامت بالفعل محافظة جنوب سيناء بتخصيص مساحة من الأرض تبلغ 112 فدان من أجل تنفيذ هذا الهدف وذلك في إطار رؤية للجامعة تتمثل في مواجهة التحديات والتغيرات الكونية ومواكبة التكنولوجيا الحديثة هذا بالإضافة إلي تلبيه إحتياجات المجتمع ودفع قاطرة التنمية والتطلع لأن تكون الجامعة الوليدة منارة للعلم والبحث العلمى والتكنولوجيا الحديثة في إقليمها بصفة خاصة وفي مصر كلها بصفة عامة والعمل على إعداد خريج جامعي متميز وذو مهارات مهنية ومعرفية ولديه الرغبة فى الإبداع والقدرة على نقل المعرفة وتطبيقاتها من خلال الأعمال الإبداعية والبحث العلمى ومن أجل تحقيق ذلك تحشد الجامعة كامل طاقاتها وإمكانياتها البشرية والمادية بهدف تحقيق هذه الرؤية لكى تتميز وتتفوق علي غيرها من الجامعات المنافسة …..
وتوجد بالسويس مجموعة من المتنزهات والحدائق والتي تعتبر متنفسا لأهل المحافظة كلها حيث يقضون داخلها أيام الأعياد والأجازات منها حدائق بور توفيق الممتدة علي طول المجرى الملاحي لقناة السويس وحديقة الفرنساوى والتي تعد اقدم حدائق المحافظة والتي تحتوى علي أشجار ونباتات نادرة والتي تم إنشاؤها أثناء إفتتاح قناة السويس للعالم عام 1869م في عهد الخديوى إسماعيل وتم إطلاق إسم حديقة الفرنساوي عليها نسبة للقباطنة الفرنسيين الذين كانوا يعملون في شركة قناة السويس والذين كانوا يسكنون في منطقة بورتوفيق وتتميز منازلهم بأشكال هندسية وألوان مختلفة ومميزة وكان القباطنة الفرنسيون دائمي الجلوس داخل الحديقة وكانوا يهتمون بالأشجار التي يصل عمر بعضها لما يزيد على 100 عام وبعد تأميم قناة السويس أصبحت حديقة الفرنساوي تابعة لهيئة قناة السويس تشرف عليها وتهتم بها وأصبحت مزارا لكل المصريين ويتم تنظيم رحلات مدرسية لزيارة هذه الحديقة بداية من المرحلة الإبتدائية وحتى نهاية المرحلة الاعدادية كما أنه في بداية عام 2000م أنشئت حديقة مبارك التي تحول إسمها حاليا إلى حديقة الشهداء التابعة للجيش الثالث الميداني كما يوجد أيضا بالمدينة منتزة مفتوح بحي فيصل يسمي منتزة طيبة …..
ومن المعالم الأثرية بمدينة السويس يوجد قصر رائع يقع على ساحل كورنيش السويس القديم بمنطقة الخور وقد شيده محمد علي باشا والي مصر عام 1812م ويتكون القصر الواقع على البحر مباشرة من طابقين وقبة عالية على أفخم طراز من التصميم التركي حيث كان مقرا لأسرة محمد علي للإشراف على إنشاء أول ترسانة بحرية في مصر كما كان يقضي فيه والي مصر بعض شهور السنة كما كان مقرا للقائد إبراهيم باشا نجل محمد علي من أجل التخطيط للحملات المصرية إلي السودان والحجاز وأشرف منه على سفر جنود الحملتين وفي عهد الخديوى إسماعيل تم تخصيص جانب من القصر لإنشاء ثاني أقدم محكمة شرعية في مصر حيث تم إفتتاحها عام 1868م ولا تزال هناك لوحة رخامية تحمل تاريخ إفتتاح المحكمة معلقة أعلي مبني القصر إلى الآن ومع قيام ثورة يوليو عام 1952م صدر قرار جمهوري بتحويل ممتلكات العائلة المالكة إلى الدولة وأصبح القصر رسميا تابعا لديوان عام محافظة السويس وفي عام 1958م تم تقسيمه إلى أن يكون الطابق الأرضي لإدارة المرور والمحكمة الشرعية أما الطابق الأول فتم تخصيصه لقسم السويس والمباحث الجنائية إلا إنه تم نقل مقر المحافظة وكذلك إدارة المرور والمحكمة الشرعية من القصر بعد إنشاء مبان خاصة بهم عام 1982م ومنذ ذلك الحين أهمل القصر وتحول بعدها المبنى التاريخي إلى قصر مهجور محطم النوافذ والأبواب تسكنه الخفافيش والغربان والفئران وكذلك مأوي لأطفال الشوارع واللصوص وقد تم في بداية عام 2015م إتخاذ قرار بإعادة إحياء القصر وعقب الإنتهاء من أعمال النظافة والقضاء على ظاهرة الخفافيش الموجودة بالقصر منذ سنوات طويلة سيتم بحث الدراسات المطلوبة بالتنسيق مع مركز البحوث بوزارة الآثار في كيفية ترميم وإصلاح القصر التاريخي وتحديد سبل الإستفادة منه كما أن هناك دراسة بيئية وعمرانية للقصر يتم إعدادها من قبل المسئولين عن الترميم بوزارة الآثار من أجل وضع خطة علمية مدروسة لعملية الترميم والإصلاح …..
ومن أبرز أعلام ومشاهير السويس شهداء معركة المقاومة الشعبية ضد القوات المدرعة الإسرائيلية يوم 24 أكتوبر عام 1973م سعيد البشتلى قائد منظمة سيناء العربية بالسويس وبطل مصر في كمال الاجسام وإبراهيم سليمان وأشرف عبد الدايم وأحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين وغريب محمد غريب وحلمى حنفى شحاتة ومحمود عواد وأيضا من الأعلام والمشاهير المنتمين للسويس الدكتور محمد السيد غلاب أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة والشيخ حافظ سلامة والدكتورة أمينة الجندى وزيرة الشئون الإجتماعية السابقة والمهندس سامح فهمى وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق وشقيقه هادى فهمي رئيس إتحاد كرة اليد السابق وأحمد حلمي بدر محافظ السويس الأسبق وإبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الاهرام الأسبق والكاتب الصحفي عبد الستار الطويلة وعلى شحاتة نائب رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم وأحمد موسى سالم نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار وحسن شمس رئيس إذاعة الشرق الأوسط الأسبق والمخرج يحيى العلمى رئيس الإذاعة والتليفزيون الأسبق والفنانون الكبار إسماعيل ياسين وعماد حمدي ومحمد رضا والفنانة فتحية طنطاوى .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى