مقالات

معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها :المهندس” طارق بدراوى”** بيت مصطفي جعفر السلحدار **

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور
بقلم المهندس/ طارق بدراوى
** بيت مصطفي جعفر السلحدار **
بيت مصطفى جعفر السلحدار هو أحد البيوت العريقة الكائنة بشارع المعز لدين الله الفاطمي والذى يعد متحفا مفتوحا يذخر بروائع العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الفاطمية والأيوبية والمملوكية وهى فترة العصور الوسطى والتي تمتد من القرن العاشر الميلادى حتى القرن السادس عشر الميلادى علاوة على العصر العثماني ثم عصر محمد علي باشا والتي يبلغ عددها 29 أثرا والتي تنفرد برونق خاص من حيث جمال ودقة وتنوع وضخامة العمارة والزخرفة وتتميز ليس فقط بمساجدها الشامخة بل تضم أيضا مدارس ومدافن وبيمارستانات وأسبلة وكتاتيب وقصور وهي آثار تزخر بجمال المباني الأثرية والزخرفة المعمارية والروحانية الذي يشهد بروعة الفنان والمعماري المصري المسلم ويعد بيت مصطفي جعفر السلحدار واحدا من أجمل الآثار الموجودة بالشارع وهو يقع في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز بجوار بيت السحيمي الأثرى وقد بني هذا البيت مكان قهوة المواردي والتي كانت ضمن أوقاف الخواجة شهاب عطى وإشتراها الحاج مصطفى جعفر كبير أعيان تجار البن بوكالة ذى الفقار كتخدا وما يجاورها لينشئ بيته عام 1125 هجرية الموافق عام 1713م خلال العصر العثماني وقد تم تسجيله ضمن الآثار الإسلامية بوزارة الآثار تحت رقم 471 وهو مستخدم حاليا كمقر إداري لمنطقة شمال القاهرة للآثار الإسلاميّة والقبطية والتي يتبعها هذا الأثر التاريخي .
وللمنزل مدخلان أحدهما الرئيسي يفتح على حارة الدرب الأصفر والثاني مدخل ثانوي يعتقد أنه كان يطل على حارة خاصة بهذا المنزل والمدخل الرئيسى يغلق على فتحته مصرعان من الخشب مزخرفان بشريطين مستطيلين من النحاس وثبت كل منهما بمسامير ومدخل المنزل الرئيسي عبارة عن فتحة مستطيلة معقودة بعقد نصف دائري من صنجات مزخرفة بصف من المقرنصات يعلوه جفت حجري ذو ميمات مستديرة ومثمنة وعلي جانبيه زخارف هندسية عبارة عن مربعات ومعينات ويحيط بعقد المدخل جفت حجري ذو ميمات مسدسة ويكتنف المدخل من الجهة اليمني فتحة نافذة مستطيلة مغشاة بالمصبعات المعدنية وأما الجهة اليسري من المدخل فنجد بها أربع نوافذ مماثلة للنافذة الموجودة بالجهة اليمني وعلى الواجهة مجموعة من المشربيات البارزة الخاصة بقاعات البيت المصنوعة من خشب الخرط وعند الدخول من باب البيت الرئيسي نجد دهليز يوصل إلى الفناء الرئيسي للبيت وهو مربع الشكل تقريبا وتفتح عليه أبواب الطابق الأرضى وفتحات شبابيك الطابقين الأول والثانى ويسمي الطابق الأول السلاملك وهو مبني بالحجر المنحوت وااثاني مخصص للإقامة والمعيشة ويسمي الحرملك وهو مشيد من الطوب الآجر وهناك باب يؤدى الى سلم صاعد للطابق الثانى والضلع الشمالى الشرقى من الصحن به فتحة باب متوجة بعتب حجرى مستطيل نقش بداخله بيتان من الشعر نصهما ومن تكن لرسول الله نصرته إن تلق الأسد فى آجامها تجمى ومن تكن برسول الله نصرته الله حافظه من كل منتقمى أما القاعة السفلية فهي مندرة تتكون من قاعة وسطى وإيوانين ويلاحظ أنها غطيت بسقف خشبى على مستوى واحد يشتمل على براطيم خشبية ذات زخارف مدهونة وملونة ويرتكز السقف على إزار خشبى على شكل بائكة رباعية العقود زخرف بداخل كل عقد مزهرية ينبثق منها فرع نباتى يتفرع منه أوراق نباتية وزهور وقد كسيت أرضيتها بالرخام الملون المزخرف بزخارف هندسية وتتوسطها فسقية مربعة أرضيتها من الرخام الخردة الملون .

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى