مقالات

سلسلة معالم مصر التاريخية علي مر العصور يكتبها: المهندس” طارق بدراوى” ** متحف الفنان حسن حشمت **

يقع متحف الفنان حسن حشمت داخل الفيلا الخاصة به بمنطقة عين شمس والتي تبلغ مساحتها 1200 متر مربع تقريبا ويضم المتحف عدد 235 قطعة نحتية وخزفية بالإضافة إلى أصول بعض تماثيله ولوحاته الحجرية والخزفية وقد قام الفنان الراحل بإهداء متحفه إلى وزارة الثقافة في عام 1998م ويعد الفنان حسن حشمت واحدا من أبرز المثالين المصريين الذين إرتبطوا بالواقع المحلى ورائدا ومؤسسا لمدرسة فنية شديدة الخصوصية حيث أنه إتخذ من إبن البلد وبنت البلد محورا لأعماله النحتية كما أنه أول من أنتج التماثيل الصغيرة التى تعبر عن روح مصر بحاضرها وماضيها من خامة البورسلين والتى دخلت آلاف البيوت فى مصر والعالم من عام 1960م وحتى عام 1984م ثم إقتصر على إخراج التماثيل المتوسطة والحجرية الكبيرة بعد ذلك وحتي وفاته وجدير بالذكر أن متحف الفنان حسن حشمت قد تعرض للإهمال الجسيم عام 2006م عندما أزالت محافظة القاهرة جزءا من السور الخارجى للمبنى بهدف توسيع الشارع الذى يطل عليه المتحف ومنذ ذلك الحين بدأت وزارة الثقافة ممثلة فى قطاع المتاحف والفنون التشكيلية فى أعمال تطوير المتحف وهدمت المبانى الموجودة وراءه التى كانت تستخدم كورش فنية بهدف تحويلها إلى مبان إدارية للمتحف وأحضرت سيارات من الرمل والزلط وحديد التسليح وتم تفريغها فى حديقة المتحف ثم توقف العمل بعد ذلك وتركت القطع الفنية فى الحديقة محاطة بالرمل وحديد التسليح وبعد مطالبات من المهتمين بالمتحف بحماية القطع الفنية من هذا الإهمال تم تغليف عدد منها بأكياس بلاستيك وحاول هؤلاء الإستنجاد بالفنان فاروق حسنى وزير الثقافة حينذاك لإنقاذ المتحف ومقتنياته من الدمار لكن أحدا لم يجب على خطاباتهم المتتالية التى كان آخرها فى شهر يوليو الماضى فى الذكرى الرابعة لرحيل حسن حشمت وقالت الأسرة فى خطابها إن حشمت كان يتمنى منذ أكثر من 10 سنوات أن يرى المتحف وقد تحول إلى مزار ومدرسة لتعليم فن الخزف لكن للأسف أصبح من الصعب إطلاق إسم متحف على المكان وجاء فى الخطاب الذى أرسل إلي المسئولين إن الحديقة تحولت إلى مخزن لحديد التسليح الذى أصابه الصدأ ولا يصلح للإستخدام مطالباً الوزير بزيارة المتحف للإطلاع على حاله الآن وأشارالخطاب إلي أنه قد تم إرسال إستغاثة للسيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك لإنقاذ المتحف وأشار أيضا إلى أنه قد تم تلف وكسر لوحة جدارية ووضعها فى الحديقة إلي جانب تعرض الشهادات واللوحات الفنية للتلف بسبب الرطوبة وكسر بعض التماثيل وطالبت الأسرة بتغليف التماثيل ونقلها من الحديقة لحمايتها من آثار أعمال البناء فى المبانى المجاورة .
وقد قام قطاع الفنون التشكيلية والمتاحف التابع لوزارة الثقافة مؤخرا بداية من شهر مايو عام 2016م بالبدء في أعمال تطوير لمتحف الفنان حسن حشمت تضمنت تخصيص صالة للعرض الفنى وتجهيزات لنظم الإضاءة بالمتحف إضافة إلى تخصيص أرفف لتخزين أعمال الفنان حسن حشمت وقد كان سور حديقة المتحف منهارًا تماما ولذلك قام القطاع بإعادة ترميمه وتطويره من جديد إضافة إلى هذا يجرى حاليا عمل التجهيزات اللازمة لغرفة أفران الأعمال الخزفية ويستهدف القطاع إلي تخصيص المتحف لإقامة أنشطة ثقافية فنية وأيضا لإقامة ورش نوعية لأعمال النحت والخزف وغيرهماً وحيث أن المتحف مكون من طابقين فسيكون الطابق الأول مخصصًا للورش والأنشطة الفنية والطابق الثانى سيخصص للمقتنيات الشخصية للفنان حسن حشمت ومن المتوقع إنتهاء الأعمال المذكورة خلال العام الحالي 2017م بإذن الله .
والفنان حسن حشمت ولد عام 1920م بمحافظة المنوفية بمصر وهو خزاف له علاقة وثيقة بالنحت المصرى القديم من خلال تناول عصرى وله العديد من الجداريات والتماثيل في مواقع هامة بمصر ومختلف محافظاتها وكانت أعماله تعتمد على التشخيص والعلاقات الإنسانية خاصة في تناوله لشخصية الفلاح والفلاحة المصرية في إشارات تعبيرية لا تخلو من الرومانسية كما كانت معالجته للكتلة أقرب إلى حالة السكون والإسترخاء وقد حصل الفنان حسن حشمت علي بكالوريوس الفنون التطبيقية عام 1938م وقد فاز بمسابقة كانت جائزتها منحة لدراسة فن البورسلين بألمانيا الغربية مابين عام 1957م وعام 1958م ‏بعد عودته منح تفرغ من وزارة الثقافة لمدة 6 سنوات مابين عام 1958م وعام 1964م وكانت أبرز اعماله العديد من التماثيل الصغيرة التي كان أول من أنتجها والتى تعبر عن روح مصر بحاضرها وماضيها بحاسة البورسلين كما أن له العديد من الأعمال الحجرية والخزفية الكبيرة وقد شارك الفنان حسن حشمت في العديد من المعارض العامة حيث شارك في في معظم المعارض المصرية العامة والمتجولة في كثير من دول العالم من عام 1940م وحتي عام 1957م كما إشترك في صالون محبي الفنون الجميلة من عام 1939م وحتي عام 1975م ونال عنها بعض الجوائز. كما إشترك أيضا مع عشرة فنانين مصريين لتمثيل فن مصر في مهرجان الشباب الدولى بالعاصمة البولندية وارسو عام 1955م وبالإضافة إلي المعارض العامة فقد أقام الفنان حسن حشمت العديد من المعارض الخاصة بمصر والعالم منها معرض بقاعة علاء الدين بالقاهرة عام 1953م ومعرض آخر بالإسكندرية في شهر يناير عام 1954م بالإضافة إلي معارض خارجية في السويد ولبنان وبلجيكا والكويت والنرويج .
وقد حصل الفنان حسن حشمت علي العديد من الجوائز والأوسمة منها الميدالية الفضية ثم الذهبية من مسابقة الخزف الدولية بإيطاليا عام 1964م وعام 1965م والجائزة الأولى فى مسابقة دولية لعمل نصب تذكارى لكنيسة فى بلجيكا عام 1970م وشهادة الجدارة من أكاديمية الفنون عام 1980م كما كتب إسمه مع نبذة من أعماله ضمن الشخصيات المصرية البارزة فى الموسوعة القومية المصرية عام 1989م وفي عام 1995م حصل علي شهادة تقدير من وزارة الثقافة ُكما منح شهادة التكريم من وزير الثقافة كأحد رواد الفن التشكيلي المعاصر فى مصر في نفس العام وفي عام 2000م حصل علي جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة .
وكان من مساهمات الفنان حسن حشمت في خدمة المجال الثقافي أنه أهدى في عام 1988م وزارة الثقافة متحف بالفيلا التي كان يقيم بها في منطقة عين شمس ومصنعه المتكامل لإنتاج الخزف ومركزا ثقافيا لشباب منطقة عين شمس وما حولها كما أهدى مدينة العاشر من رمضان متحفا مفتوحاً على مساحة فدانين بحديقة الكفراوى به عدد 12 تمثال ولوحة حجرية كبيرة مع
متحف داخلى على مساحة قدرها 150 متر مربع به أكثر من 150 تمثال حجرى ومعدني وخزفي متوسط ولوحات تصوير زيتيه ليكون ذلك المتحف مدخلاً ثقافيا وجماليا لتلك المدينة الجديدة التى تعتبر بحق من علامات الصناعة والإقتصاد فى مصر وأخيرا في عام 1998م أهدى وزارة الثقافة متحفه بالفيلا رقم 24 شارع غرب الشريط بعين شمس وهو مزار للضيوف المصريين والأجانب من كل الدول وكذا أعضاء وضيوف سفارات العالم وكل الجمعيات الثقافية والمعاهد الفنية بجمهورية مصر العربية والمتحف به أكثر من عشرين تمثال ولوحة حجرية وخزفية كبيرة علاوة على مصنعه المتكامل لإنتاج الخزف بالدور الأول من الفيلا ليكون متحفا ومركزاً ثقافيا لشباب منطقة عين شمس وما حولها .

 

 

المهندس طارق بدراوي شهاب الدين

زر الذهاب إلى الأعلى