شخصيات

المؤرخ “محمد حمدان” يكتب : “ما لم يذكر في الاحتفالات بمعارك كفر احمد عبده “

عقب عملية هدم كفر احمد عبده بدا الفدائيين الانتقام من القوات البريطانية بشكل مكثف وبطريقة عنبفة الامر الذى جعل تلك القوات تفقد السيطرة فكانت الهجمات تنفذ بصفة يومية فبعد عشرة أيام فقط من هدم الكفر لم تستطع القوات البريطانية حماية طرق الامداد فتم مهاجمة المعسكرات وقطع الطريق بين محطة تكرير المياة ( الفلتريشن ) والمعسكرات علي اطراف السويس حيث كثف الفدائيين هجماتهم علي كل الاهداف الحيوية ونسفها اكقر من مرة خلال اقل من شهر وقطع خطوط المواصلات البرية والسكة الحديد التي تربط المعسكرات بالميناء 5 مرات وتدمير كوبري ( الكما منتو ) الذي يربط المعسكرات غرب الترعة بشرقها ونسف خطوط الاتصالات التليفونية 100 مرة في شهر دبسمبر وحده .
ومن بين أهم الهجمات التي نفذها الفدائيين عقب هدم الكفر عملية نسف شبكة الخطوط الموصلة لمحطة المياة يوم 17 ديسمبر عام 1951 رغم إحاطتها بشبكة من الأسلاك الشائكة بقصد حمايتها من هجمات الفدائيين وفي يوم 18 ديسمبر نجح الفدائيين مجددا في نسف نفس المحطة وخلال تلك الفترة استشهد خمسة من الفدائيين هما لملوم عبد الصمد بحيرى وفهمي عثمان ولم يتم التعرف علي الشهيد الثالث كما لم يتم انتشال جثتين كان قد غرقا في الترعة .
وفي يوم 20 ديسمبر قام رجال المقاومة الشعبية بتدمير كوبري ( الكما منتو ) تماما رغم الحراسة المشددة علية بلغمين شديدي الانفجار تسببا في انهيار الكوبري البالغ طوله 12 متر وعرضه وتسبب التدمير في عدم وصول الامدادت التموينية والعسكرية للمعسكرات .
وفي صبيحة عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر نجحت كتيبة البطل احمد عبد العزيز التي كان قائدها الفدائي مصطفي الجيار في نسف محطة تكرير المياة ( الفلتريشن ) مرة أخرى ومن شدة الانفجار اهتزت بيوت مناطق البراجيلي وكفر محمد سلامة وفي اليوم التالي 26 ديسمبر فاجأ الفدائيين القطار القادم من ميناء الادبيه بانفجار شديد مروع احدث فجوه في الارض بلغت 12 متر مربع بعمق 5 أمتار بعدها منعت القوات البريطانية تحرك هذا القطار الحربي وقدر الانجليز وزن اللغم الذي وضع تحت القطار بحوالي 72 كيلو جرام من مادة الجلنجايت وقبل ان يفيق البريطانيون من عملية نسف القطار تمكن رجال كتيبة الشهيد احمد عبد العزيز الابطال من نسف محطة خطوط الاتصالات السلكية والتي كانت مقامة في منطقة اليهودية
وفي أول يناير من عام 1952 تعمد الفدائيين تنغيص احتفالات العام الميلادي الجديد حيث قاموا بشن هجمات مباغته علي كافة المعسكرات ويحكي الحاج محمد عبد الوهاب المهدى رئيس حزب مصر القتاة بالسويس في تلك الفترة ان الهجمات بدأت في حوالي العاشرة مساءا واستمرت حتي الساعة الخامسة صباحا من يوم 2 ينايربعدها اجمع المراقبين ان عام 1952 لن يمر دون هزة كبيرة حيث بدا واضحا ان أيام الانجليز ستكون غير سارة بفضل الضباط المصريين الأحرار الذين كانوا عقدوا العزم والنية علي انطلاق ثورتهم المجيد في شهر يوليو المجيدة في هذا العام .

الكاتب محمد حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى