اخبار

حارة ممر الزرايب متاهات وروايات يسردهاالكاتب الصحفي : عاطف عبد الوهاب

 

مرت عصورا وأزمنة وتعاقبت حقب زمنية عاشت فيها قاهرة المعز أزهي عصورها وأيضا عانت في فترات متعاقبة من أطماع خارجية وتعرضت لإحتلالات مختلفة وبرغم ماسبق سرده فإن مدينة القاهرة مازالت تمتلئ بالأزقة والحارات وأماكن ضيقة للغاية لكنها شعبية ومتنوعة الأنشطة التجارية نتناول منها اليوم حارة قديمة جدا يطلق عليها (ممر الزرايب) تقع وسط حي شهير وتكتظ بعدة محلات تجارية تتنوع أنشطتها عشنا فيها أياما لنتعرف علي طباع هذه الحارة الغريبة حيث أن الغرابة هنا في طباع قاطنيها هذا الممر يتحكم فيه مدخل رئيسي واحد ضيق للغاية يدلف منه الرواد الراغبين في شراء مسلتزماتهم من تلك المحال التي يحتويها هذا الممر وبالرغم من ضيق المدخل الذي يبدأ بعدد متتالي من درك السلالم الرخامية حتي تصل من أعلي الشارع الرئيسي إلي حيز الممر تجد اناس تتشاحن وتتشاجر من أجل الفوز (بالزبون) يتخللها أحيانا تشابك بالأيدي. ناهيك عما يدور بين المحال المتواجدة بتلك الحارة تنظر يمينا ويسارا لاتشاهد سوي عمال المحلات متراصين يتسامرون في روايات مختلفة هذا يتحدث عن مباراة رياضية وتلك يروي قصة ما حدثت له أو لأحد يعرفه وذاك يتحدث في أمور دينية طارة وأمور خيالية طارة أخري .وتجد منهم الرويبضة والفقيه والناصح الأمين ونتسآل لماذا تواجدت هذه الفئات الطبقية؟ والجوال هنا نظرا للركود الإقتصادي وإنخفاض حركة البيع والشراء وتدني معدل إقبال المواطنين علي شراء مستلزمات أبناؤهم وأسرهم من الأجهزة الازمة نظرا للغلاء الذي تمر به الامة.وتدمر الزرايب أوحارة الزرايب لاتخلو من الشخصيات الاكثر شيوعا منهم (راشق أفندي) تلك الشخصية التي تقوم بإقحام نفسها في كل أمور الممر أيا كانت الأمور عامة سواء أو خاصة .وهناك أيضا ( عبده مشتاق ) ذلك الهمام المنتشي والذي يجادل ويحاور ويلقي بالفتوي في كل شيء بمجرد انك تنطق بإستفسار ما!!! وأيضا تجد شخصيات لئيمة بطباعها وأخري هادئة في حديثها..وعلي النقيض تجد بينهم العالم الفقيه الحاصل علي الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وقائم بإمامة أحد مساجد المنطقة وفي نفس الوقت يمتلك محلا تجاريا بهذه الحارة يطلق عليه إسما أزهريا يدل علي نقاء سريرته( أنوار التوحيد) وهناك أيضا إبناءا ذات أصولا صعيدية تمتاز بالأخلاق الحسنة يقابلك دوما بوجه بشوش وأدب جم يقوم بإدارة أحد محال الحارة وبالفعل هو رجل الحق كما يحمل المحل التجاري هذا الاسم..(الحق)…ولانغفل عن ذكر إسم له تاريخ وهو عنوان محلل آخر في واجهة الحارة يتسم بالنور وبالفعل يحمل إسم النور يمتلكه شاب ذو أخلاق حسنة يواظب علي امور ديننا الحنيف..وأيضا هناك شاب ريفي غاية في الأدب يدير محلا يتسم بالحكمة وآخر يتسم بالهدوء يمتلكه شاب يتسم بالهدوء أيضا وهوإسم علي نسمي كما يقال شميس ولا نترك أو نتناسي عائلة عوض وشبابها المتواجدين بالممر دوما لرعاية وإدارة محل يحمل إسم عائلتهم يتسمون بالفكاهة تبادل الأفيهات..وهذه الحارة عايشت فيها أيضا شاب ذات طراز نادر ضرب أروع الأمثال في الرجولة والجدعنة يطلق عليه في عموم الأنشطة كلها لمبي الرجولة…ويصادفك شخصيات فكاهية لاتخلو كلماتها من أية قافية ودائم إلقاء النكات زوقة المكان ومضحكه….قلب طيب وسن ضاحك ..وهناك العديد والعديد من مختلف الأشخاص العالم والمتأعلم والفقيه والمتفقه….التفاهم والذي بتصنع الفهم .تناقضات ومتاهات لم ندرك مداها حتي اللحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى