شخصيات

المؤرخ محمد حمدان يكتب: قصة صمود ( ام بيجو ) بالسويس

في يوم 28 ينايرعام 1974عقب ابرام الاتفاقيه الخاصة بفصل القوات المتحاربة بين المصريين والصهاينة حضرت الي السويس الكثير من وسائل الاعلام العالميه والمصرية المقروئة والمسموعة وذلك من اجل الاطلاع علي اخر تطورات الوضع في المدينة الباسلة التي تصدى شبابها ورجال قواتها المسلحة الباسلة للعدو الذى حاول اقتحامها . 
في هذا اليوم زار احد الوفود منزل السيدة فايقة إسماعيل قنديل الملقبه بـــ ( ام بيجو ) وسؤالها عن سبب وجودها في السويس فكان ردها عقويا .
رفضت ان أغادر السويس وان ترك منزلي كوني واحدة من ابناء حي الغريب وكان وجودى عدم خوف رغم ان العدو الاسرائيلي غدار ولم يكن يوما يعرف الرحمه وقد تعودت مع وحيدى الصغير ( بيجو) منذ اليوم الاول لعدوان يونيو 1967علي اصوات قصف المدينة اليومي بالمدقعينه والقنابل التي تلقيها الطائرات .
عشت مع المقيمين ولم اغادر المدينة بارادتي ولم يجبرني احد علي المغادرة حتي بعد انطلاق شرارة حرب التحرير في السادس من اكتوبر واسنمريت أقيم بمنزلي طوال فترة حصار السويس الذى استمر لاكثر من 100 في مدخل منزلي بجوارمسجد الخضر وفضلت البقاء في السويس بل وسعيت لدى المسئولين من اجل الانضمام الي طاقم التمريض بمستشفى السويس العام حتي أخفف من الآم المصابين والجرحي زكنت اعتقده ان مجرد ابتعادى عن السويس مدينتي التي اعشقها قد يسقطها في ايد العدو المعتصب ( كما كانت تعتقد )
قضيت كل وقتي في الاهتمام بشئون ابني ( بيجو ) وبيتي بجانب تربيتي لبعض الدواجن والطيورعلي سطح منزلي واتخذت من مدخلة مطبخا لتحضير الاطعمه والحلوى الشرقيه وبيعها للجنود والمقيمين من اهالي السويس المدنيين .
عشت اياما حزبنه كثيرة خاصه بعد ان قامت طائرات العدو الصهيوني ليلة 23 اكتوبر الاغاره على سطح منزلي ونحر كل طيورى ودجاجي بشظايا القنابل التي كانت قد القتها الطائرات علي سطح منازل الحي حيث لم يتبقي لي من الطيورغير خمس فرخات فقط من بين 60 فرخة والحمدللة طبختها وتبرعت بها للمجهود الحربي .
وفي شهر رمضان كما تقول اثناء فتره حصار السويس أمستغلت موهبتها في الطبخ وعمل الحلوى التي كانت تتتقنها وقامت طوال الشهرالكريم بصناعه الكثير من صاجات الكنافة والقطائف حتي يستمتع جنود وضباط القوات المسلحه والمقيمين من ابناء السويس بطعمها وعرفانا بدورها الوطنى هذا ردت لها الدوله الجميل عقب انهاء الحصار بان قررت لها معاشا شهريا قدره 315 جنيها ارتفع علي مر السنين وفي احد زيارات السيد ممدوح سالم رئيس وزراء مصر للسويس تم اهداها ايضا احد الاوسمه من الطبقة الثانية وشهادة تقدير عرفانا بدورها البطولي .
وكانت المفاجاءه عند زبارة وسائل الاعلام المصرية لمنزلها في احد المرات ان وجدوا داخل دولاب حجره نومها بقايا مخلفات الحرب عبارة عن دانة دبابة إسرائيليه صغير كانت قد عترت عليها داخل الدبابه التي دمرها الشهيد البطل ابراهيم سليمان امام كمين سينما رويال ظهر يوم 24 اكتوبر .
تحيه لكل سيده سويسيه صامدة عاشت ظروف الحاجه ( فايقه ) .. والي شخصيه نسائيه سويسية جديده قريبا انشاء الله ان كان في العمر بقيه

الكاتب محمد حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى