شخصيات

المؤرخ محمد حمدان يكتب : “ذكريات أكتوبر المنسية “

المشهد رقم ( 4 )
يوم 23 أكتوبر كان فجر جديد علي مدينة السويس قد حرك عقارب ساعة الكفاح لتسجيل صفحة جديدة من صفحات بطولات أهل السويس .
في هذا اليوم هبت نسمات النصر علي القلوب العامرة بالإيمان بعد إن التقي رجال منظمة سيناء إفراد المقاومة الشعبية بالشبح حافظ سلامة من اجل أداء الصلاة معه والتحدث إليه وما إن انتهت الصلاة فوجئ من في المسجد بحضور اللواء محمد بدوى الخولي محافظ السويس وقد جلس بجوار كرسي المقرئ يحيط به اللواء محي خفاجة مدير امن السويس في تلك الفترة وقال :
انتم تعلمون إن قواتنا المسلحة عبرت القناة واستولت علي خط بارليف وحققت انتصارات أذهلت العالم إلا إن القوات الإسرائيلية استطاعت عمل ثغرة وتمكنت من الوصول إلي قرية الشلوفه والي ميناء الادبيه وهم يبعدان عنا حاليا بحوالي 12 كم وجئت هنا لأطمئنكم إن قواتنا تحاصر تلك القوات وأطالبكم بالهدوء والثبات ثم هم بالخروج من المسجد الي بيت محمد علي صاحب محل البقاله الكائن بحارة شميس بالاربعين الذى اتخذ فيما بعد مقرا له /
تلك كانت لحظه تاريخية أسرع بعدها الفدائي البطل اشرف عبد الدايم وزملائه الي الاعتماد علي انفسهم وتجهيز أسلحتهم وذخائرهم ومغادرة المسجد إلي مداخل المدينة لسدها بالمتاريس ولكن تعذر العثور علي معدات كافية لضيق الوقت .
المشهد رقم ( 5 )
تسلم كل متطوع سلاحا وكمية من الذخيرة كان قد أعدها لهم رائد الشرطة البطل نبيل شرف نائب مأمور قسم السويس ونقيبي الشرطة عاصم حمودة وأسامة العصرة بعد انضمامهم الي صفوف المقاومة الشعبية .
علي الجانب الأخر في حي السويس كان البطل محمود عواد قائد المقاومة الشعبية بالمدينة قد حدد لقادة الكمائن من رجال منظمة سيناء العربية مواقعهم حيث كلف الفدائي غريب محمد غريب وإفراد كمينه التمركز في المنطقة من أول ميدان الإسعاف بالأربعين حتي ترعة المغربي بينما كلف البطل احمد أبو هاشم ورجالة بالاستعداد واليقظة من عند كمين مزلقان البراجيلي وحتي محطة مياه الشرب بالقرب من كفر احمد عبده القديم اما في منطقه كوبري الهويس فكان هناك كمين قوى من رجال قواتنا المسلحة البواسل المكلفة بتلك المنطقة .
خلال دقائق كان كل مواطن قادر علي حمل السلاح قد اتخذ لنفسه موقعا في اى مكان قريب من العدو , كل بطل كان قائدا لنفسه تصرف حسب ما يمليه علية واجبة الوطني حيث لم يكن هناك وقت للانتظار أو لتلقي الأوامر .
مع غروب شمس هذا اليوم كانت السويس قد شهدت اكبر ملحمة في التاريخ كل إبطالها من فئات الشعب البسطاء في عدة ساعات اختلط الجنود بالفلاحين والفدائيين بالمتطوعين والعمال والمكلفين بأصحاب الحرب والصيادين الجميع سارعوا من اجل حمل السلاح والقنابل لا يشغلهم شئ سوى التصدي لقوات العدو . كان مشهدا مثيرا جعل كل مواطن يسترخص روحة دفاعا عن الوطن .
فدم رجال المقاومة في السويس الكثير من التضحيات في اسمي معانيها وكتبوا بدمائهم اغلي صفحات المجد والتي سنقرأ عنها قريبا ان كان في العمر بقية .
الصور :
1 – الحشود التي خرجت لملاقاة الجيش الأسرائيلى في الأربعين
2 – محمود عود بالاربيجية
3 – البطل اشرف عبد الدايم

الكاتب محمد حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى