اخبار

ردود فعل واسعة النطاق بين الكنائس بعد جريمة قتل الأنبا أبيفانوس

كتب : محمدالسمان

استيقظ المصريون صباح أمس علي جريمة هي الأولي من نوعها في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهي قتل رئيس دير أبو مقار الأنبا ابيفانيوس بأداة حادة، حيث قام الجاني بضربه من الخلف وهو خارج من قلايته الخاصة الي الكنيسة لمشاركة الرهبان في الصلاة، وفقاً لتقرير الجهات الرسمية.

وأثار وجود جزء من رأس الأنبا المقتول ملقى علي بعد أميال الشك في وجود شبهه جنائية في الوفاة،علي الفور تم تبليغ الجهات الأمنية بالواقعة، وابلاغ المقر البابوي ، إثر ذلك أمر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بإرسال اثنين من الأساقفة وسكرتارية المقر البابوي لكشف الواقعة ومساعدة فريق البحث الجنائي الذي يحاول فك لغز القتل.

مصادر بالدير أكدت أن القاتل استغل تعطل كاميرات الدير، وقام بالتسلل داخل الدير لينفذ جريمته وآخرون يرون أن القاتل مايزال داخل الدير.

فريق البحث الجنائي أمر بعدم دخول أوخروج أحد من الدير وقام بتمشيط محيط الدير داخلياً وخارجياً والتحقيق مع كافة الأفراد والقري المجاورة،فضلا عن قيام الطب الشرعي بتشريح جثمان القتيل وفحص سبب الوفاة.

ويعتبر الأنبا أبيفانيوس الراحل رئيس دير أبو مقار، أحد تلاميذ الأب متي المسكين والملقب بأسطورة التعليم وكان أحد أبرز القيادات الكنيسة وله العديد من المؤلفات والكتب التي تدرس في الفاتيكان .

دير أبو مقار، في عهد البابا شنودة، لم يكن خاضعا لرأس الكنيسة بل كان منفصلاً عن الاديرة الأخري، وهناك عدة اختلافات بين الراحل البابا شنودة والمتنيح الأب متي المسكين وعندما رحل الاثنان سعي البابا تواضروس لاحتواء الدير وضمه ضمن الأديرة ليكون خاضعاً لرئاسة الكنيسة، وقام بتعيين الأنبا أبيفانيوس رئيساً للدير خلفاً للأب متي المسكين ليكمل مسيرة رئاسة معلمه في رئاسة الدير، ووفقاً للعديد من الكتب فإن الأب متي المسكين كان مقرباً جدا للرئيس الراحل أنور السادات وكان عاملاً قوياً في احتواء الأزمة بين السادات والكنيسة.

بالأمس رحل الرجل الثاني بعد متي المسكين، وأحد تلاميذه غارقاً في دمائه، وسط غموض تواصل الجهات الأمنية محاولة فك ألغازه، وسط صمت الكنيسة وعدم التحدث في واقعة القتل

الفاتيكان يعبر عن استيائه

اعلنت الفاتيكان عن استيائها من واقعه القتل غير المسبوقة داخل الدير متمنية الوصول لمرتكبي الواقعة.

وسادت حالة من الحزن الشديد بين أساقفة الكنيسة الكاثوليكية، وقال الأب هانى باخوم، المتحدث الرسمى لها،‏ إن البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، أرسل برقية إلى قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، للتعزية فى وفاة الأنبا إبيفانيوس.

وقال الأنبا إبراهيم إسحق فى برقيته: “استقبلنا خبر وفاة الأنبا إبيفانيوس بمشاعر يملؤها الحزن والرجاء فى القيامة والحياة الأبدية، ولذا باسم الآباء المطارنة الكاثوليك بمصر ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، وبالأصالة عن نفسى نشاطركم هذه اللحظات ونطلب من الرب أن يتقبله بوافر رحمته بين جوقة القديسين ويعزى قلوبكم ويؤهلنا جميعًا لرفع فى كل حين نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس”.

الكنيسة فقدت معلما وابا جليلا

بدوره أرسل المطران الدكتور منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية في مصر والقرن الإفريقي، الأحد، رسالة تعزية للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في وفاة الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير أبومقار بوادي النطرون.

وقال مطران الكنيسة الأسقفية في البرقية إن الكنيسة العامة فقدت خادمًا أمينا لله، وأبًا مخلصًا من أبناء الكنيسة، ومعلمًا جليلًا تميز بالتواضع والزهد، لكن عزاءنا أنه في أحضان المسيح، نسأل الله أن يملأ قلوبنا جميعًا بالسلام.

فيما تقدم المركز الثقافى الفرنسيسكانى بالتعازى فى وفاء الأنبا أبيفانيوس، حيث قال الأب ميلاد شحاته مدير المركز: “بحزن شديد استقبلنا خبر انتقال صاحب النيافة الأنبا أبيفانيوس، ولا نجد كلمات نعبر بها عن حزننا لفقدان أب و أخ وعالم جليل”. وتابع “وداعًا يا رجل الله.. عشت كمعلمك وسيدك ومخلصك يسوع المسيح، وديع ومتواضع القلب”.

على جانب آخر، أرسل الدكتور أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، برقية عزاء لقداسة البابا تواضروس الثانى، وقال زكى فى برقيته: “نتقدم بخالص العزاء فى وفاة الأنبا أبيفانيوس، العالم الجليل، رئيس دير أبو مقار بوادى النطرون، ونصلى أن يمنحكم الرب العزاء والصبر”.

بينما نعى الراهب القمص سيرافيم البراموسى مدير مدرسة الإسكندرية الأنبا أبيفانيوس، قائلا المسيح قام عاد إلى موطنه.. إلى مسكنه، والآن هو ينعم برؤية من سار خلفه بإيمان طوال الحياة.. هو يرى ملامح من ارتسمت ملامحه على محيّاه، والآن يسبّح للاسم الحسن الذى كان شغفه ليل نهار.. هو يدرك ما كان يسعى إلى إدراكه ليال طوال فى الصلاة والدراسة.. هو يطفر فى رحاب القديسين بلا هم – ألمٍ – تثقّل أو حزن فيما بعد، الآن يقلّد الاسم الجديد ليملك مع من قبل أن يكون مِلكًا له”.

وتابع الراهب القمص “نطلب نياحًا للروح الطاهرة الوديعة النقيّة، وسلامًا وعزاءً لكل من عرفه أب مخلص فى تبعيته للمخلّص نياحة أنبا أبيفانيوس (أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار)”.

كما نعى القمص زكريا البراموسي راعى الكنيسة القبطية فى المكسيك الأنبا أبيفانيوس، قائلًا: “ذهب ليستريح نيافة الأنبا أبيفانبوس واحد من علماء القبطيات، حيث تربطنى به محبة منذ عدة سنوات”. وتابع: “الذى أعانك يعيننا ، فقد سمعت بخبر انتقاله بعد القداس فقلت طوبى لمن يموتون الرب”.

فيما أرسل بطاركة العالم للطوائف المسيحية برقية تعزية للشعب المسيحي في مصر في رحيل احد تلاميذ الأب متي المسكين معربين عن أسفهم لهذا الحادث الأليم وأعلنوا في عدة بيانات منفردة بحزن شديد استقبلنا خبر انتقال صاحب النيافة الأنبا أبيفانيوس، ولا نجد كلمات نعبر بها عن حزننا لفقدان متابعين ” “وداعًا يا رجل الله.. عشت كمعلمك وسيدك ومخلصك يسوع المسيح، وديع ومتواضع القلب”.

زر الذهاب إلى الأعلى