شخصيات

المؤرخ محمد حمدان يكتب: بــ”عمار يا سويس”عن الشاعروالفنان السويسي”محمد شطا”

بقلم المؤرخ / محمد حمدان

شخصية اليوم شاعر قدير ورسام مبدع وموسيقي فذ اتخذ من ادواتة الفنية الكثيرة وسيلة من اجل خدمة مجتمعه وإصلاح نقائصه فقدم عبر ادواتة الفنية المشار إليها وتجاربه الشخصية فنا رائعا وفلسفه ساخرة حيث ترك في تكويني الصحفي شخصيا بصمة عميقة .. وامام تلك الشخصية المتميزة كان لابد ان يتوثب الفضول والبحث غن جذورهذه الشخصية النادرة .
شخصيتنا اليوم فنان مبدع متعدد المواهب اسمه في سجل المتميزين محمد كامل فتحي شطا ولد في مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية عام 1936 ولقب بمحمد شطا نسبه إلي اسم القرية التي شهدت طفولته ورحلة صباة .
تلقي تعليمه الأولي بكتاب قريته وما ان عرف مبادئ القراءة والكتابة حتي التحق بالمدرسة الابتدائية ثم الإعدادية إلي إن أتم تعلميه بمدرسة المطرية الثانوية الصناعية التي حصل منها على دبلوم اتمام المرحلة الثانوية الصناعية عام 1955
حضر إلي السويس وهو في العشرين من عمرة بعد إن استدعي من اجل المشاركة في مسابقة اختيار موظفين جدد للعمل بإدارة جمارك السويس وبعد اجتيازه الاختبارات المطلوبة عين موظفا بقسم الصادرات والواردات .
في السويس تعرف علي شعراء المدينة وأدبائها وحضر معهم الندوات الادبيه التي كانت تعقد أسبوعيا في النادي الاجتماعي القديم بالملاحة فكان رحمه الله عليه شاعرا مبدعا متميزا رثى نفسه قبل وفاته بقصيدة عنوانها ( رثاء ) وكان ايضا موسيقيا قديرا ورسما متمكن من ادواتة استطاع بريشته رسم الكثير من معاني الحب والحزن والموت والخوف من لمجهول .
غادرالسويس عام 1963 إلي مدينة حلوان في القاهرة بعدما تمكن من تحويل أوراقه من وزارة المالية إلي وزارة الصناعة حيث عمل بنفس درجته الوظيفية في شركة الحديد والصلب المصرية وما إن حط رحالة في القاهرة حتي انطلق إلي عالم السياسة حيث انضم الي صفوف الحزب الشيوعي المعروف باسم (حدتو ) جالس معظم السياسيين المصريين في تلك الفترة وبات صديقا حميما للدكتوررفعت السعيد صاحب كتاب ( مجرد ذكريات ) الذي ذكرالشاعر محمد شطا فية بالسياسي السويسي النابغة ووصفة بانة أفضل شاعرسويسي .
كان رحمه الله عليه شاعر متمردا غزيرالإنتاج وكانت لغته الشعرية سلسة متدفقة المشاعر الانسانيه عكست سجيته المتحررة من كل التقاليد القديمة .
نظم العديد من القصائد كانت اشهرها بعنوان ( الروح والجسد ) قال فيها :أنا لست شيطانا خبيثا فاجرا / بل لم أكنْ يوما ملاكا طاهرا .
وتميز شعر الفصحه عنده كذلك بالوضوح والمعاني الصادقة وله قصيده منشورة علي صفحات مجمع البابطين السعودي الثقافي بعنوان (غربتي الخرساء ) قال فيها :عدت وحدي من جديدٍ أقطع الدرب الطويل / في قفار الغربة الخرساء مجهولَ الرحيل
كان رحمة الله علية كثير المواهب متفوقا في العزف علي الكثير من الآلات الموسيقية كـــ ( الهارمونيكا ) والاكورديون وأجاد كذلك فن الرسم بالقلم الرصاص وكتابة الخطوط بأنواعها و لم يعش رحمة الله علية طويلا حيث غادر دنيانا عام 1965 ليلة زفافه ثاني أيام عيد الفطر المبارك وهو مازال في مقبل العمر عندما دخل حمام منزلة من اجل أخذ ( حمية العيد ) استعدادا لفرحة في السويس ومع إغلاقه باب الحمام حتي احترق الأكسجين وانبعثت الغاز من الو أبور العتيق حتي اختنق رحمة الله علية وفارق الحياة وكان المحاسب احمد حلمي بدر محافظ السويس عام 1978 قد منح اسرتة شهادة تقدير ودرع المحافظة نظير ما قدمه من إعمال خالدة تسلمها شقيقة الدكتور عادل شطا احد اطباء السويس الكبار ويحتفظ شقيقه حاليا بعدد من الدواوين التي نظمها الفقيد ولم تنشر بعد من بينها ديوان ( الحلم الأخضر ) و ( غداة الحلم ) و ( خفقات القلب ) بجانب مسرحيه شعرية عنوانها ( حنين شاعر ) .
رحمة الله علي المبدع محمد شطا والي شخصية اخرى قريبا انشا الله ان كان في العمر بقية .

الكاتب محمد حمدان

زر الذهاب إلى الأعلى