مقالات

د. محمود سطوحي يكتب : “الحسن والشطارة “

الحسن والشطارة 
لازالت علاقة الرجل بالمرأة متأثرة إلي حد كبير بالثقافة المتاصلة التي رسختها حواديت ست الحسن والجمال والشاطر حسن…المتوارثة عبر قرون…..فقد تغيرت الحياة عبر القرون ولم تتغير فلسفة هذه الجواديت…ولازالت هذه الحواديت تشكل البيئة التحتية لأذهان الرجل والمرأة في كثيرمن المجتمعات المحلية بدرجات متفاوته…

كما تركز هذه الحواديت أن المرأة ذات الحسن والجمال هي غالبا أميرة أو من أسرة مالكة ويأتي الرجل ساعيا إليها من أجل حسنها وأيضا من أجل مكانتها….ولكي يحصل الرجل علي هذه الجائزة عليه أن يكد ويبدع ويستحضر شطارته..بنما لا يتعدي دور المرأة سوي التجمل والتزين وهي قابعة في بيتها أو قصرها في إنتظار فارس الأحلام…
فهذه الحواديت ترسخ لمبدأ أن الرجل هوالذي يتميز بالشطارة والإجتهاد وهو الذي يسعي للعمل بينما تهتم المرأة بحسنها وزينتها حتي تعجب الرجل ..وهي معادلة خاسرة للطرفين ولا تؤدي إلي علاقات حب سوية وعادلة بين الطرفين..
لاشك أن المناخ الإجتماعي الذي أنشأ هذه الأساطير لم يعد له وجود ورغم ذلك فهذه الأساطير لازالت تسيطر علي كثير من العقول…وهي تؤدي إلي نتائج تعيق تطور المجتمع نحو علاقات سوية..وترسخ دائما أن المرأه هي هدف أو فريسة الرجل.. وترسخ أيضا أن الرجل هو صاحب الأمر والنهي…والمرأة هي صاحبة السعادة والحسن والجمال…
لقد تغير الوضع الإجتماعي للمرأة والرجل فأصبحا كيانان متكافئان كلاهما يسعي للشطارة وعلي ذلك لا يجب أن تتنتظر المرأة الفارس الذي يأتي لنتشلها من أوجاع الحاضر إلي أحلام المستقبل….ولكنها رحلة مشتركة للإثنين معا يكتشفان فيها الحياة من خلال إكتشاف كنه أنفسهما ومعني حياتهما علي وجه الأرض…لم يعد الأمر مجرد مقابلة حسن المرأة بشطارة الرجل…ولكن الأمر أصبح مقابلة شطارة الرجل والمرأة بحسن وجمال الحياة…

.

د . محمود سطوحي

زر الذهاب إلى الأعلى