اخباردليل القراء للاستشارات *التنمية البشرية*عاجل

الثقة بالنفس(سلسة من اجمل ما قرأت)

كتب / محمد محمد احمد

الثِّقة بالنَّفس عبارة عن قول، وعمل، واعتقاد جَنان، مثل الإيمان، فهو عبارة عن قناعات تستقر في القلب (الجَنان) وكلمات ينطق بها اللسان، وحركات تأتي بها الأركان .
القناعات يمكن تلخيصها من خلال معادله مجموعة في كلمة واحدة هي (لقطات) وهي قناعات مهمة  لابدَّ لكلِّ شخص واثق من نفسه أن ْيتبناها.

أمَّا (اللام) فتعني ألاَّ ترضى لأحد أنْ يصفك بوصف لا يليق، كأنْ يقول لك شخص ما (أنت فاشل) فتقول له (لا) لابدَّ من تحديد مواطن الفشل، ولاتطلق الكلمة على عمومها.

وأمَّا (القاف) فتعني قبول النَّقد، إذ لابدَّ أنْ يكون لديك قناعة بأهمية قبول النَّقد البنَّاء دائمًا وأبدًا، فالنَّقد البنَّاء مهم لتصحيح المسائل، لأنَّ البشر يقعون في الأخطاء، فكل ابن آدم خطَّاء، ولابدَّ من قبول النَّقد البنَّاء لتصحيح الوضع في أي مسألة، حتى نتخلص من نقاط الضَّعف في شخصيتنا ونقوي نقاط القوة.
أمَّا (الطَّاء) فتعني طلب المساعدة متى ما احتجت إليها، والمساعدة هنا يجب أنْ تكون ضرورية، ولا يعني طلب المساعدة أنْ  تقع مني ورقة، فأطلب من أي شخص أنْ يناولني إياها، فهذا لم يكن هدي الرَّسول ولا الصَّحابة، بل كان الصَّحابي على حصانه يسقط منه السَّوط ،فلا يطلب من أحد أنْ يناوله إياه،وإنَّما ينزل ويأخذه بنفسه، بل المقصود هو طلب المساعدة الضَّرورية، كأنْ تكلف بعمل مهم، وتتعطلت سيارتك في الطَّريق، عندها عليك أنْ تخرج وتطلب المساعدة لأنك محتاج إليهم، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، والأحاديث التي تشير إلى السَّعي في تحقيق حاجات النَّاس كثيرة.
أمَّا (الألف) فتعني الإشادة بجهود الآخرين، ولابدَّ لك أنْ تشيد بجهود الآخرين، وتقول لهم شكرًا، جزاكم الله خيرًا، وغير ذلك من طرق شكر الآخرين، فلنفترض أنَّك قمت بإعداد بحث، وتعبت في إعداده، وقدمته إلى رئيسك في العمل، ثمَّ أخذه منك ووضعه في الدُّرج دون أنْ تسمع منه كلمة شكر واحدة، عندها نقول إنَّ هذا المسؤول فيه شي من الغرو، لإنَّه لابدَّ من الإشادة بجهود النَّاس.
أمَّا (التَّاء) فتعني توجيه النَّصيحة بطريقه صحيحة، وعدم جرح الشَّخص الذي أمامك، فالدِّين النَّصيحة، لأنَّ توجيه النَّصيحة صفه أصيلة من صفات الشَّخص الواثق من نفسه.

هذا تفصيل معادلة (لقطات) وهي تلخيص للقناعات التي يحبب أنْ يتناها الشَّخص الواثق من نفسه، من المهم الاشاره هنا إلى بعض القناعات التي لم تذكر سابقاً وهي مهمه في عصر كّثر فيه التشاؤم واليأس من هذه القناعات:

التَّفاؤل: عليك أنْ تكون متفائلاً  دائمًا وأبدًا، ذات مرة كنت في دورة، وكانت الدَّورة  في المساء، فجاءني أحد الأخوة وقال لي: صبَّحك الله بالخير دكتور.

فقلت له: أظنك مضيع، الدِّنيا ليل.

فقال لي : لا،بل صبَّحك الله بالخير يادكتور.

فقلت لهه: لماذا؟  فالدنيا ليل، وليس صباح .

قال لي: بل، صبَّحك الله بالخير،  لأنِّي أريد أنْ أكون متفائلاً.

فقلت له: وماوجه التَّفاؤل فيما تقول!

قال لي: أسمعت قول الشَّاعر:

صبَّحته عند المساء فقال لي              أتهزأ بقدري أم تريد مزاحًا

فأجبتة إشراق وجهك غرَّني              حتى توهمت المساء صباحًا

ياسلام على التَّفاؤل الموجودين في هذين البيتين.

على سبيل المثال: لوآتيكم بمنظر للشَّمس في الأفق، ولانعلم أهذا منظر شروق أم غروب، وسألتكم: (هل هذا منظر شروق أو غروب) فإنَّ الشَّخص المتفائل يراه منظر شروق، لأنَّ الشَّروق بداية الحياة، وبداية جديدة.
إذا أتيتكم بكأس ربعه ماء، وقلت لكم صفوه لي بطريقه تفاؤل، فإنَّ المتفائل سيقول هذا الكأس ربعه ماء، وأمَّاالشَّخص المتشائم فسيقول: (ثلاثة أرباع الكأس هواء فارغ من الماء) فالمتفائل له نظرة لكلِّ مافيه فائدة ومنفعة.

سنتناول الآن شعارات ينبغي أن نخطها على ورقه ونعلقها على الجدران حتى تحفر في أنفسنا، وعقولنا، وتزيد من ثقتنا بأنفسنا وهي:

الشِّعار الأول : (تحدث براحة وبكل صراحة ): تحدث بصراحة وراحة إذا أردت أنْ تخاطب، لتكن طبيعيًا واجعل الكلمات تخرج من فمك بطريقه عفوية، لأنَّ الأصل في النَّاس اللذين تخاطبهم أنَّهم يتمنون النَّجاح لك، النَّاس لاتحب أنْ يقع المحاضر في خطأ، وتتمنى النَّجاح لكلِّ من يلقي كلمهة أمامهم.

الشِّعار الثَّاني: (ثق بنفسك ولوحدك): إذا كنت وحيدًا في البيت، فإنَّ الوحدة ستجلب الخوف، والخوف يجلب زعزعه في الثِّقة، فالخوف يخلخل الثِّقة.
الشِّعار الثَّالث: (ابذل ما في وسعك لبثِّ الثِّقة في نفسك): بثُّ الثِّقة في النُّفوس، ليست كلمات ونصائح تسمعها فقط، بل ينبغي أنْ يعقبها ممارسة تتعود عليها،  لا تتوقع أنْ تكون واثقًا من نفسك بين ليله وضحاا، فالأمر ببحاجة إلى قرار حاسم، تدرب على ذلك على مدى واحد وعشرين يومًا في المتوسط كما يقول علماء النفس، استبدل صفات حسنة بكلِّ الصفِّات السِّيئة.
الشِّعار الرَّابع (شعارك): (سجل الانجازات في دفتر الحسابات): سجل الإنجازات في دفتر الحسابات كلَّ ليلة قبل أنْ تنام، أقم مع نفسك مؤتمرًا صحفيًا،  سجِّل في هذا المؤتمر على ورقة جميع إنجازاتك في اليوم، وعندما تحس أنَّ ثقتك في نفسك تزعزعت، ارجع إلى هذا الدَّفتر وشاهد إنجازاتك فترتفع وتنتعش ثقتك بنفسك.

الشِّعار الخامس: (اعمل بحماس، ولا تخشَ رأي النَّاس):عليك أنْ تكون محتسبًا، عليك أنْ تكون محفزًا،  اعمل بحماس دائم، ولا تخش رأى النَّاس، وحفِّز النَّاس.
الشِّعار السَّادس: (اطلق العنان لحلمك الرَّنان):  لاتبخل على نفسك بالأحلام، لتكن أحلامك، وأمانياتك، وآمالك كلها رنانة، فهناك فرق بين الهدف والحلم، فالهدف هو كيف تصل، وأمَّا الحلم فإلى أين تريد أنْ تصل، فالفلكي إذا سألته: (ماهو هدفك؟) فسيقول: (هدفي أنْ أصل إلى كوكب المريخ عام (2015م)) هدف محدد بالمكان، والزَّمان ،والأشخاص، أمَّا إذا سألته: (ماهو حلمك؟) فسيقول: (أريد أنْ أذهب إلى مجرات أخرى، واكتشف مجرات أخرى  في هذا الكون) احلم أنْ تكون مديرًا، أو طبيبًا، أو، أو، أو … فالأحلام بالمجان.
الشِّعار السَّابع: (ليكن لديك قناعات بترويح النُّفوس ساعات): فالنُّفوس تمل،و يجب مراعاتها،  وترك  شيئًا من الرَّاحة لها.

الشِّعار الثَّامن: (قدِّم العطاء واحرص على الثَّناء): احرص على ثناء النَّاس حتى تسجله في دفتر الانجازات، فالهدف من هذا الثَّناء ليس التَّفاخر أو الرَّياء، إنَّما الهدف منه أنْ يعطيك دفعة قوية وجديدة، لتحصِّل مزيدًا من الإنجازات، فالعطاء يرفع المعنويات ولغة النَّفس لأعلى مستوى.
الشِّعار التَّاسع: (لا تحزن على ما فاتك، وخطِّط لحياتك): لا تعشْ ماضيك المؤلم، دع ماضيك وانسه، ثمَّ انطلق نحو مستقبل مشرق.

الشِّعار العاشر: (عمِّر ولا تدمِّر): وليكن دائمًا شعارك أنْ تعمِّر الثِّقة في نفوس النَّاس، ولا تتشاءم كنْ على الدَّوام متفائلاً.

الشِّعار الحادي عشر: (كن عالي الأخلاق، وتجوَّل في الآفاق): لابدَّ أنْ تعتقد بسمو الأخلاق، لأنَّه كلَّما زادت أخلاقك، كلمَّا زادت ثقتك بنفسك، فالدِّين معاملهة، والرَّجل بحسن خلقه يصل درجات صائم النَّهار وقائم الليل كما أخبر بذلك الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.

الشِّعار الأخير: (كنْ مع التَّجديد على المدى البعيد): لابدَّ أنْ تعتقد بأهمية التَّجدي، التَّجديد، والابتكار، والإبداع.

  • أنواع الثِّقة بالنَّفس:

هناك نوعان من الثِّقة:

  1. الثِّقة الجوهرية: وهي المتصلة بكيان الشَّخص، وهذا النَّوع من الثِّقة يحتاجه الإنسان في كلِّ وقت وفي جميع الظُّروف، وهذه الثِّقة ضرورية لكلِّ إنسان مهما كان الموقف بسيطًا، فلو طلب من إنسان مثلاً أنْ يتعلم علمًًا من العلوم، وليكن الحاسب الآلي، ورفض أنْ يتعلم متذرعًا بأنَّه لا يعرف هذا العلم ويصعب عليه تعلمه، فهذا الإنسان فاقد للثِّقة الجوهرية بنفسه، ولكنه لو قال إنَّه لا يستطيع الآن، ويحتاج إلى وقت حتى يتمكن من تعلمه، فهذا الشَّخص قد تهتز ثقته لفترة قصيرة، ولكنه مع الممارسة والتَّعود يمكن أنْ يثبت نفسه.

  2. الثِّقة الموقفية: وهذه تتعلق بالمواقف الاجتماعية التي يجابهها الشَّخص.

  3. التَّأنيب (جلد الذَّات) السَّلبي والإيجابي:

أهمية هذا الموضوع تكمن في أنَّ التَّأنيب السَّلبي والإيجابي، هو النَّافذة التي يدخل منها الإنسان إلى نفسه ويخاطبها، فإمَّا أنْ يكون سلبيًًا مع نفسه فيذمها ويحطمها مع أنَّها أقرب الأشياء إليه، فتصبح أكره الأشياء إليه، وهذا مايعرف بالتَّأنيب السَّلبي الذي يجب علينا تغييره إلى التَّأنيب الإيجابي والذي يعني أنْ نخاطب أنفسنا، ونصححها، ونطورها به.

  • والآن إليك برنامج (كن واثقاً):

  1. الإيمان الصَّادق وهو أساس البناء وقواعده الثَّابتة، إنَّه الإيمان بالله ورسوله في الوعد والوعيد، إنَّه إيمان إيجابي بالقدر خيره وشره، يجعل النَّفس غير هيابة ولا خوَّاره،  إيمان بمعية الله عزَّ وجلَّ لعباده المؤمنين بنصرهم، وتأييدهم، وجعل العاقبة لهم.

  2. التَّعبد الكامل لله سبحانه وتعالى في صلاتك، وزكاتك، وصومك، وتعاملك، وكسبك، ومالك، وولدك، التَّعبد الذي يكون في المسجد، والبيت، والسُّوق، والعمل، وساحات الصِّراع.

  3. العلم المستمر، والمتراكم، والمتنوع، الذي يتم عن طريق الشَّيخ، والكِتاب، والحوار، فالعلم المستمر يبني النَّفس نحو مواجهة الحياة في شتى ميادينه، العمل وفق هدف، ماذا تريد أن تفعل؟ ولماذا؟

  4. الهدف الأكبر لكلِّ مسلم عبادة ربه خوفًا من عقابه، ورجاء ثوابه، ولكن ماهي الأهداف الخاصة القريبة والبعيدة؟ ماهي أهدافك الشَّخصية؟ وأهدافك العائلية؟ وأهدافك الوظيفية؟ وأهدافك تجاه أمتك؟

  5. مخالطة ذوي الأنفس العالية، والتَّنافس معهم، والبعد عن أصحاب الهمم الدَّنيئة والغايات السَّاذجة، ( والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

  6. فكر في النَّجاح دومًا، وأنَّك شخص ناجح، لا تنس أبدًا أنَّ في استطاعتك إنجاز أي شيء إنْ اعتقدت أنَّك تستطيع ذلك (استبدل التَّصميم بالشَّك).

  7. كن أنت ذاتك، لاتجعل من نفسك نسخة عن الآخرين، وبدلاً من البحث عن قدوة كن أنت القدوة.

  8. اعرف نفسك جيدًا، تعرف على نقاط الضَّعف والقوة في ذاتك،  اطلق قواك الكامنة، كن موضوعيًا بخصوص نقاط قوتك، ونقاط ضعفك، وتذكر أنَّك بالعمل والتَّصميم سوف تقلب نقاط ضعفك إلى نقاط قوة.

  9. إحذف الحرف ( لا) من كلمة (لا أستطيع) كلَّما سمعت صوتًا داخلك يقول عن شيء إنَّه صعب، قل لنفسك: (أنا قادر على تحقيقه، فأنا واثق بقدراتي التي وهبني الله إياها).

    قم بعمل تمرين هذا التَّمرين لمدة أربعة عشر يومًا، وردد هذه الجملة باستمرار صباحًا ومساءً، وفي كلِّ الأوقات: (أنا أثق بنفسي) أو أي جملة بنفس المعنى تشعر أنَّها أقوى بالنسبة لك.

  10. بعد إتمام فترة واحد وعشرين يومًا، أعد طرح الأسئلة حول الأهداف على نفسك ولاحظ الفرق.

زر الذهاب إلى الأعلى