أدب و فنمقالات

إن الحياة دقائق وثوانى كتبها: وليد موسى

كتب / وليد موسى

 لله دُر شوقى حين قال : ” دقاتُ قلب المرء قائلة له … إن الحياة دقائق وثوانى ” ، جلستُ ذات مره وخطر ببالى أن أحسب كم يوم عشت حتى الأن ؟ فحسبتها فإذا بي عشت ما يقرُب من عشرة ألاّف يوم ! البعض يراه رقم كبير والبعض يراه رقم صغير والبعض يرى أنه أمر عادي. يمكن أن يقاس عمر الفرد بالسنوات والايام والساعات أو حتى الثواني هذا يعتمد على أشياء من نوع من هذا الذي يحسب عمره ؟ لماذا يتم حساب العمر؟ وما أهمية هذا الشخص؟ … الخ ولكن حقيقة يُقاس عمر الفرد فى الدنيا بقدر تأثيره على حياة الناس وهذا التأثير إنعكاس لغاياته واهدافه إن عُمر بن العزيز رضى الله عنه عاش اربعين سنه فقط وحكم المسلمين سنتين ونصف أرسى فيهم العدل ورفع عن الناس الظلم وقد كان من المُنَعَّمين المُترَفين قبل ان يتولى الخلافه فلما تولى أمر المسلمين عزفت نفسه عن الدنيا وتاقت (إشتاقت) نفسه للجنَّة ، فلما كانت غايته كبيرة كانت أفعاله كذلك وكانت نتائجها كذلك ورغم أن عُمر قد مات فإن سيرته لاتزال حيه تعطينا الدروس وتعلمنا أن الغايات النبيله والأهداف العظيمه تُعطي الانسان القوة والحافز على القيام بأعمال عظيمه وكبيره يمتد أثرها ويبقى ذكرها أضعاف عمره. فما الذي نحتاج إلى فعله الأن لنترك أثراً فى الحياة حين نمضى إلى الله بعد انقضاء دقات القلوب وإنتهاء كل الدقائق والثواني أولاً وقبل كل شئ حدد غايتك فى الحياة ومن أنفع الطرق فى هذا أن تتخيل نفسك وأنت فى نهاية عمرك فى السبعين أو التسعين وتنام على فراش الموت وحولك أولادك وأحفادك وتريد أن تخبرهم بإنجازاتك وأهم التحديات التى إجتزتها فى الحياة والقضيه او الأمر الذي كنت تحيا لأجله. ثانياً حدد أهدافك ، إن الأهداف تمثل الطريق نحو الغايات، والمقصد من تحديد الاهداف أن تعلم ما يتوجب عليك فعله فى كل مرحله من مراحل الحياة للوصول إلى غاياتك وأول الأمر وبدايته أن تُقيم نفسك فى هذه اللحظه على كافة الجوانب خُلقياً وعلمياً وعملياً وروحياً وثقافياً وإجتماعياً. حين تعلم أين تقف وأين تريد يمكنك قياس المسافات ؟ وحساب الزمن الذي تحتاج ؟ وتُحدد احتياجاتك ومؤنتك فى طريقك للوصول إلى ما تريد. ثالثاً القيم إن الوصول إلى الغايات الكبيره يتم عبر اهداف صالحه والطريق نحو تحقيق تلك الغايات ملئ بالأذى ولذلك يحتاج الإنسان أن يتسلح بقيم كالصدق، والشهامه، وحب الخير، والوفاء، والأمانه، والصبر. وأن يجعل لكل قيمه من هذه القيم عنوان راسخ فى ذهنه يستدعيه عند كل موقف يحتاج أن يستخدم فيه هذه القيمه وأذكر مثلاً قيمة الصدق ليكن فى ذهنك (( الصدق نجاه )) ((والمؤمن لا يكون كذّاباً )) فإذا كنت فى موقف ظننت أنه لا يُنجيك منه إلا الكذب إستحضرت قيمة الصدق وذكرت نفسك بتلك العبارات فتُلزم نفسك الصدق وتعلم أن فيه الخير ولو بدى للناس غير ذلك. إن الأمور الكبيره لا تتم عبر النفوس الضعيفه ولا عبر القلوب الخاويه و لا عبر العقول الفارغه وإنما تُملء العقول عبر الكُتب فيها تجارب الاخرين وأخبار السابقين وعقول المبدعين وإنما تُملئ القلوب باليقين وتضاءُ بالأعمال الصالحه وأما النفوس إنما تقوى بالحق والإيمان وتعويدها الأشتغال بمعالى الأمور والانصراف عن الأمور التافه وأخيراً سلاماً على روح شوقى حين قال : ‘بالعلم والمال يبني الناس ملكهم …. لم يبن ملك على جهل وإقلال كفاني ثراء أنني غير جاهــل ….. وأكثر أرباب الغنى اليوم جهال’

زر الذهاب إلى الأعلى