5 ساعات “مفاوضات” أنقذت متسلق هرم خوفو
بلاغ عبر جهاز اللاسلكي بالثانية عشرة والنصف ظهر اليوم السبت “يا فندم.. في واحد طلع الهرم”.. تلقاه العقيد وليد الشرقاوي، رئيس مباحث السياحة والآثار بالجيزة، بينما يتفقد نقاط التفتيش وعناصر الشرطة السرية داخل منطقة الأهرامات، هرول بعده للوقوف على ملابساته، وكانت الأمور تبدو طبيعية داخل المنطقة الأثرية بالهرم، يتوافد المئات للاستمتاع بالحضارة الفرعونية وسط تواجد أمني مكثف من شرطة السياحة والآثار بالجيزة.
خلال ثوان معدودة، وصل العقيد وليد الشرقاوي محل البلاغ، موجها بإخلاء محيط الهرم الأكبر “خوفو” بينما التقطت عيناه شخصا يستقر بنحو 10 أمتار أعلى من باب الهرم ليبادر الضابط بسؤال الخدمات “إزاي طلع فوق”، فجاء الرد “مرضيش ينفذ التعليمات وفضل يطلع”.
استعان رئيس مباحث السياحة والآثار بقوات الإنقاذ البري عبر شرطة النجدة والتواصل مع قيادات قسم الهرم بقيادة العقيد عادل أبو سريع، في محاولة لإقناع ذلك الشخص بالنزول حرصا على سلامته “إنزل وهنساعدك في مشكلتك”.
3 ساعات مرَّت دون جديد، مفاوضات الأمن باءت بالفشل أمام ثبات موقف ذلك الشخص الذي جلس ممسكا بهاتفه يجري بعض المكالمات، موجها حديثه لرجال الأمن “أنا مظلوم.. ومش واخد حقي في الدنيا”.
مع تأزم الأمور، استدعى العقيد وليد الشرقاوي أسرة ذلك الشخص، وحضر والده وشقيقته، وأكدا مروره بأزمة نفسية سيئة مؤخرًا؛ بسبب تعرضه لمشكلات عدة، وتردده على قسم الشرطة دون الحصول على حقه، حسب قولهم.
رغم أشعة الشمس الحارقة، التزم رجال الشرطة أقصى درجات ضبط النفس وسط تعليمات العقيد وليد الشرقاوي بالحفاظ على درجة الاستعداد للتدخل في حالة الطوارئ.
5 ساعات كاملة من المفاوضات انتهت بعدول ذلك الشخص عن الانتحار، بعد إقناعه بالنزول والاستماع إلى مطالبه، والعمل على تلبيتها، وتم اقتياده إلى قسم شرطة الهرم للتحقيق. تبين بالفحص الجنائي أنه يدعى “محمود نبيل محمود”، تاجر فحم.
“الدنيا ملخبطة معايا يا بيه” بهذه الكلمات بدأ صاحب الـ 40 عاما حديثه لرجال المباحث، مشيرا إلى أنه تعرض للسرقة على يد مجهولين اقتحموا شقته في عام 2015، واستولوا منه على مبلغ 64 ألف جنيه، حسب قوله.
وقال “محمود” تم تلفيق قضية حيازة سلاح بدون ترخيص له على خلفية تلك الواقعة، مختتما حديثه بالإشارة إلى أن آخر المواقف التي تعرض لها كانت، أمس الجمعة، لدى تعدي جيرانه عليه بالضرب، وتوجهه إلى قسم شرطة العمرانية لتحرير محضر “معرفتش أخد حقي”.