شخصيات

حدث في مثل هذا اليوم”24 أكتوبر 1973 ” الجزالاول

اعداد : منصور متولى

معركة ليلة يوم 24 أكتوبر
لم تنم المدينة الباسلة وظل جميع أبنائه ساهرين طوال الليل في انتظار وصول الاعداء. وعندما نادى المؤذن لصلاة الفجر اكتظت المساجد بالناس. وفي مسجد الشهداء بجوار مبنى المحافظة، أم المصلين الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الاسلامية وعقب الصلاة ألقى المحافظ بدوي الخولي كلمة قصيرة وأوضح فيها للناس أن العدو يستعد لدخول السويس، وطالبهم بالهدوء وضبط الأعصاب، وأن يسهم كل فرد بما يستطيعه، واختتم كلمته بالهتاف “ألله أكبر” وارتفع الدعاء من أعماق القلوب الى السماء.

وابتداء من الساعة السادسة صباحا بدأت الطائرات الاسرائيلية في قصف احياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة في موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل. وكان الغرض هو تحطيم أي مراكز للمقاومة داخل المدينة والقضاء على أي تصميم على القتال لدى أهل السويس.

وتنبه افراد المقاومة الى ظاهرة مهمة، وهي أن الطائرات في اثناء هجماتها الشرسة تتجنب اصابة الشوارع الرئيسية في المدينة والتي تمثل امتداد المحاور الثلاثة التي اعتزم العدو التقدم عليها بمدرعاته وهي:

محور المثلث: وهو المدخل الغربي من ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة الى السويس، وامتداده هو شارع الجيش الى ميدان الاربعين.

محور الجناين: وهو المدخل الرئيسية من ناحية طريق القناة القادم من الاسماعيلية، ويمر وسط مساحات شاسعة من حدائق الفاكهة ويعبر على الكوبري الذي فوق الهويس ويتجه جنوبا الى شارع مصطفى كامل ومنه الى ميدان الاربعين.

محور الزيتية: وهو المدخل الجنوبي من ناحية طريق الأدبية وعتاقة، ويمتد بحذاء خليج السويس حتى الطريق المؤدي الى بورتوفيق.

وجاءت أول طلائع الإسرائيلية عندما قامت كتيبة مدرعة من لواء العقيد آرييه بالتقدم على محور الجناين في الشمال في حوالي الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 24 أكتوبر. وعندما حاولت سرية المقدمة عبور الكوبري الذي فوق الهويس للوصول الى شارع مصطفى كامل، تصدى لها كمين قوي من رجال القوات المسلحة وأطلق صواريخه المضادة للدبابات فأصيبت الدبابة الأولى وتعطلت فوق الكوبري الضيق مما أدى الى استدارة باقي الدبابات الى الخلف حيث تجمعت في منطقة جبلاية هاشم شمال غرب الهويس، ولم تقم هذه الكتيبة بأي محاولات أخرى للتقدم من هذا المحور.

وفي حوالي الساعة العاشرة صباحا، قامت كتيبة مدرعة من لواء العقيد جابي بالتحرك من منطقة الزيتية، واجتازت ببطء الطريق المحاذي للخليج حتى وصلت الى منطقة المحافظة دون أن يتعرض لها أحد، وانتشرت في عدة مجموعات ما بين قصر الثقافة وغرفة عمليات المحافظة وميدان الخضر وفندق بلير، وسيطرت الدبابات من امكنتها على شارع الكورنيش وشارع سعد زغلول ووقفت دبابة على ناصية فندق بلير انتظارا لرتل الدبابات الذي سيتقدم على محور المثلث ويخترق بعد ذلك طريق الجيش.

زر الذهاب إلى الأعلى