مقالات

** أمريكا النسر الجارح ** بقلم : عاطف عبد الوهاب

*** سؤال يتباري إلى الأذهان كثيراً! لماذا لا يسمح النسر للطيور الصغيرة بالتحليق..؟ إنها مفارقة عجيبة! إن الولايات المتحدة الأمريكية  التي تمثل ثقافة الحداثة وموطن العلم والتكنولوجيا تتحول إلى قوة إقتصادية خارقة أباحت لها إستعمار العالم و تتكئ إلى ى فكر امبراطوري غير معلن؛  فهل غاب عن أمريكا انها إكتسبت كل بريقها خلال القرن الأخير من محاربة مثل هذا الفكر والاجهاز عليه والتبشير بعالم جديد يقوم على مبادئ الحرية ورفض إستعباد الافراد والشعوب، حيث القيمة الاساسية للعمل والانتاج في اطار التنافس الحر وحيث السيادة للذكاء والعلم والعمل والطموح. ومن رحم هذه الافكار ولدت أمة عظيمة توحدها المصالح المشتركة والمصير الواحد لافرادها اكثر من روابط الدم أو التاريخ. وصار الحلم الأمريكي قاسما مشتركا بين أفراد هذه الأمة، ومن وحي هذا الحلم صاغت المجتمعات المختلفة نموذجا شبه موحد للحياة الحرة الكريمة.

لقد قضت أمريكا على النازية والفاشية وساهمت سياساتها الحكيمة في تحولات جذرية في شرق آسيا مما أدى الى هذه النهضة الشاملة في بلاد اليابان وكوريا وغيرها من النمور الصاعدة. وكان صعود الولايات المتحدة سندا معنويا على الأقل لكل الشعوب التي كانت ترزح تحت نير استعمار الامبراطوريات القديمة. وبنشأة الأمم المتحدة وميلاد الفكر السياسي الجديد استغلت شعوب كثيرة هذا الواقع لتحطم اغلالها فتتحرر وتستعيد سيادتها المسلوبة.
وصارت أمريكا واخبار النجاحات هناك مبعث احلام عِذاب لدى قطاع واسع من شبان العالم العربي وغيره الذين ركبوا البحر أو الجو يحملون دولارات قليلة واحلاما كثيرة في الدراسة والعمل والثروة

زر الذهاب إلى الأعلى