أسلامياتاخبارعاجلمقالات

؛؛حماقة الجهل؛؛

كتب /عبدالرحمن عويس

بسم الله الرحمن الرحيم
الجهل اكبر نقمة علي الإنسان لأن الجاهل اعمي ودائما تلاحظ ان الجاهل حقود حسود يغضب دائما متشبس برأيه يفرح اذا حزن غيره ويحزن اذا فرح غيره.
فالجهل مصيبة المصائب، وآفة الآفات فإذا حلَّ الجهل في أمة من الأمم، لا يكون مصيرها إلاَّ الهلاك والبوار، لأنها لا تستطيع على شيء، وعندما لا تستطيع على شيء، فإنها ستكون عرضة دائماً وأبداً لبغي الأعداء..
والجاهل هالك، لأنه لا يضع الشيء في محله، وكثيراً ما تصدر منه الحماقة، وسوء التصرف، والحماقة لا يتولد منها إلاَّ التهور والضعف وسرعة الغضب والأنفعال وسوء السلوك، وأنه لا يعالج الأمور بالتأني والحكمة والصبر، وإنما يسعى إلى التغيير بحماقته ولكنه سرعان ما يقع في الخطأ والتردي والسقوط من علي اعلي مكان
هذا هو حال الجاهل والمتخلف، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين))
ولذا قال الامام الشافعي. اذاخاطبني مائة عالم لغلبتهم واذا خاطبني جاهل واحد لغلبني. لأن الجاهل لا يعرف قيمة الكلمة ولا معناها.
والصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه أدرك ذلك بحسه النبوي فقال: (العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير فيهم، كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً ولا تكن الرابع فتهلك)ويقصد بالرابع الجاهل.
وقال الشعبي (رحمه الله): (اتقوا الفاجر من العلماء والجاهل من المتعبدين فإنه آفة كل مفتون)
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه، فإني خِفتُ دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلاَّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يَعلم مَن لا يعلم، فإن العلم لا يَهْلِك حتى يكون سراً
لهذا لم يسوِ الله عز وجل بين أهل العلم والجاهلين بقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوي الذِّينَ يَعْلَمُونَ وَالذِّين لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَرَ أُولُوا الألْبَابِ ﴾
ونصح أحد العلماء المسلمين بعدم مشاورة سبعة من الناس قائلاً: (سبعة لا ينبغي لذي عقل أن يشاورهم: جاهل، وعدو، وحسود، ومرَّاء، وجبان، وذو هوي.
وضرر الجاهل أشد وأنكى على المجتمع من غيره، وقد قيل: (عداوة العاقل أقل ضرراً من مودة الجاهل)، لماذا؟ لأن الأحمق ربما ضر وهو يقدر أن ينفع، والعاقل لا يتجاوز الحد في مضرته، فمضرته لها حد يقف عليه العقل، ومضرة الجاهل ليست بذات الحد، والمحدود أقل ضرراً ما هو غير محدود
والذي نخلص منه أن الجهل عواقبه وخيمة، وأنه يجلب الويلات والخراب والدمار لكل أمة إذا تفشى وطغى وعم.. لهذا نحث أولياء الأمور في كل مجتمع من المجتمعات أن لا يهملوا هذا الجانب المهم والحيوي، لأجل إنقاذه من الغرق الأكيد إلى شاطئ الأمان،
والله ولي التوفيق..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى