مقالات

انتحار تميم

علا حسن تكتب : انتحار تميم 

انتحر تميم حينما سهل لإيران ان  تعمل علي ان تجعل من قطر خنجرا في الخاصرة الخليجية  ولهذا نراها تعتبر الخلافات القطرية الخليجية فرصة ذهبية للقفز في قلب المشهد  لكن فات على القطريين أن يتساءلوا:  منذ متى والايرانيون يحملون للعرب أو للسنة مثل تلك المشاعر الطيبة؟! أو يهتمون بالمصالح الاستراتيجية للشعوب العربية وهم الذين حاربوا العرب في التاريخ الحديث سنوات طوال وفي القديم تبقى الكتب زاخرة بالمعارك والعداء الدائم ؟!  ثم وهذا هو الأهم ـ هل تظن القيادة القطرية أنها حين تستقدم الحرس الثوري الإيراني الى الدوحة وداخل القصور الأميرية انها ستكون على هذا النحو في مأمن من غدر طهران بها إن أرادت ذلك يوما ما ؟ لا ترتهن الدوحة قرارها السياسي او وجودها بأكمله للإيرانيين فقط  بل تمضي في طريق تركيا وتساعدها على بناء قاعدة عسكرية لها على أراضيها  وفات قطر وأسرتها الحاكمة أن لدى تركيا أحلاما أقرب الى الأوهام أحلام من نوعية عودة الخلافة التركية لترفرف راياتها فوق الدول العربية  أي اعلان زمن “العثمانيين الجدد” الأمر الذي رأيناه واضحا وفاضحا في سياسات أردوغان وصحبه طوال سنوات السوء التي أطلق عليها “زمن الربيع العربي”

مقالات ذات صلة

تظن قطر وقيادتها أنها بهذه العسكرة سوف تبقى قادرة على الاستمرار في أداء أدوارها الداعمة للإرهاب والمعززة للفرقة ولتعميق الشروخات في الجسد العربي غير أنها لاتقرأ الأزمنة والأحداث بعين فاحصة  فالعالم من حولها تغيرويتغيربسرعة كبيرة خليجيا وشرق أوسطيا أمريكيا وروسيا ولأنها دولة لا دالة لها على التفكير أو التنظير الاستراتيجي الذي هو شيمة الكبار من دول المنطقة  فقد أهملت واحدا من أهم المشاهد الأخيرة في المنطقة ونعني به الانكسار الكبير اللوجستي لـ “داعش” والذي سوف تترتب عليه تبعات وتلحقه تداعيات عريضة في المقدمة منها افتضاح أمرها وما كانت تحيكه في الظلام لجيرانها من جهة ولمن هم أبعد عنها جغرافيا مثل مصر التي عانت اشد المعاناة من شرها.

لن تقف دول المقاطعة عاقدة الأيدي على الاذرع كما يقال بل ستخرج ما لديها من أسماء أفراد ومنظمات وتسجيلات لم يكن يستحسن اخراجها حتى الساعة الى العلن  حفاظا على الباب الموارب وعودة قطر

تمتلك دول المقاطعة سلاحا فعالا كبيرا وخطيرا وهو استثمارتها وعلاقاتها مع دول العالم تجاريا وعسكريا والبعض من تلك الدول سوف يوضع أمام الاختيار الصعب بين المحافظة على العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع قطر التي تستغل عوائد أموالها واستثماراتها على الأراضي الأوربية خاصة في تمويل الإرهاب وآخر تلك الصفقات ما كشف عنه وزير الخارجية السعودي السيد عادل الجبير من دعم ميليشيات عراقية تدور في فلك الحرس الثوري الايراني وقائده قاسم سليماني بمبلغ 300 مليون دولار  وبين بقية دول الخليج التي تسعى لشرق أوسط مستقر وخليج متوازن في علاقاته بين الشرق والغرب  وحتما ولابد لتلك الدول من الاختيار فالحياد في مثل تلك الأوقات يبقى جريمة أخلاقية

 

وخيرًا فعلت مصر عندما اتهم السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية قطر رسميًا بدعم الإرهاب في ليبيا وتقديم ما يثبت انتهاكات الدوحة للعقوبات المفروضة على ليبيا ومطالبًا مجلس الأمن – التابع للأمم المتحدة – بتوثيق الأدلة على تلك الانتهاكات وقال السفير القوني في بيان له أمام اجتماع مشترك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك حول تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا – والذي تم عقده بمبادرة مصرية – إن ليبيا أصبحت ملاذًا آمنا للإرهاب وإن الجماعات الإرهابية فيها تحصل على دعم كبير ومستمر من قطر تحديدًا ودول أخرى في المنطقة لم يسمها وإن مصر واجهت عمليات إرهابية مصدرها ليبيا بما في ذلك تلك التي حدثت لعدد من الأقباط وطالب بضرورة تطبيق التدابير اللازمة بشأن الوضع في ليبيا ومراعاة أن الجماعات الإرهابية في ليبيا تعمل تحت مظلة الأيديولوجيات المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين وأهم التدابير المطلوبة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا هو تطبيق المصالحة السياسية وقيام مجلس الأمن ولجانه ذات الصلة بتوثيق الانتهاكات القطرية المتكررة للعقوبات المفروضة على ليبيا فيما يخص تسليح جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية بالإضافة إلى الدعم الإعلامي لهذه الجماعات والذي تقوم به قناة الجزيرة

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى