غير مصنف

قصة أعجبتني( الأم ) بقلم / عاطف عبد الوهاب

* كان لأحد الأمهات عين واحدة وقد كرهها ابنها لما كانت تسببه له من احراج
فكان يرى شكلها مقززا وكانت هذه الأم تعمل طاهية في المدرسة التي كان يدرس ابنها فيها لتدعيمه وتساعده على أن يكمل دراسته
كان الولد دائماً يحاول أن يخفي عن أصحابه أن تلك الطاهية أمه خوفاً من تعليقاتهم وخجلاً من شكلها
في أحد الأيام صعدت الام إلى فصل ابنها كي تسأل عنه وتطمئن على تحصيله الدراسي ، أحس الولد بالإحراج والضيق نتيجة لما فعلته أمه تجاهلها ورماها بنظرة مليئة بالكره والحقد
في اليوم التالي أبدى أحد التلامذة سخريةً من ذلك الولد قائلاً له : يا ابن الطاهية ذات العين الواحدة حينها تضايق الولد كثيراً وتمنى لو كان بإمكانه أن يدفن نفسه أو يدفن أمه ليتخلص من العار والخجل الذي يسببه له شكلها
واجه الولد أمه بعد السخرية التي تعرض لها من زميله قائلاً لها :
متى ستموتين وتختفي من حياتي كي أتخلص من الإحراج الذي اتعرض له بسببك ؟ فقد جعلت مني أضحوكةً ومهزلةً بين زملائي سكتت الأم حينها وغادر الولد المكان دون أن يأبه لمشاعرها كان الولد يكرر ذلك التوبيخ لأمه كثيراً بعدما أنهى الولد دراسته الثانوية حصل على منحة دراسية لاكمال دراسته في الخارج ذهب ودرس وتزوج وكان سعيداً في حياته بعد أن ابتعد عن أمه والتي كانت مصدر الضيق الوحيد في حياته
بعد بضع سنين قررت الأم أن تسافر لترى ابنها وأحفادها وقد تفاجئت الأم كثيراً من ردة فعلهم فقد سخر منها بعض أحفادها وآخرون خافوا منها وبدأوا بالبكاء فانزعج الابن من أمه وأمرها بأن تخرج من المكان خوفاً منه على أبنائه فخرجت دون أن تبدي أي تعليق والحزن يملؤ قلبها
وفي يوم من الأيام اضطر الابن للذهاب إلى البلد الذي عاش فيها طفولته مع أمه ومن باب الفضول قرر أن يزور بيته القديم وما إن وصل أخبره الجيران بأن أمه قد توفيت لم يذرف الابن أي دمعة ولم يحرك ذلك الخبر ساكناً فيه
كانت وصية الأم لأحد الجيران أن يقوم بتسليم اينها ظرفاً إن رآه في يوم من الأيام فقام ذلك الجار بتسليم الظرف للابن حينها ولما فتحه وجد فيه رسالةً كتب فيها
ابني الحبيب لقد أحببتك كثيرا وطالما أحببت أن تعيش معي وأرى أحفادي يلعبون من حولي في هذا البيت الذي عشت وحيدةً فيه وكانت الوحدة تقتلني
ابني الحبيب في داخلي شيء لم أخبره لأي أحد في حياتي وستكون أنت الوحيد الذي سيعرفه فبعدما توفي أبوك في حادث سيارة أصبت أنت وفقدت عينك اليمنى وتأسفت وتحسرت عليك ولم أكن أستطيع أن أتصور كيف سيعيش ابني بعين واحدة وقد يسخر منه الأطفال ويخافون من شكله لذلك
تبرعت لك بعيني
مع حبي لك
أمك
بالله عليكم أي قلب لهذا الشاب ألا يعلم بأن الجنة تحت أقدام الأمهات يا من تقرأ قصتي إذا كنت مقصر في طاعة والديك أنصحك الإدراك قبل فوات الأوان

زر الذهاب إلى الأعلى