مقالات

“غادة محفوظ ” تكتب : فى اليوم العالمى لكتاب الطفل. .من يسقي زهور المستقبل؟!

بقلم / غادة محفوظ الأمين العام لمهرجان الطفل بالسويس 2017

لأن الأطفال هم نواة المستقبل وهم البذرة التي ستتفتح لتضفي على المجتمع بأسره إشراقة أمل يرى فيها الآباء والأجداد طموحاتهم وأحلامهم التي عجزوا عن تحقيقها . لهذا كان الإهتمام بالطفل أمرا حتميا ،إذ لابد من تنشئته وتهيئته ليكون فعالا ومؤثرا في المجتمع الذي يعيش فيه . ومن أهم أولويات مظاهر الإهتمام بالطفل الإهتمام الثقافي من خلال منتجات ثقافية مفيدة يكون محتواها جاذبا للطفل بدرجة تجعله يخرج من قوقعة مغريات التكنولوجيا الحديثة المنتشرة انتشار النار فى الهشيم ، فوسائل التواصل الإجتماعي وما تحويه مثلا من ألعاب كالمزرعة السعيدة وغيرها أوقفت عقول الأطفال عن التفكير فيما سواها ، فأصبح الشغل الشاغل للطفل منذ أن يستيقظ هو أن يسابق أقرانه فى لعبة المزرعة السعيدة أو كاندى كراش ،وهو ما يمثل كارثة عقلية على جيل من الشباب سيخرج للدنيا بعُري ثقافي وفكري ناجم عن جهل مركب يتحمل الجميع مسئوليته . منذ سنوات كانت هناك مكتبة الأسرة والتى كانت أرضا خصبة للثقافة والمعرفة فنشأ جيل من الأطفال على حب القراءة من خلال هذا الصرح الذي نشأ بين جنباته أغلب مثقفي العصر الحديث. والناظر فى حال الدول الغربية يجد أن الغرب يلبي كل احتياجات الطفل الثقافية ويغرس فيه التطلع دائما لمعرفة كل ما هو جديد ، وذلك من خلال تقديم محتويات ثقافية تتماشى مع اللغة التكنولوجية الحديثة حتى لا يصاب الطفل بالملل جراء الطرق الكلاسيكية للقراءة والإطلاع ، فشبكة الإنترنت لم تترك صغيرا ولا كبيرا إلا واحتوته ، فبضغطة صغيرة من أصغر أصابع الطفل يستطيع أن يشاهد ما يريد من أفلام أو يقرأ ما يريد من كتب . واذا انتقلنا إلى عالمنا العربي فسنلاحظ أن المعركة القديمة بين القط والفأر هي ما تسيطر على تفكير عقول كثير من الأطفال دون الإلتفات إلى ما سيحدثه هذا الموروث القديم في شخصية الطفل الذي ينشأ على تقليد كل ما يشاهده من عنف وخداع. ولسد هذه الفجوة التي تتزايد لابد من توجيه كافة الجهود للإهتمام بالطفل المصري عامة والطفل السويسي خاصة الذى يجب علينا السعى لإنشاء مجمع ثقافى متكامل للطفل يشمل مكتبة ومسرحا ودور سينما ومركزا لاكتشاف المواهب يخضع لوزارة الثقافة ، كما يجب تدشين قنوات متخصصة للطفل المصرى تعمل على توعية وتثقيف الطفل وتلبية احتياجاته حتى يتم إشباعه بكافة جوانب المعرفة ليكون بمثابة الشمعة التى تضئ للآخرين الطريق وسط التيه والظلام ….

زر الذهاب إلى الأعلى