أدب و فن

“عفواً مشاعر الحب لدينا لاتُرد ولا تُستبدل..!!” بقلم / المفكر الموسوعي العالمي سفير دكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

 

كانت بينهما مشاكسة ومناقشة وربما معاكسة , وسرعان ما أحب كلاهما الأخر , لدرجة الذوبان , وراحا يسجلا أجمل قصة حب على جدار الإنسانية , تلك القصة التي أصبحت قبلة للعشاق من أطراف الأرض وأوساطها , ولما لا وقد تُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية , قصة حب تجاوزت الزمان والمكان وعبرت القارات والمحيطات بكل اللغات , كل قارئ لها يشعر وكأنه بطل الرواية , وكل فتاة تعيش بوجدانها الحكاية
سُطِرت تلك القصة في موسوعة الأدب العالمي , تلك الموسوعة التي تضم بين دفتيها أشهر قصص الحب في العالم اذكر منها على سيل المثال لا الحصر :
1 )) روميو وجوليت
ربما تكون أشهر قصص الحب على إمتداد التاريخ الإنساني على الاطلاق ، فقد أصبح روميو وجولييت صنوين للحب. وتمثل قصتهما مأساة أبدع في كتابتها الشاعر الانجليزي الأشهر وليام شكسبير. وهي قصة شابين ينتميان الى عائلتين استحكم العداء بينهما، لكن الحب جمعهما وغامرا بالإرتباط بعلاقة زوجية، لكن موتهما المأساوي وحدّ العائلتين المتحاربتين في نهاية المطاف , بدأت القصة بالعداء وإنتهت بالحب بين العائلتين هل تتشابه قصة روميو وجوليت بقصتنا تلك التي سميتها (( حب خارج المجرة ))
2 )) كليوباترا ومارك انطونيو
قصة الحب الحقيقي التي ربطت كليوباترا وانطونيو تعتبر من أشهر قصص الحب التي لا تُنسى والتي تثير التعاطف مع بطليها. وقد جسد شكسبير هذه القصة، التي تخلّد الحب بين شخصيتين تاريخيتين، في مسرحية مأساوية بعنوان (( انطونيو وكليوباترا ))
وتمثل العلاقة بين هاتين الشخصيتين إختباراً حقيقياً للحب، لقد وقعا في الحب من أول نظرة، لكن هذه العلاقة بين القائد الروماني انطونيو وملكة مصر كليوباترا أثارت غضب الرومان الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين نتيجة هذه العلاقة، وعلى الرغم من كل التهديدات، تزوجا
ويُقال أنه في الوقت الذي كان انطونيو يخوض حرباً ضد الرومان، تلقى أنباء كاذبة عن موت كليوباترا، فانتحر بسيفه، وحين علمت كليوباترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخرى وقد عالج أمير الشعراء أحمد شوقي تلك القصة في مسرحيته الشهيرة (( مصرع كليوباترا ))
3 )) لانسيلوت وغوينفير
الحب المأساوي، الذي ربط بين السير لانسيلوت والملكة غوينفير في بريطانيا وتعود القصة إلى القرن السابع الميلادي التي تجسد أشهر قصص الحب في التاريخ، فقد وقع لانسيلوت في غرام الملكة غوينفير زوجة الملك آرثر. وتطورت علاقة الحب بينهما ببطء وسرية، لكن الملكة لم تستطع صبراً وأعلنت عشقها له ثم هربا معاً
وفي ذات ليلة هاجمت مجموعة تابعة للملك مؤلفة من 12 فارساً بيت العاشقين، فتمكن لانسيلوت من الفرار، لكنهم القوا القبض على غوينفير فُحكم عليها بالموت حرقاً بتهمة الزنا
وبعد أيام، عاد لانسيلوت لانقاذها من الحرق. وحين القي القبض عليه انقسم الفرسان بين من يريد قتلهما ومن يريد العفو عنهما، مما اضعف حكم الملك آرثر. المهم أن الأمر انتهى بالعشيقين الى كنيسة بائسة .
والتاريخ الإنساني يرفل بقصص لا تُعد ولا تُحصى أخترت منها تلك القصص الثلاثة لإرتباطها بالتاريخ الإنساني الذي رسم بفرشاة الفن لوحة الحب الخالدة .
كانت تُدعى (( جولي )) وهو يُدعى (( كامي ))
التقت (( جولي )) وكامي في مظاهرة تناهض العنصرية في أوروبا , كانت (( جولي )) الأستاذة الجامعية ناشطة سياسية ضد كل أشكال العنصرية في العالم , كانت صاحبة كاريزما لها حضور طاغي في كل منصة سياسية تُدعى إليها , تنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة بل تطالب بتعديل بعض القوانين التي تعرقل تقدم المرأة في العالم .
أما (( كامي )) كان كاتباً سياسياً وأديباً لامعاً , سطع نجمه على شاشات العالم في حوارات متعددة وإثارة قضايا شائكة .
التقت (( جولي )) بالصدفة مع (( كامي )) في مظاهرة مناهضة للعنصرية في ميدان (( الباستيل )) رمز الثورة الفرنسية في باريس .
بدأت العلاقة بين الأثنين بالخلاف في الرأي والمشاكسة ومواعيد للمناقشة , وبعد عدة لقاءات تلاشى بينهما الخلاف إلى إتفاق .
الجدير بالذكر أن شخصية (( جولي )) المرأة الحديدية كما يصفها (( كامي )) كانت محل تقدير وإعجاب بل كانت محل تساؤل للعديد من الاسئلة …تلك الأسئلة لم يستطع أن يبوح بها (( كامي )) في حينها لأن العلاقة بينهما لم تسمح بهذا الحوار …..وتقلب الأيام أوراقها ويلتقي (( كامي )) بها في عبق التاريخ الباريسي العريق حيث الحي اللاتيني الذي كان يفضله أديبنا الكبير (( توفيق الحكيم ))
كان الإختلاف والتوافق يتأرجحا بينهما , أعجبت (( جولي )) بصديقها (( كامي )) واهتزت بينهما سنارة الإعجاب ثم تطورت إلى صداقة وفتح كلاهما للأخر سرداب الأسرار ليقتربا سوياً , أدركت
(( جولي )) أنها على وشك الوقوع في حفرة الحب , حاولت مقاومة هذا الحب , بينما دافع (( كامي )) بكل قوته مستخدماً ثقافته العريضة وهدوءه فضلاً عن دبلوماسيته المعروفة عنه .
وأصبح حبهما بين المطرقة والسندان وفي النهاية انتصر الحب واعترافا كلاهما للأخر .
وتدور رُحى الأيام وبينما وهما يحتسيان قهوتهما عصر يوم باريسي على ضفاف السين الشريان الساحر للإبداع واليراع قالت له (( جولي ))
ـــ : بحبك
أجابها : أنا أحبك أكثر
عادا إلى الإختلاف القديم , كلاهما يدافع عن حبه الأكبر , وعادا مرة أخرى إلى مائدة الحوار
إتفقا أن يذهبا ويحتكما للسيد (( فينوس )) العالم والفليسوف والمفكر وصاحب معمل (( كيمياء الحب ))
استقبلهما السيد (( فينوس )) وكان رجلاً طاعناً في السن , ذو لحية بيضاء , وتعلو وجهه مسحة صفاء .
قصا عليه الإختلاف بلا زيادة وإسراف
إبتسم (( فينوس )) قائلاً لابد أن تشربا شراب أكسير الحب , هو شراب يوضح قيمة الحب في قلب كلا منكما , بل هذا الشراب قادر على تبديل مشاعركما , واستطرد قائلاً بنيتي سوف ينتقل قلبه في صدرك وانت يابني سوف ينتقل قلبها في صدرك , هنا سوف يشعر كلا منكما بمقدار حب الأخر .
وشربا الحبيبان أكسير الحب
شعرت (( جولي )) بقلب (( كامي )) يدق في صدرها , عاشت حبه يتدفق في شريانها ووريد قلبها ويصل لكل خلايا جسدها , عاشت معه الحب والحنان والرقة والرقي والحلم والفردوس المستور في قلب (( كامي )) كم تمنت أن تحبه بهذا القدر الذي يحبها به قالت في نفسها بإعتراف (( الحق عندك يا كامي أنت تحبني أكثر ….هذا إعتراف مني لك ….لن أفرط فيك أبداً في حياتي ياكل حياتي ))
أما هو فقد شعر بقلب حبيبته يدق في صدره , هذا القلب الذي يرفل بحب لم تعرفه البشرية من قبل , حب من حارج المجرة بما فيه من روعة ولوعة وعناق وإشتياق وفكر وسهر , هجر النوم مخدعه , وأصبحت في فكره وأمست في خياله , كم كان سعيداً بهذا الحب وقال في نفسة : (( جولي حبيبتي كم تمنيت أن أحبك بقدر حبك لي ….أعترف حبيبتي أنتي تحبينني أكثر مني هذا إعتراف بلا نقصان ولا إسراف ))
تمنى كلاهما أن يحتفظ بقلب الأخر ولكن بعد قليل سوف ينتهي مفعول أكسير الحب , وتعود القلوب لكرتها الأولى .
وبينما هما في إنتظار وترقب أن ينتهي مفعول أكسير الحب وجدا لا فتة على باب معمل السيد (( فينوس ))
عفواً ….مشاعر الحب لدينا لا تُرد ولا تُستبدل
واحتفظا كلا منهما بقلب الأخر في صدره في أجمل قصة حب في العالم

زر الذهاب إلى الأعلى