الحملات الانتخابية ومهارة ادارتها (قسم التنمية البشرية)

اعداد /محمد محمد احمد 

هذه اولى المقالات على موقعنا فرست نيوز  من سلسلة مقالات بقسم التنمية البشرية هدفها توضح كيف  يدير أي مرشح حملته الانتخابية من اجل تحقيق الفوز وكسب ثقة الناخبين, وهي عملية شاقة وصعبة ولكنها مهمة ولا يمكن الاستغناء عنها, وتحتاج إلى فن ومهارة وإتقان لأنها  سلاح ذو حدين, يتأثر به المرشح سلبا في حالة الاستخدام الخطأ وإيجابا في حالة الاستخدام الصحيح

فالمقصود بالمهارة: “ الطريقة المثلى , والفن في الاستخدام,والقدرة على الاستغلال الجيد للإمكانيات, وهي كلمة تشير إلي الخبرة والتجربة ودراسة التجارب والبناء عليها.”

والمقصود بالإدارة:” مجموعة القواعد والعمليات المستمرة من اجل  استغلال الموارد والإمكانيات المتاحة البشرية والمادية استغلالا امثل نحو تحقيق هدف محدد وواضح ومعلن.”

ومن خلال الإدارة السليمة يقرر القائمون على الحملات الانتخابية ما يريدون , وماذا سيفعلون , وأين وكيف ومتى وما هي مواردهم , ومن هم أشخاصهم…

والمقصود بالحملة الانتخابية:” جملة النشاط الإتصالي المخطط  والمنظم والبعيد عن العشوائية والعفوية والتي يقوم بها الفرد أو الكتلة أو الحزب …حين يخوضون انتخابات طلابية أو نقابية أو تشريعية أو رئاسية أو مجالس عائلية…لكسب أكبر قدر ممكن من أصوات الناخبين . “

* أهداف الحملة الانتخابية:+

أي حملة انتخابية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أمور متوازنة :

1-ضمان أصوات الناخبين المواليين من خلال تثبيت وتعزيز مواقفهم وتحصينهم من أثر دعاية المنافسين.

2–التأثير على العدد الأكبر من الفئات المحايدة وهي الفئات الأكثر استهدافا من جميع المنافسين.

3- تفنيد مواقف المنافسين وتغير اتجاهاتهم وافتقادهم الثقة ببرامجهم وأفكارهم.

* أهم وسائل الاتصال المستخدمة في تنفيذ الحملة الانتخابية:

* الزيارات المنزلية على الدواوين والمقاعد والتجمعات والاتصال الشخصي أي الدعوة الفردية.

* البوستر المبين للبرنامج الانتخابي .  

* البوستر المبين للقوائم الانتخابية وسيرهم الذاتية.

* اللافتات القماشية و الورقية المتضمنة لبرقيات تعبر عن البرنامج الانتخابي.

* المطويات الملونة التي تتضمن البرنامج الانتخابي مع المرشحين.

* الشعارات الجدارية وهي تحمل نفس مضامين القماشية.

* سيارات الإذاعة المتنقلة والتي تنادي بمضامين البرنامج الانتخابي وأسماء المرشحين.

* الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام الجماهيرية.

* المهرجانات والمسيرات الجماهيرية.

* مراحل تخطيط الحملات الانتخابية:

أي عملية تخطيط لحملة انتخابية تمر بمراحل عديدة ومهمة ومترابطة أهمها:

1-الإعداد الذاتي للمرشحين وحسن الانتقاء.

2- توفير البيانات والمعلومات عن الدوائر الانتخابية.

3- دراسة البيئة الانتخابية من حيث المشاكل والمعوقات والناخبين والمنافسين… وكل ما يتعلق بالدائرة التي ستجري فيها الانتخابات.

4-إعداد البرنامج الانتخابي بناء على ما سبق , ولابد له من الوضوح والسلاسة والواقعية والارتباط بالجماهير.

5- وضع خطة مالية لتمويل الحملة الانتخابية.

6- تحديد وسائل الاتصال المناسبة والأساليب الدعائية.

7- جدولة الحملة الانتخابية وطريقة التنفيذ .

* أساليب مهارية للتنفيذ:

سنحدد عشرة أمور تعتبر من المهارات الأساسية المطلوبة لتنفيذ الخطة الانتخابية:

 أولا:  الاختيار الأمثل للمرشح من بين مجموعة كبيرة من المرشحين  ومن أهم المعايير للاختيار الصفات الآتية:

1- يجب أن يكون المرشح اجتماعيا بمعني أن يكون له حضور وقبول اجتماعي من الناس, يتصف بالمعاملة اللينة وحسن الخلق لان المسلم لا يمكن أن يكسب الناس إلا بحسن الخلق .

2-  أن تتصف ملامح وجهه بالقبول والبشاشة عدا عن الابتسامة الهادئة التي يجب أن يقابل الناس بها .

3- ألا يكون سريع الغضب والاستفزاز لأنه من المتوقع أن يتعامل ويلتقي بكافة الألوان من الناس منهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم المتحامل لذا عليه أن يتسم بالصبر والقدرة علي المحاورة والإقناع ، و تقبل الآخرين و تحمل النقد مهما كان شديدا .

4- أن يتصف باللباقة وهي القدرة علي الحديث بلباقة كما يكون قادرا علي الاستماع الجيد.

5- قوة الشخصية : وهذه الصفة يصعب تحديدها ووضع مواصفاتها غير انه من السهل التعرف عليها في تعاملنا مع الآخرين ومن أهم عناصرها حسن المظهر والقوام والأناقة ودقة الحديث ،فصاحب الشخصية القوية هو الذي يوحي بالاحترام ويجذب الناس إليه .

6-  الموضوعية : وهي القدرة علي النظر إلي الأمور بتجرد عن الذات والميول الحزبية وعدم التحيز لجهة ما ، و الظهور دائما بالباحث و المعني بالمصلحة العامة  .

7- علي المرشح أن يكون مثقفا مطلعا علي كافة العلوم والأحداث .

8- الاهتمام بالآخرين والإيثار و تعني الاهتمام بالغير وحب مساعدة الآخرين.

ثانيا: وجود خطاب إعلامي جيد وواضح وفق المواصفات الآتية:

1 _ الموضوعية والحياد وعدم التحريف .

2 _ الصدق والبعد عن التأليف والكذب والاختلاق .

3 _ الشواهد والأدلة والبراهين .

4 _ مراعاة النفسية التي يكون عليها المتلقين .

5 _ مراعاة الحاجات والآمال والآلام لدى الجمهور .

6 _ التخصص وعدم الخروج عن المألوف .

7 _ اللغة الوحدوية والتجميعية .

8 _ عدم التناقض مع السياسة العامة للحركة .

9 _ عدم التناقض مع السياسة العامة للحركة الأم وفكرها السياسي المعاش وقت ظهور الإعلام على الملأ .

10 _ السلامة اللغوية من حيث النحو والصرف والإملاء …

  ثالثا: وجود مقر انتخابي علني مزود بكافة وسائل الاتصال المطلوبة  ويعمل فيه طاقم مدرب يشرف على تنفيذ الحملة ويكون عنوانا للقائمة المرشحة وللإعلاميين وللجماهير.

رابعا: وجود لجنة انتخابية لها رئيس واحد وبها كافة التخصصات  المهنية مثل القانون والإعلام والإدارة والاقتصاد… تشرف على مجمل العملية الانتخابية من ألفها إلى بائها.

خامسا: وجود ناطق إعلامي متخصص , يملك مقومات الخطاب الإعلامي الجيد, يملك مقومات  يكون لسان حال القائمة المرشحة , وهذا من شانه القضاء على التضارب الذي دائما ما يقع فيه المرشحون , وليس شرطا أن يكون من القائمة وإن كان من الأفضل أن يكون من بين المرشحين.

سادسا: الاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال المستخدمة في الانتخابات حيث كل وسيلة لها خصائصها , كل جمهور له خصائصه, فالمهارة هنا أن نستخدم الوسيلة المناسبة للجمهور المناسب في الوقت المناسب فمثلا:

–       لا نستخدم الصحف والمجلات في تجمعات قروية  يغلب عليها طابع الأمية أو قلة القراءة.

–       لا نستخدم وسائل مرتفعة التكاليف كالفضائيات في حملات انتخابية غير واسعة وكبيرة.

–       توزيع وجدولة الاستخدام لهذه الوسائل وعدم تزاحمها مع بعضها , واستخدامها بشكل مجدول طوال الحملة.

–   الاعتماد الأكثر والأنجح يكون على الاتصال الفردي , والدعوة الفردية , والزيارات الميدانية , وصناعة علاقات عامة وإنسانية.

سابعا: دراسة التكاليف جيدا , وتقديرها بشكل متقن, وتحديد الموازنات للحملة , والعمل حسب هذه الموازنات.

ثامنا: اختيار بداية تنفيذ الحملة الانتخابية بشكل علمي ومدروس , حيث وضح الخبراء أربع بدايات لتنفيذ الحملات الانتخابية هي:

–       البداية القوية والتناقص التدريجي.

–       البداية المحدودة والتزايد والتصاعد التدريجي.

–       البداية المتوازنة, وتكرار القوة والضعف مع كل استحدام جديد لوسيلة جديدة.

وهناك من يرى ان تنفيذ الحملة يمر بالمراحل الآتية:

–       مرحلة عرض المرشح نفسه على الجماهير قبل الترشيح لجس النبط ثم عرض برنامجه الانتخابي.

–       مرجلة الانتشار والتنفيذ العنلي نستخدما كل الوسائل والاسشاليب والتكرار.

–       مرحلة تركيز النشاط على قضايا معينةومفصلية.

–       مرحلة الهجوم على الخصوم وتفنيد برامجهم.

ولا نستطيع أن نحسم ونقرر الأفضلية لبداية معينة , ولكن يجب ان تكون البداية مدروسة , ومبنية على قاعدة معلومات واضحة,وربما يصلح مع كل نوع من انواع الانتخابات أو كل مرحلة من مراحل الانتخابات نوع معين من انواع البدايات.

تاسعا: المتابعة الجيدة يوم الاقتراع , وإعتباره يوما للطواريء , ويتم  فيه توحيد الخطاب, وعدم تسؤيب أخبار إلا بشكل مركزي, ومتابعة التجاوزات وحلها أول بأول. وهذا اليوم يتم العمل فيه من خلال غرفة عمليات مزودة بكافة وسائل الاتصال السريعة, وبها طاقم مرتبك باللجنة المشرفة على الانتخابات, والحصول على المعلومات الدقيقة والإعلان عنها بشجاعة , فوزا كانت ام خسارة.

عاشرا: تجهيز صيغ معينة للتعبير عن الفوز بشكل هاديء بعيدا عن العصابية , والشماته , والتعبير عن الفرح والفوز بتواضع , وطمانة  غير الفائزين والناخبين بحسن تمثيلهم والعمل على خدمتهم وشكرهم , وشكر الجهات التي أنجحت الانخابات. كذلك تجهيز صيغ للتعبير الشجاع والديمقراطي عن الخسارة مع تهنئة الفائزين والإعلان عن التعاون معهم من اجل خدمة الناخبين, وتوضيح نسبة الأصوات التي تم الحصول عليها.

هذه مجموعة من المهارات تم صياغتها من واقع التجربة التي عرفناها في الانتنخابات الطلابية  والرئاسية والتشريعية… مستندة إلى أصول علمية ونظرية واضحة.

لمتابعة سلسة مقالات ستكون دليلك فى حملتك الانتخابية على موقع فرست نيوز قسم التنمية البشرية