أدب و فناخباراقتصادسياسهمقالات

تطوير الموروث الثقافى والاخلاقى ودوره فى التنميه

كتب وليد موسى   

الثقافة من اكثر المصطلحات استخداماً فى المجتمعات العربيه وهى كلمة قديمه تشير إلى المعرفه والفطنه والمنطق ويمكننا القول بأن الثقافه هى تراكم المعلومات والمعارف والسلوكيات على المدى الطويل وتنتقل من جيل إلى أخر عن طريق التربيه والتنشئه والمعايشه والبيئه المحيطه والتغير الثقافى فى المجتمعات لا يتم بين عشية وضحها وإنما يحدث التغيير فى ثقافات المجتمعات على مدى طويل
أما الأخلاق فهى هيئة ثابتة راسخة مُستقِرة في نفْس الإنسان منها الحسن كالصدق وطيب الكلام والوفاء بالعهد ومنها السئ كالكذب والخيانة والفحش فى القول وقد حث الاسلام على حسن الخلق وترك قبيح الافعال والعادات ولعل كلام رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (( إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق )) يوضح أهمية الاخلاق فى بناء المجتمعات والاخلاق تتأثر لا ريب بالموروث الثقافى للأمه

وللثقافة والاخلاق دور رئيس فى النهوض بالامم والمجتمعات ولذا تحرص الدول المتقدمه على غرس موروث ثقافى فى مجتمعاتها يخدم أهدافها ويساعد فى تحقيق نهضة هذه البلاد

حكى لى صديق سافر إلى اليابان فى منحه تدريبيه ومن المعروف أن اليابانيين لديهم ثقافة إحترام المواعيد والدقه الشديده فى تنفيذ العمل حتى أصبحت ثقافة مجتمع لكن ما قاله كان مختلف بعض الشئ صديقى خرج من غرفته ولم يطفىء المصباح فقال المرافق الياباني له لو سمحت أطفىء المصباح فاليابان بلدٌ فقير يحتاج لهذه الطاقه  

صديق اخر كان فى مهمه فى فرنسا سألته كيف وجدت بلاد الفرنجه فكانت إجابته أما العمل فموعد الدوام كان تقريبا الساعة السادسه  وكأنما علموا ان البركة فى البكور وأما المعامله  فالأبتسامة عند اللقاء فى الصباح لا تبرح وجوههم كما لا يبرحون هم مكاتبهم فى وقت العمل.

لقد عملت هذه الدول على مدى عقود طويله وعبر خطط مدروسه وممنهجه لغرس الثقافات التى تخدم مصالح الامه وحددوا من أين تستقى الشعوب ثقافتها وعملوا على تنميه هذه الروافد
أما فى بلادنا العربيه ونحن لنا هويتنا المميزه وموروثنا الثقافى الذى كان مشكاة لأوربا لسنوات طويله توقفنا عن تطوير هذا الموروث الثقافى.

 ولتطوير هذا المحتوى الثقافى للأمة العربيه أصبح أقصى ما نفعله هو بناء قصور للثقافه وانشاء لجان ثقافيه فى الفصول الدراسيه والاحزاب السياسيه والمؤسسات الشبابيه والدينيه غير أن هذه الطرق لم تؤتي ثمارها و انعكس ذلك على الشباب الذى تغيرت موروثاته الثقافيه بمرور الزمن وأصبح أقل ما يقال عنه أنه هش من ناحية الفكر والعلم وللأسف الخلق أيضاً

وإذا أردنا تغييراً فعالاً فى المجتمع علينا مراجعة الموروث الثقفى وتحديد الثقافات المطلوب زرعها فى المجتمع والعمل على بثها بين الناس من خلال الطرق الصحيحه التى يستقى منها الناس ثقافتهم
وأذكر هنا بعض هذه الروافد التى أثرت بشكل كبير على ثقافة شبابنا وطموحاته فى هذا العصر فمنها وسائل الاعلام وما يعرض فيها  وخاصة الافلام ولعل كل قصى ودني يعرف كيف أثرت بعض هذه الافلام السينمائيه على ثقافة الجيل الجديد وليس من الصعب ان تلحظ هذا فى قصات الشعر الغريبه والسلاسل حول الاعناق وغيرها
ايضاً التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى والاتصالات وتوافرها بصوره كبيره أصبح رافداً كبير من روافد الثقافه لدى شباب الامه
المؤسسات التعليميه وما يدور داخلها من نشطات تعليميه لها تأثير كبير على ثقافة الطلاب والمجتمع ككل وكذلك دور العباده والجانب الدينى الذي يغذى الروح وله أثر كبير فى الفرد والمجتمع

إن تطوير الخطط التنمويه مهم لكن الاهم هو زرع ثقافات تخدم هذه الخطط فى إطار هوية أمتنا العربيه الأسلاميه والألتزام نحو تنفيذ هذه الخطط وأستخدام الطرق الصحيحه لا أقول لإحداث تغيير ثقافى ولكن لوضع الامه من جديد على الطريق القويم خلقياً وثقافياً وهو السبيل الوحيد أيضاً لتنفيذ الخطط التنمويه والنهوض ببلادنا من كبواتها

إن دولة تسعى للتنميه ولديها خطط واضحه يجب أن تسعى وبقوه نحو تحفيز وثقيف الشعب بما يخدم هذه الخطط ومع الوقت يتحول العمل لخدمة هذه الخطط والاهداف إلى دوافع ذاتيه لدى كل فرد عندها يعمل المجتمع ليل نهار على تحقيق الخطط التنمويه وهو التغيير المنشود والمقصود .

زر الذهاب إلى الأعلى