تحقيقات

¤ مخاوف إسرائيل من الحكام المسلمين¤

◇ عاطف عبد الوهاب يكتب :
** انعكست التغيرات السياسية التي أحدثتها الثورات العربية وصعود الحركات الإسلامية الي سدة الحكم في بعض دول شمال أفريقيا بصورة قوية علي السياسة الخارجية الإسرائيلية‏,‏
خصوصا بعد فقدان تل أبيب لأهم حلفائها من الزعماء العرب الذين خلعتهم ثورات الربيع العربي. ويبدو واضحا أن الحكومة الإسرائيلية تعزز حاليا من خططها الاستراتيجية والأمنية في قلب القارة السمراء بهدف إنشاء حلف جديد هناك يساندها في مواجهة صعود الحركات الإسلامية في شمال أفريقيا,والتي قد ينظر إليها البعض في الدول الأفريقية بتوجس, خشية تدخل هذه الأنظمة الإسلامية في شئون الأقليات المسلمة لديها
ولعل التوجه الإسرائيلي نحو القارة السمراء نابع من إدراك الساسة في تل أبيب بأهمية الملف الأفريقي في التأثير علي الصراع العربي الإسرائيلي خاصة بعد إزدياد القلق والمخاوف الإسرائيلية من ظهور الحكام الاسلاميين في الشمال الأفريقي مما جعلها تدرك أن المعركة مع العرب ليست من خلال الجبهة الحدودية الضيقة ولكن من خلال توسيع هذه الجبهة ونقل المعركة الي القارة الأفريقية. وليس بالضرورة أن تدار المعركة بالسلاح بين إسرائيل والعرب. فنحن في مرحلة تلعب فيها السياسة دورا أشد فتكا من السلاح. وليس خفيا علي إسرائيل أن الإمتداد الأمني والإستراتيجي للحدود الجنوبية للدول العربية وخاصة مصر هي القارة السمراء. فمصر تعتبرها حدود أمنها القومي ومصدرها الأساسي لمياه النيل, و هي كذلك بالنسبة للعرب أرض خصبة لإنشاء العديد من المشاريع الاستثمارية التي تحاول إسرائيل استراتيجيا أن تسيطر عليها. ومن هذا المنطلق, اهتمت إسرائيل بتطوير علاقاتها مع الغالبية العظمي من الدول الأفريقية خاصة دول منابع النيل ومنطقة البحيرات العظمي وشرق أفريقيا. فإسرائيل تعتبر هذه الدول جزءا رئيسيا من نظرية الأمن القومي الإستراتيجي في الصراع العربي الإسرائيلي. وهي تسعي حاليا إلي اختراق الأمن القومي العربي ومحاصرته من خلال بناء علاقات استراتيجية وثيقة مع دول الجوار الجغرافي للعالم العربي في القارة الأفريقية. والتفتت إسرائيل الي دول حوض النيل بشكل خاص وسارعت بإبرام اتفاقيات مع دول الحوض لإنشاء سدود مائية للتحكم في مياه النيل ومحاصرة العرب بإقامة سدود علي النيل في تنزانيا ورواندا وأثيوبيا فضلا عن إتفاقيات ابرمت بالفعل الشهر الماضي مع دولة جنوب السودان الوليدة. فقد وقعت الحكومة الإسرائيلية أول اتفاقية دولية مع حكومة جنوب السودان لاستغلال مياه النيل ومشروعات تحلية نقل المياه حيث تمكن الاتفاقية تل أبيب من التواجد رسميا في جنوب السودان, إحدي دول حوض النيل, مما يشكل خطرا علي مستقبل حصة مصر من المياه. وكشفت صحيفة- جيروزاليم بوست- الإسرائيلية عن توقيع وزارة الطاقة والمياه الإسرائيلية مع وزارة الري والمياه بجنوب السودان اتفاقية تقضي بنقل الخبرات الإسرائيلية في مجال تحلية ونقل المياه وإقامة بنية تحتية للصرف والري

زر الذهاب إلى الأعلى