مقالات

مستقبل القرن .. بقلم / عاطف عبد الوهاب

مستقبل القرن .. بقلم / عاطف عبد الوهاب

فأي الفريقين ستكون له اليد العليا في أمريكا؟ ما لم تنشب أزمة كبرى مفاجئة في شرق آسيا، أو يحدث انقلاب ما في التوجهات الإستراتيجية الصينية من التركيز على الاقتصاد إلى الاهتمام بالسياسة، سيكون الفريق الثاني هو السائد، وسيواصل دفع الولايات المتحدة للعمل على إغراء الصين، اقتصاديا، لحثها على البقاء في الفلك الأمريكي سياسياً وإستراتيجياً، وهذه الحصيلة يعززها الاعتماد المتبادل بشكل متزايد الذي بدأ يظهره الاقتصاد، الصيني والأمريكي، إزاء بعضهما البعض، وأيضاً السهولة التي بات يحل بها قادة البلدين خلافاتهما السياسية، كما حدث مؤخراً في قمة واشنطن الصينية – الأمريكية التي أنتجت الاتفاق المبدئي على تجريد كوريا الشمالية من سلاحها النووي. ومع ذلك، يبقى السؤال الكبير: هل يمكن لهذا “الوفاق الودي” بين أمريكا والصين أن يدوم على المدى الطويل؟ وهل ستكون الولايات المتحدة قادرة بعد عشر سنوات، مثلاً، على مواصلة وضع الصين في القفص، برغم أن حجم هذه الأخيرة سيكون حينها أكبر بكثير من هذا القفص؟ طبيعة الإجابة على هذا السؤال ستحدد (كما قال مرة بيل كلينتون، عن حق) طبيعة صراعات القرن الحادي والعشرين برمّـته.

زر الذهاب إلى الأعلى