تكنولوجيا

هل سقط مذنب في شبه جزيرة ” يوكاتان ” ؟؟!!

كتب : أحمد محمود عبد القادر

بينما كان كل من ” انطونيو كاماراجو ” و  ” بينفيلد جلين ” يقومان بعملهما كجيوفزيائيين في التنقيب عن النفط في العام 1978 بشبه جزيرة ” يوكاتان ” إذ بهما يجدان على بيانات المسح ما يشير لحفرة كبيرة تحت سطح البحر تشكل نصف دائرة كما عثر ” بينفيلد ” على قوس آخر يمثل نصف دائرة على اليابسة بشبه الجزيرة ذاتها حيث يشكل القوسان معاً دائرة كبيرة منخفضة عما حولها بالضبط كما لو أنها حفرة واسعة سميت بحفرة ” تشيكسولوب ” ..؛

و ” يوكاتان ” هي شبه جزيرة تقع في أمريكا الوسطى و تفصل بين البحر الكاريبي و خليج المكسيك و تتبع ثلاث دول القسم الشمالي من شبه الجزيرة يتبع دولة المكسيك و يضم الولايات المكسيكية ( كامبيتشي ، كوينتانا رو ، يوكاتان ) أما القسم الجنوبي فيتبع : جواتيمالا و بليز .. و جدير بالذكر أن اسم ” يوكاتان ” يرجع للتسمية القديمة التي أطلقها شعب حضارة المايا الذين سكنوا أمريكا الوسطى في عصر ما قبل ” كولومبوس ”  على شبه الجزيرة و الأراضي المحيطة بها حيث كانوا  يسمونها ” يوكال بيتين ” و تتكون من ثلاث كلمات بلغة حضارة المايا القديمة ( ” يو ” بمعنى قلادة أو الطوق ) و ( ” كال ” بمعنى العنق ) و ( ” بيتين ” بمعنى جزيرة أو مقاطعة ) ..،

المهم أن الجيوفزيائيين الاثنين لم يستطيعا إعلان هذا الاستكشاف بسبب سياسة شركة النفط التي يعملان بها ” بيمكس ” المملوكة للحكومة المكسيكية و التي كانت تمنع إفشاء مثل هذه الاستكشافات و ظل الاستكشاف طي الكتمان حتى عام 1981 حينما سمحت شركة ” بيمكس ” لهما بالافصاح عن الكشف في مؤتمر جمعية الاستكشاف لعلماء الجيولوجيا و برغم هذا لم يحظ استكشافهما على أي اهتمام يذكر من قبل أعضاء المؤتمر و في نفس الفترة تقريباً كان العالم ” لويس والتر ألفاريز ” يقدم نظريته عن سبب انقراض الديناصورات و ظهور العصر الجليدي حيث كان يؤمن بان السبب في ذلك هو سقوط مذنب أو كويكب فضائي على الأرض محدثاً انفجاراً هائلاً و لما علم ” ألفاريز ” باستكشاف ” أنطونيو ” و ” بينفيلد ” قام بمقابلتهما و مناقشتهما ليضع الأسس الرئيسية لنظريته حيث توصل إلى السيناريو المحتمل و هو أن من عصور موغلة في القدم ( حوالي منذ 66 مليون سنة مضت ) اصطدم مذنب كبير بالأرض محدثاً انفجاراً كبيراً و مخلفاً حفرة ” تشيكسولوب ” و مطلقاً سحابة كثيفة من الإريديوم المتبخر المختلط بالغبار ليحجب الشمس نهائياً فتظلم الأرض و ينتهي العصر الطباشيري الثلاثي و يبدأ العصر الجليدي المظلم حيث هربت كل الحيوانات لتختبئ في كهوف الجبال إلا الحيوانات الضخمة التي لم تستطع الدخول في هذه الكهوف نظراً لضخامة حجمها فماتت متجمدة و بالتالي انقرضت !! هكذا أحدثت هذه النظرية دوياً هائلاً في الصحافة الغربية برغم انها مبنية على فرضيات و احتمالات كما بنى ” ألفاريز ” نظرياته على فحص لتربة الحفرة المكتشفة فوجد بقابا الطين الأخضر و نسبة كبيرة من الإريديوم بشكل غير طبيعي و الذي يوجد بالمذنبات حيث وصل تركيز الإريديوم في الطبقة إلى 6 أجزاء من البليون من الوزن كما تزيد عن هذا في أجزاء آخرى من الحفرة في حين أن مجموع مستويات نسبة الإريديوم في قشرة الأرض كلها لا تتعدى 4 أجزاء من العشرة من الوزن .. و لو فرضنا أن نظرية ” ألفاريز ” غير صحيحة فما هو تفسير وجود الطين المخصب بالإريديوم بهذه النسبة الغير عادية في شبه جزيرة ” يوكاتان ”  و بالأخص في حفرة ” تشيكسولوب ” ؟! .. و يظل السؤال يتردد في الأذهان ما هو حقاً سبب انقراض الكائنات الضخمة ؟!! هل سقط مذنب في شبه جزيرة ” يوكاتان ” ؟؟!!       

زر الذهاب إلى الأعلى